مشفى شهبا.. نقص في التجهيزات والكوادر الطبية وخدمات صحية في دائرة “الإسعافي” فقط
بعد حفل افتتاح مشفى شهبا في 21 من الشهر الماضي، والذي وصفه الكثيرون بالاستعراضي، خاصة بعد سنوات طويلة من المماطلة والأخطاء الإكسائية، بدأ العمل بشكل فعلي على الأرض، وفتحت الأبواب أمام المرضى الذين اصطدم بعضهم بعدم قدرة الكوادر الطبية على معالجة الكثير من الحالات، وتحويلها إلى مشفى السويداء.
وهاجم عدد من مواطني المدينة عبر منصات التواصل الاجتماعي وزارة الصحة لعدم الإيفاء بوعودها الكثيرة في جعل المشفى متكاملاً رغم كل هذه المدة، وطالبوا بالإبقاء على المستوصف الطبي لأنه كان يعطي المريض حبة دواء، و”إبرة ديكلون” بعكس المشفى الجديد.
إشاعات مسبقة
أمام قسم الإسعاف، كانت البعث حاضرة على عدد من الحالات الإسعافية السريعة التي تم استقبالها بشكل فوري، ومعالجتها بسرعة وسط حالة من الاطمئنان التي رافقت عائلات المرضى، رغم قلقهم المسبق الذي سببته لهم الإشاعات الكثيرة.
على الجانب الآخر، أكد المواطن باسل الأسعد بأنه أسعف ابنه إلى مشفى السويداء، رغم قرب مشفى شهبا من مكان سكنه نتيجة ما سمعه على مواقع التواصل من أشخاص يعرفهم بشكل شخصي، ولم يتحقق من صدق الحالة أو ظروفها، فقد يكون فعلاً وضع المريض بحاجة لأجهزة معينة غير متوفرة، وهذا ليس ذنب الكوادر الطبية، لكن وجود المشفى بحد ذاته نعمة كبرى للمنطقة بأسرها، ويجب على الجهات الطبية المختصة معالجة النقص الحاصل في الأقسام والأجهزة والكوادر الطبية لكي تعطي المواطنين حالة الطمأنينة الكاملة، فليس معقولاً بعد أكثر من عشر سنوات من العمل، ومئات الملايين السورية التي صرفت، أن نجد هناك نقصاً على الرغم من أي ظرف كما يقول الأسعد.
ويرى الطبيب المقيم أنس عزام بأن المشفى نظيف وراق، وهناك جهود كبيرة من العاملين فيه لخدمة المواطنين، على الرغم من بعض النواقص في قسم الجراحة، وبعض الأجهزة الضرورية، وفي الكوادر الطبية، وأكد أن كل الحالات الإسعافية التي تأتي يتم قبولها والتعامل معها وفق المطلوب، فالكوادر الطبية تتمتع بكفاءة عالية ورغبة حقيقية بالخدمة الطبية، و”أنا بشكل خاص مرتاح هنا، ولا أجد أي عائق أمامي للعمل”، كما قال.
تأخر وروتين
مدير عام الهيئة العامة لمشفى شهبا الدكتور “غسان الحسين” أوضح للبعث بأن مشفى شهبا يسهم في تخفيف الضغط عن المشفى الوطني بمدينة السويداء كونه يخدم نحو 125 ألف مواطن من 34 قرية في منطقة شهبا، فضلاً عن وقوعه على طريق دمشق السويداء، ما يجعله أقرب نقطة إسعاف على الطريق الحيوي بين المحافظتين.
وأضاف بأنه جرى وضع عدد من الأقسام في الخدمة وهي: الإسعاف، والجراحة العامة، والعناية المشددة، والمخبر، والأشعة، والعمليات، إلا أن قسماً هاماً من الأجهزة الطبية لم يتم تزويد المشفى بها، من بينها جهاز الطبقي المحوري، وجهاز الأشعة، وجهاز دوبلر القلب والأوعية، وجهاز للجراحة، وجهاز الجراحة التنظيرية.
ولفت إلى أن المشفى يعاني من النقص العددي في الكادر الطبي والفني والإداري والتمريضي، حيث يفترض أن يكون ملاكه 400 شخص ما بين أطباء وممرضين وفنيين وإداريين وعمال من الفئتين الرابعة والخامسة، إلا أن الكادر الحالي الذي تم ندبه أو تعيينه للعمل لا يتجاوز 130 بينهم نحو 22 طبيباً مقيماً واختصاصياً، والباقي كادر تمريضي وإداري، بالإضافة إلى نحو 65 شخصاً من العاملين من الفئتين الرابعة والخامسة من الناجحين في الاختبار الأخير لصالح المشفى، بحيث يصبح العدد بحدود 200 موظف، أي ما يشكّل نسبة 50 بالمئة من الاحتياج الفعلي من الكادر الذي يتطلبه المشفى.
ويشير الدكتور الحسين إلى أن عدم تحقيق عملية الاستقلال المالي والإداري للمشفى خلال العام الجاري، والإبقاء على تبعيته لمديرية صحة السويداء، بالرغم من كونه هيئة عامة، وتأجيل عملية الفصل المالي والإداري حتى العام القادم، نجم عنه تأخير وروتين قاتل في تأمين ما يتطلبه العمل من مستلزمات وتجهيزات إدارية، فضلاً عن عدم فرز أية سيارة خدمة لصالح المشفى، واضطرار العاملين الذين يداومون في المشفى منذ أكثر من خمسة أشهر للتنقل من وإلى المشفى على نفقتهم الخاصة.
ورغم كل السلبيات التي تظهر، والتي تم التغاضي عنها عند تسليم المشفى، فهو حالة جيدة ومفيدة لأبناء المنطقة ككل، ويجب المحافظة عليه وتزويده بالنواقص، وعدم التساهل مع الأخطاء والإهمال في أي مرفق من مرافقه المتعددة.
السويداء- ضياء الصحناوي