الصفحة الاولىصحيفة البعث

شهيدان و10 جرحى في عدوان إسرائيلي على بناء سكني في حي المزة

استفاق أهل حي المزة الغربية في مدينة دمشق فجر أمس على اعتداء بصواريخ العدو الإسرائيلي، استهدف بناء سكنياً، ما تسبّب بارتقاء شهيدين وإصابة عدد من المدنيين بجروح بينهم نساء وأطفال وكبار في السن.
العدوان الذي نفّذته طائرات حربية للكيان أدى أيضاً إلى أضرار مادية كبيرة في البناء والأبنية السكنية المجاورة بينها منزل السفير الباكستاني بدمشق.
وأفاد مصدر عسكري بأنه “في تمام الساعة 4.14 من فجر أمس قامت طائرات حربية إسرائيلية من فوق الجليل المحتل بإطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة دمشق، وعلى الفور تعاملت وسائط دفاعنا الجوي مع العدوان، ودمّرت أحد الصواريخ المعادية قبل الوصول إلى هدفه”، وأضاف: إن الصاروخين الآخرين وصلا وأصابا منزل القيادي في حركة الجهاد الفلسطيني أكرم العجوري في حي المزة الغربية، وأسفرا عن استشهاد ابن القيادي في الحركة معاذ، وإصابة شقيقته بتول، واستشهاد عبد الله يوسف حسن، إضافة إلى إصابة 9 مدنيين.
إلى ذلك أشار وزير الداخلية اللواء محمد خالد الرحمون خلال تفقّده المكان إلى استهداف معاد بعدة صواريخ للمبنى السكني، ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين.
كاميرا سانا زارت الجرحى الذين أسعفوا إلى مشفى المواساة الجامعي، حيث بيّنت ربيعة هاشم صفد الحلبي، الثمانينية، أنها شعرت فجأة، وكأن البناء يسقط فوق رأسها، وبدأت بالصراخ خوفاً على أبنائها، لكنها فقدت الوعي، واستفاقت في المشفى.
الشاب بشار الحايك أبو علاء، يقول: “كنا نياماً عندما حدث الانفجار الأول، حيث تكسّرت النوافذ والأبواب، ومن ثم تلاه انفجار ثانٍ أقوى، بعدها هرعت بالبحث عن الأولاد وزوجتي ووالدتي ووجدتهم تحت الأنقاض”، لافتاً إلى تعرّض والدته وزوجته لكسور في الجسد، وأن الكادر الطبي في المشفى قدّم لهم الخدمات الطبية اللازمة بسرعة.
الطفل علاء الحايك، 10 سنوات، بدت على وجهه بعض الجروح والكدمات، وعبّر عن صدمته من هول العدوان، يقول: “كنت نائماً عندما سمعت صوت انفجار كبير دفعني لشدته من غرفة نومي إلى الصالون لينهار المنزل، بعد ذلك وجدت نفسي بين الكراسي وحطام المنزل، وأصبت بجروح في القدمين واليدين، وتأذت عيني، وكذلك أصيب شقيقي بجروح”، وتابع: “وصلت سيارات الإسعاف، وتم نقلنا إلى المشفى لتلقي العلاج”.
وأكد معاون المدير العام للشؤون الطبية لمشفى المواساة الجامعي بدمشق أنه وصل إلى المشفى شهيدان وثمانية جرحى، حيث تمّ تقديم الإسعافات الأولية، وإجراء التحاليل اللازمة والصور الشعاعية.
وفي ردود الفعل، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة المحاصر وعلى منطقة المزة في دمشق، وطالبت المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل السريع لإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانها على القطاع، مشددة على أن عدم محاسبة مسؤولي الاحتلال على جرائمهم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني يشجعهم على التمادي في استباحة الأرض والدم الفلسطيني.
كما أوضحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “القيادة العامة” أن هذا العدوان من شأنه تعزيز معاني وحدة المقاومة في معركة حماية القضية الفلسطينية من التصفية، داعية إلى وحدة الموقف الفلسطيني، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني في إطار التحالف الاستراتيجي ضمن محور المقاومة، فيما اعتبرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن هذا العدوان دليل على أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، فهذه اللغة تؤرّق قادته ومستوطنيه، مؤكدة أنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني وفصائله سوى مواصلة النضال والتصدي للعدو بكل الوسائل المتاحة لتبقى القضية حية ومتقدة حتى إنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين.
بدوره رأى تحالف القوى الفلسطينية أن العدوان يأتي في سياق الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني والعربي وفي ظل الأزمة الخانقة التي يعاني منها الكيان الصهيوني نتيجة تنامي قدرات محور المقاومة الذي يحقق الانتصارات في كل يوم، فيما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن العدو الصهيوني يتحمّل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجرائم وما يترتب عليها، مشيرة إلى أن دماء الشهداء الطاهرة ستبقى نبراساً للسير على درب المقاومة والتحرير حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس.
وأدانت اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة العدوان الصهيوني، داعية القوى الحية في الأمة العربية للالتفاف حول محور المقاومة من أجل تصعيد المواجهة ضد الكيان الصهيوني، فيما أدانت الجبهة القومية الفلسطينية للعودة والتحرير العدوان الصهيوني الغاشم على منطقة المزة بدمشق وغزة، مؤكدة أنه جريمة نكراء ومحاولة لكسر إرادة محور المقاومة، وبيّنت أن صمود سورية بوجه الإرهاب والانتصارات العظيمة التي أحرزها محور المقاومة بقيادتها أسقط رهان العدو الإسرائيلي على كسر إرادة هذا المحور، وأكد حتمية انتصار فلسطين على الكيان الصهيوني.
وجاء في بيان الجبهة أن التاريخ سيلفظ المهرولين نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأن استعادة الوحدة الوطنية مهمة تاريخية لا تحتمل التأجيل دعماً لمحور المقاومة ومسيرة الكفاح على طريق تحرير فلسطين.
وفي لبنان، ندد المكتب السياسي في حركة أمل بالعدوان الإسرائيلي، مشدداً على التمسك بخيار المقاومة لإسقاط مخططات العدو، وأكد أن العدوان في المزة وعلى قطاع غزة يأتي بالتزامن مع تعميق المأزق السياسي داخل الكيان الصهيوني وفي خطوة تحاكي مشاريع الاستهداف الممنهج لقوى المقاومة، مشدّداً على أن المطلوب هو التمسك بخيار المقاومة والصمود والتكامل بين كل ساحات المواجهة.
وأكد الحزب السوري القومي الاجتماعي أن لجوء العدوان إلى خيار التصعيد في هذا التوقيت يدل بأننا في مواجهة عدو عنصري بطبيعته ومتغطرس في إجرامه، ديدنه الإرهاب والقتل، وأنه لن يتوقف عن عدوانه وإجرامه إلا من خلال التصدي له وردعه بكل عناصر القوة ووسائلها، فيما أكدت رابطة الشغيلة أن تصعيد العدوان الصهيوني بالعودة إلى سياسة الاغتيال إنما يؤكد من جديد أن العدو لا يؤمن جانبه، وبرهن مجدّداً أنه لا يفهم سوى لغة المقاومة رداً على جرائمه المتمادية.
ورأت الرابطة أن العدو الصهيوني يدفع الوضع إلى تصعيد جديد في محاولة من قبل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو للهروب إلى الأمام من أزماته الداخلية.
واعتبر رئيس تيار صرخة وطن، جهاد ذبيان، أن العدوان الإسرائيلي “ما هو إلا تأكيد على ترابط جبهة محور المقاومة من سورية إلى فلسطين ولبنان والعراق وباقي دول محور المقاومة”.
وفي القاهرة استنكر حزب مصر العربي الاشتراكي العدوان الإسرائيلي، مؤكداً على ضرورة وجود رد فعل عربي حاسم في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، وقال في بيان: إن كيان الاحتلال الإسرائيلي شريك أساسي في المؤامرة على سورية، وإن المخطط الذي تصدت له الدولة السورية كان يهدف بالأساس إلى خدمة كيان الاحتلال، لافتاً إلى أن العدوان الإسرائيلي يمثّل حالة الرعب التي تنتاب كيان الاحتلال بسبب انتصارات الجيش العربي السوري وصمود المقاومة.
بدورها أدانت نقابة المحامين المصرية في بيان لها العدوان الإسرائيلي الغاشم، مشيرة إلى أن “الكيان الصهيوني يتجاوز كل الخطوط الحمراء، وينتهك سيادة الدول بما يخالف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، وطالبت القوى الفاعلة بالمجتمع الدولي بالتدخل السريع لوقف العدوان على قطاع غزة، وكذلك الوقف الفوري للانتهاك السافر للمجال الجوي السوري.
من جهته أدان المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية بشدة العدوان الاسرائيلي، وقال في بيان: “إن العدو الصهيوني ما كان ليجرؤ على ارتكاب هذه الجرائم لولا تواطؤ بعض الأنظمة العربية والخليجية المهرولة نحو التطبيع على حساب القضية الفلسطينية”.