إيران تبدأ اليوم الخطوة الرابعة من خفــض التزاماتهـــا النوويــــة
تبدأ طهران اليوم تنفيذ الخطوة الرابعة لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، من خلال ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي في محطة فوردو النووية، وفق ما أعلنه الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مراسم افتتاح مصنع “الحرية” للإبداع، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قابلة للعودة في حال عاد الطرف المقابل إلى تنفيذ تعهداته بموجب الاتفاق النووي، وأن بلاده ستعود إلى تطبيق الاتفاق بالكامل في حال تمكنها من بيع النفط.
وأضاف: سيتمّ ضخ الغاز في أكثر من ألف جهاز طرد مركزي في محطة فوردو، والنشاط الجديد فيها سيكون تحت إشراف مفتشي الوكالة الدولية، وأن لبلاده كامل الحق في إنتاج أي نوع من أجهزة الطرد المركزي، منوّهاً بأن المفاوضات مع الأوروبيين مستمرة، وبلاده ستمنح الطرف المقابل مهلة جديدة مدتها شهرين، ولن تستسلم أمام العقوبات الأمريكية، حيث تمكّنت خلال العام الماضي التقليل من آثارها، مشيراً إلى أن صوت العالم اليوم مع إيران، ويدرك أن هذه العقوبات ظالمة، وبلاده مستعدة للتفاوض مع أمريكا في حال رفعت العقوبات رسمياً، موضحاً “أن بلاده بعثت رسالة حول مبادرة السلام في مضيق هرمز لجميع قادة دول المنطقة، ومنهم دول الخليج، ودعتهم للانضمام إليها”.
وتنفيذاً لما أعلنه الرئيس روحاني، فقد أبلغ سفير إيران وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب أباد، الوكالة الدولية للطاقة الذرية في خطاب رسمي بالخطوة الرابعة التي ستتخذها بلاده لجهة تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي.
وفي السياق نفسه، أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أن إيران ستنفّذ بالتأكيد الخطوة الرابعة من تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي في حال لم تلتزم أوروبا وأمريكا بتعهداتهما، ولفت إلى أن “المشكلة مع الأوروبيين هي أنهم لا يلتزمون بكلامهم وتعهداتهم، وكل ما صدر من فرنسا وألمانيا وأوروبا بشكل عام كان جعجعة بلا طحين”، وتابع: “ليس هذا فحسب، بل أنهم يطالبون إيران بتقليل تواجدها الإقليمي، وألا تكون لها أسلحة دفاعية، وهذا مطلب خاو وغير منطقي”.
يأتي ذلك فيما أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن بلاده تمكنت رغم الحظر الأمريكي الظالم من تنفيذ مشروعات إنمائية في مختلف مناطق البلاد حتى الحدودية منها، وقال، خلال مراسم افتتاح محطة سردشت الكهرومائية بمحافظة أذربيجان الغربية الواقعة شمال غرب إيران” “إنشاء سد ومحطة سردشت الكهرومائية مؤشر على القدرات الهندسية الإيرانية”، مشيراً إلى أن مشروع سردشت يمكنه زيادة الطاقات السياحية في هذه المنطقة، واعتبر أن إنشاء السد والمحطة بخبرات إيرانية دليل على ما تتمتع به إيران من قدرات في مجال الهندسة، وينبغي أن يحدث هذا في جميع المشروعات الإنمائية في البلاد.
دولياً، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو تعتبر الخطوة الجديدة لإيران لتخفيض الالتزامات، التي تعهّدت بها طوعاً، نتيجة منطقية للركود في حل القضايا المعروفة المتعلقة برفع استقرار خطة العمل المشتركة، وضمان النتائج الاقتصادية لتنفيذ هذه الصفقة التي أملت بها إيران، وأضاف: “من المهم أن الإجراءات المعلنة، بما فيها إمدادات الغاز لأجهزة الطرد المركزي في محطة فوردو، تحمل طابعاً يمكن إلغاؤها تقنياً. وتجدر الإشارة إلى أن ذلك يخص أيضاً كل الأعمال الإيرانية السابقة في إطار عملية تخفيض الالتزامات التي تعهّدت بها إيران طوعاً”.
وكانت إدارة ترامب فرضت على إيران مؤخراً إجراءات للتضييق على تصدير النفط، حيث أقدمت على إنهاء الإعفاءات التي سمحت بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، وبالتالي حظر استيراده منها تبعها إطلاق تهديدات ضد طهران، وردّت إيران على ذلك بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها وفق الاتفاق النووي.