الصفحة الاولىصحيفة البعث

53 % من الأمريكيين يؤيدون عزل ترامب

 

أصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشخصية الأكثر جدلاً في العالم دون منازع، وربما يعود ذلك إلى أنه لا يستطيع إخفاء رغباته وسياساته أو تغليفها بغطاء من الدبلوماسية، فهو بعكس أغلب الشخصيات السياسية في العالم لا يمتلك القدرة على إخفاء مكنوناته لدرجة تبلغ حدّ الوقاحة، وربما كان ذلك هو السبب الأهم لحشد عدد كبير من الأعداء له في العالم، حيث لم يسلم أحد من هجماته، سواء أكان حليفاً أم عدوّاً. وقد تميّز بأنه أكثر الرؤساء الأمريكيين من حيث إطلاق التصريحات، حتى إنه يعدّ من أكثر المستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي حول العالم، حيث جعل من “تويتر” منصّة لإطلاق هجماته على خصومه السياسيين، الأمر الذي جعله يتصدّر أخبار وسائل الإعلام الطريفة والساخرة حول العالم.
المزاجية التي تحكم ترامب قادته إلى الانقلاب على كثير من الحلفاء، فضلاً عن الانسحاب من كثير من الاتفاقيات الدولية، الأمر الذي يهدّد بانهيار النظام العالمي، وربما كانت سياساته الرامية إلى إقصاء خصومه السياسيين هي التي تسبّبت في جلب الكثير من الأعداء له وخاصة في الداخل، حيث عمل منذ بداية حكمه على مهاجمة خصومه الديمقراطيين، الأمر الذي دفع هؤلاء إلى تصيّد سقطاته لاستخدامها لاحقاً في إطلاق إجراءات عزله. وفي هذا السياق، أظهر استطلاع جديد للرأي، أجرته صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة إن بي سي الأمريكيتان، أن أكثر من نصف الأمريكيين يؤيدون التحقيقات الرامية لعزل ترامب.ووفق الاستطلاع فإن أكثر من 53 بالمئة من المشاركين فيه قالوا: إنهم يؤيدون إجراءات عزل ترامب، كما أعربت النسبة نفسها عن عدم رضاها عن أدائه لمهامه، وجاءت النسبة الكبرى من مؤيدي التحقيق من الديمقراطيين بنسبة 89 بالمئة مقابل 58 بالمئة من المستقلين وتسعة بالمئة من الجمهوريين. إضافة إلى ذلك أعرب نصف الأمريكيين عن عدم ثقتهم بأن لدى ترامب أهدافاً وسياسات صحيحة ليصبح رئيساً، بينما قال 55 بالمئة: إنهم يريدون رئيساً يتبع نهجاً جديداً مختلفاً عن نهج ترامب وسلفه باراك أوباما.
ويأتي هذا الاستطلاع بعد أن كان مجلس النواب الأميركي صدّق قبل أيام على قرار يقضي بإطلاق المرحلة العلنية للتحقيق في مسألة عزل ترامب، حيث صوّت المجلس بأغلبية 232 مقابل معارضة 196 صوتاً، وهو أول تصويت رسمي للمجلس في معركة قد تمتد حتى الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وتزايدت ضغوط الديمقراطيين خلال الأسابيع الماضية من أجل بدء إجراءات مساءلة ترامب وعزله على خلفية الفضيحة التي أثارها تسريب مكالمة هاتفية بينه وبين نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مارس فيها ضغطاً على الأخير لإثارة قضية تتعلق بنجل خصمه الديمقراطي جو بايدن، المنافس الأوفر حظاً لترامب في الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي اعتبره الديمقراطيون تهديداً للأمن القومي الأميركي.
من جهة ثانية، أجرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية دراسة حول استخدام ترامب لـ”تويتر” منذ توليه منصبه، من خلال مراجعة جميع تغريداته وتعليقاته، وإجراء مقابلات مع نحو 50 مسؤولاً من الإدارة الحالية والسابقة، والمشرّعين والمديرين التنفيذيين وموظفي الموقع.
وخلصت الدراسة إلى أن ترامب مدمن على استخدام “تويتر”، إذ تجاوزت تغريداته الـ11 ألف تغريدة خلال 33 شهراً، حيث بات موقع “تويتر” جزءاً من إدارته.
وبدأت تغريداته صباح يوم تنصيبه، في 20 كانون الثاني 2017، بتوجيهه رسالة افتتاحية إلى الشعب الأمريكي، لكن ما تلا ذلك كان وابلاً من الهجمات الشخصية والغضب والتباهي.
وحسب الصحيفة الأمريكية، حاول كبار المساعدين في البيت الأبيض كبح ترامب على “تويتر”، حتى إنهم طالبوا الشركة بفرض تأخير لمدة 15 دقيقة على تغريدات الرئيس الأمريكي. لكن رغم ذلك غرّد 11390 مرّة خلال 3 سنوات، معظمها في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من اليوم، عندما يكون ترامب دون مستشاريه.
وكانت أكثر من نصف تغريدات الرئيس الأمريكي عبارة عن هجمات، حيث لا توجد فئة إلا واقترب منها، فقد تهجّمت تغريداته على الاحتياطي الفيدرالي، والإدارات السابقة، والمدن التي يقودها الديمقراطيون، والخصوم من الرياضيين إلى الرؤساء التنفيذيين الذين يزعجونه.