غزوان الزركلي يحتفي بذكرى ولادة بيتهوفن في الأوبرا
“سوناتاباتيتيك” على مقام دو مينور التي وصفها د. غزوان الزركلي ببحر من العواطف وشبهها بالرواية الخالدة، عزفها في الأمسية التي قدمها على مسرح الأوبرا، احتفاء بمرور مئتين وخمسين سنة على ولادة بتهوفن بحضور كبير من عشاق الموسيقا الكلاسيكية ومحبيه وطلابه، وقد اختار أربع سوناتات من سوناتات بيتهوفن الأكثر شهرة والتي عُزفت سابقاً باستثناء سوناتا”فالدشتاين” اسم المهدى إليه على مقام دو ماجور بحركاتها وانتقالاتها التي بدأ بها الأمسية، تبعتها سوناتا “باتيتيك” التي تميزت ببنائها الدرامي وعذوبة ألحانها البراقة وانعطافاتها الساحرة، فشكّلت مقدمتها البطيئة عنصر جذب للحركة الغنائية البطيئة التي باحت بسردية عاطفية، لتنتهي بحركة سريعة” روندو”.
امتد مسار الأمسية العاطفي مع السوناتا الشهيرة “ضوء القمر” على مقام دو دييز مينور، التي وظّفها المخرجون العالميون بأفلامهم وكانت ملهمة للرسامين، والتي لامست روح بيتهوفن وعبّر فيها عن النهاية الحزينة لقصة حبّه للكونتيسا جيوليتا جويتشاردي التي كانت طالبته، وأجبرها والدها للابتعاد عنه، فعبّرت حركاتها عن الحب والفراق بالانتقالات من المقدمة البطيئة الممتدة إلى الحركة المتوسطة التي مثلت القلق العاطفي إلى الحركة السريعة جداً والمضطربة التي عبّرت عن النهاية الحزينة وغضبه.
أبهر الزركلي الجمهور بمهارته في العزف إلا أن عزفه سوناتا” أباسيوناتا” الحماسية على مقام” فامينور” أذهل الجمهور وفاق الوصف بتغيير مسارها اللحني الذي بدأ بحركة سريعة ثم حركة مسترسلة ليعود إلى الحركة السريعة التي تميزت بقفلتها بتكرار اللحن بالضربات الحادة التي تفاعل معها الزركلي بشكل قوي.
وتحدث د. غزوان الزركلي عن هذه الأمسية التي تتزامن مع الاحتفالية العالمية في كل دول العالم لمرور مئتين وخمسين سنة على ولادة بتهوفن، وأعرب عن سعادته بالاحتفالية في سورية من دار الأوبرا، وبيّن أنها ستتبع باحتفالية كونشيرتو البيانو لبيتهوفن مع سوناتات مختلفة بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بالتعاون مع جمعية صدى في بداية العام القادم.
ورأى الزركلي بأن الموسيقا الكلاسيكية الأوروبية جزء من الثقافة الإنسانية الشاملة، وعدّ إقبال الجمهور الكبير على حضور هذه الأمسيات يعود إلى محبة شعبنا الذي وصفه بالشعب الفضولي بالمعنى الإيجابي التواق إلى المعرفة وإلى تذوق الموسيقا، وهذا ليس بغريب عن الشعب السوري المحب للجماليات والتعلم، والفن الذي يؤثر على السلوك اليومي للإنسان.
وأجاب عن تقييمه للمشهد الموسيقي الأكاديمي بأنه لابد تأثر خلال سنوات الحرب نتيجة سفر الموسيقيين على صعيد التعليم، كما تأثرت الفرقة السيمفونية الوطنية، متمنياً عودة الموسيقيين وجذبهم بإيجاد أوضاع أفضل لاسيما أننا في مرحلة إعادة إعمار سورية. وعلى صعيد التأليف تحدث الزركلي عن كتابه الجديد الصادر عن وزارة الثقافة “مبادئ النغم والإيقاع” الذي يتضمن منهجاً جديداً لمرحلة تعليمية لتعليم الموسيقا للطفل، إضافة إلى مناقشة مواضع الضعف لاستدراكها.
ملده شويكاني