أخبارصحيفة البعث

أبو العطا شهيداً.. العدو لا يفهم إلا لغة واحدة

 

كثرت التحليلات والقراءات عقب اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا وزوجته في غزة من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، بعضها حصر الجريمة ضمن إطار حسابات داخلية لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
قد تكون هذه القراءة مجدية داخل الكيان، لكنها ملهاة، وقيمتها صفر في المحيط العربي والمقاوم، أو هكذا ينبغي أن تكون، فالرجل الذي استهدفه الكيان أحد أبرز شخصيات المقاومة الفلسطينية، والتي رتّبها الإعلام الصهيوني على أنها ثالث أخطر شخصية على “إسرائيل”، والاغتيال نفسه يأتي ضمن سلسلة اغتيالات ينتهجها العدو ضمن مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية.
رد المقاومة الفلسطينية الفوري باستهداف المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة وأراضي الـ 48 بعشرات الصواريخ أحدث حالة من الهلع داخل الكيان، ودفع الاحتلال لإعلان حالة تأهب عليا على الحدود مع قطاع غزة، وتعطيل الدراسة في مستوطنات غلاف القطاع، وشلّ حركة القطارات، كما طلب التلفزيون الإسرائيلي من المستوطنين في الشمال والجنوب الإصغاء إلى التوجيهات “لأن التطوّرات قد تكون خطيرة”، فيما صرّح نتنياهو أن حكومته “ليست معنية بالتصعيد”.
الرد العسكري للمقاومة أربك قيادات الاحتلال، وربما لم يتوقعوا ردّاً فورياً بهذا الحجم، ودفعهم للإعلان إنهم لا يريدون التصعيد، وبرز تخوّف الاحتلال من تصعيد محتمل ومواجهة واسعة، وقد صرّح المتحدث السابق باسم جيش العدو الإسرائيلي آفي بنياهو أن “التحدي الإسرائيلي” يكمن في “عزل الحادث، والقول: إن توجهنا ليس للحرب، وإننا لا نريد التصعيد”.
التخوّف الإسرائيلي لم يكن محصوراً بالقيادات العسكرية والسياسية، بل انسحب أيضاً على المستوطنين، والذين يُعتبر أمنهم نقطة ضعف حكومات الاحتلال المتعاقبة، وفي هذا السياق قال مدير معهد أكاديمي في الكيان الصهيوني: إن ما حدث “أمر بائس وغير صحيح، ولم يكن يجب أن يحصل، فهناك استخدام لنا من قبل السياسيين في معركة البقاء ونحن غاضبون جداً”.
إذاً، فالقراءة الوحيدة المجدية يجب أن تبقى في إطار أن “إسرائيل” عدوّ لا يفوت فرصة لاستهداف المقاومة في أي مكان، وأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة، ولا طائل من انغماس بعض الأطراف في مفاوضات معه، وأن “أبو العطا” الذي قضّ مضاجع الإسرائيليين أكثر من مرة، حتى أطلقوا عليه لقب “القنبلة الموقوتة”، وغيره من المقاومين الشجعان في محور المقاومة، يجب أن يكونوا مثالاً يُحتذى في التعامل مع العدو.
وسام إبراهيم