“صفقة القرن” في محاضرة.. إغراق في السرديات
دمشق- ريناس إبراهيم:
نظّمت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني ومؤسسة القدس الدولية- فرع سورية وتحالف القوى الفلسطينية محاضرة بعنوان “صفقة القرن والدور الصهيوني في العدوان على سورية”، ألقاها رئيس اتحاد الكتّاب العرب مالك صقور، ولكنها لم تختلف عن سابقاتها من المحاضرات باعتمادها السرد التاريخي، ما جعلها موضع انتقاد الحاضرين، متسائلين حول أهمية التعمّق في التاريخ وتكراره دون التوصل إلى نتائج فعلية يبنى عليها في الحاضر والمستقبل، معبّرين بالقول: “هل لا نزال نعيش في الماضي، فيما عدوّنا مشغول بالتخطيط للمستقبل؟!”.
وبدأ العرض التاريخي الذي قدّمه صقور منذ المؤتمر الصهيوني الأول بسويسرا عام 1897، كما أعاد إلى الذاكرة نداء نابليون بونابرت بأن يكون هناك دولة لليهود، ومن ثم دعوات مجموعة من الدول بينها إسبانيا وبريطانيا.. إلى عقد مؤتمر يسفر عن قيام اتحاد استعماري، حتى وعد بلفور عام 1917، وصولاً إلى الوقت الراهن، ومحاولات تسويق مشروع الدولتين، متطرّقاً إلى ما تم عقده من اتفاقيات، وخطوات تطبيعية من أجل إقامة الكيان الصهيوني.
وعن الحرب الإرهابية الظالمة على سورية، أوضح صقور أنها مخطّط رُسِم قبل سنوات طويلة لتدمير المنطقة برمّتها، ولا سيما دول محور المقاومة والممانعة، لإقامة الكيان الصهيوني وزرعه في قلب الوطن العربي لتجزئته وتقسيمه، مؤكداً أن ما سمّيت “صفقة القرن” لا ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية فحسب، وإنما إلى تصفية الفلسطينيين أنفسهم لهويتهم وحقوقهم في وطنهم وأرضهم، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وعملاءها يظنّون أن بإمكانهم استبدال الحقوق الفلسطينية بالمال.
وفي مداخلاتهم، أشار الحضور إلى أن الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف منزل القيادي في حركة الجهاد الفلسطيني أكرم العجوري جزء من مخططات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية وملاحقة الفلسطينيين وتضييع نضالهم، مشدّدين على أن صمود المقاومة وتصدّيها الدائم للعنجهية الاستعمارية سيعرقل تنفيذ ذلك.
وأجمع المشاركون على أن صمود سورية قيادةً وجيشاً وشعباً وتحقيقها الانتصارات الكبرى في الحرب أبقاها مركزاً لمحور المقاومة الذي سيواصل نضاله حتى تحرير الأراضي العربية المحتلة وإعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة.
وانتقد د. خلف المفتاح مدير مؤسسة القدس الدولية الثقافة المحلية، ووصفها بـ”التوصيفية” التي لا تدخل في إطار الحلول وصياغة البرامج، فيما عدوّنا يخطّط ويرسم السيناريوهات، عدا عن امتلاكه للإمكانيات والمال والدعم أو الغطاء الدولي الذي يحاول شرعنته.
وكما سابقاتها من المحاضرات أيضاً، خلصت المحاضرة إلى عدم تحقّق الجدوى المرجوّة من أية فعالية ثقافية طالما أن أغلب حضورها من الجيل السابق الذي لم يعد يملك سوى رواية التاريخ وترويض الذاكرة، فيما يغيب جيل الشباب الذي ينبغي أن يكون حامل راية المشروع النهضوي القومي العربي في مواجهة مشاريع التطبيع وتصفية الحقوق وتضييع جهود المناضلين الأوائل.
حضر المحاضرة رئيس اللجنة الدكتور محمد مصطفى ميرو، وأمين سر لجنة المتابعة في تحالف القوى الفلسطينية ياسر المصري، وعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية وفعاليات اجتماعية وثقافية.