ماذا بعد الحرائق الحراجية.. بين الخسائر الاقتصادية وفهم الأسباب؟!
طرطوس – رشا سليمان
التهمت الحرائق التي اندلعت في طرطوس في الأشهر الماضية مئات الدونمات من الغابات الحراجية، فقضت على ثروة حراجية هامة تطلبت المحافظة عليها وحمايتها عشرات السنين، فكانت الخسائر فادحة ومؤلمة، وعدد لا بأس به من الجبال المغطاة بالأشجار الصنوبرية والتي تشكل مساحات خضراء كبيرة في المحافظة أضحت جرداء ومتشحة بالسواد.. رئيس دائرة الحراج المهندس حسن ناصيف بين أنه لابد من فهم أسباب حدوث هذه الحرائق ومعالجة هذه الأسباب، وتطوير الآلية المتبعة في مكافحة هذه الحرائق من خلال زيادة الوعي لدى الفلاحين من حيث مواعيد وآلية إشعال النار في حقولهم، واتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة من قبل جميع الجهات والمؤسسات ( تنظيف جوانب الطرقات، والسكك الحديدية، وخطوط الكهرباء، ومكبات القمامة…) وزيادة قدرة فرق الإطفاء للتدخل في هذه الحرائق من خلال زيادة العدة والعديد.
ويصرح ناصيف أنه سجل لدى دائرة الحراج /34000/ شجرة محروقة متنوعة من الصنوبر والسنديان والبلوط والقطلب ومرافقاتها، وتبلغ المساحة حوالي /490/ دونماً، كما تقدر الخسائر بمئات الملايين من الليرات السورية، بالإضافة إلى خسارة الزمن الذي مضى لوصولها إلى الحالة الراهنة والحاجة إلى عشرات السنين للعودة إلى ما كانت عليه. وأوضح ناصيف أنه بالنسبة للمواقع المحروقة فهي تخضع حصراً للاستثمار من قبل مديرية الزراعة – دائرة الحراج التي تقوم بإزالة الأشجار المحروقة وبيعها بالآلية المتبعة لديها، ولا يحق لأي جهة التدخل في هذه المواقع، إلا بموجب رخص قانونية من قبل المديرية، علماً أن هذه الأحطاب لا تصلح لصناعة الفحم، ولفت ناصيف إلى أنه وضمن شروط الإدارة المتكاملة لحرائق الغابات يتم التحضير لإزالة الأشجار المحروقة و إعادة تشجير هذه المواقع، وتم رصد /30000/ غرسة حراجية من الكينا والغار لهذا الهدف، بالإضافة إلى دور الإنبات الطبيعي للمواقع الصنوبرية الموجودة في مناطق المحافظة والتي تعرضت للحرق بهدف إعادة هذه المواقع إلى طبيعتها بالسرعة اللازمة.
وللتخفيف من اندلاع الحرائق والحد منها تسعى دائرة الحراج دائماً لتطوير خطة مكافحة الحرائق التي توضع في كل عام بحسب رئيس دائرة الحراج وذلك من خلال دعم مراكز حماية الغابات والبالغة خمسة مراكز، وتزويد فرق الإطفاء العاملة لدى الدائرة بالعمالة الدائمة إن أمكن والموسمية، وتجهيز الآليات، والعمل على زيادة عددها، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، بالإضافة إلى شق طرق حراجية وتعزيل الطرق الموجودة وفق الخطط المقررة، كما يتم نشر فرق راجلة في المواقع الهامة واستكمال جاهزيتها العددية من خلال العمالة الموسمية، وتسليم هذه الفرق المعدات المتوفرة لدى الدائرة، والمحافظة على جهوزية غرفة عمليات مديرية الزراعة والرقم المجاني /188/ لتلقي أي تبليغ عن أي حريق دون مسؤولية على الشخص الذي يقوم بالتبليغ ليتم التعامل بجدية كاملة مع أي اتصال.
ولفت ناصيف إلى أنه يتم تنفيذ الخطة الاستثمارية بجميع بنودها على مستوى مشاريع الحراج بهدف المحافظة على جاهزية الكادر الحراجي بمختلف مراكزه، والعمل على تطوير الثروة الحراجية وحماية المواقع الحراجية والتوسع ما أمكن بالمساحة الحراجية والغطاء الحراجي، ومع اقتراب نهاية العام هناك سعي لتكون نسبة التنفيذ مكتملة.