دراساتصحيفة البعث

أسرار مؤسس “الخوذات البيضاء” دفنت معه

ترجمة: البعث

عن موقع غلوبال ريسيرتش 15/11/2019

تم العثور على ضابط الجيش البريطاني السابق جيمس لو ميسورييه المشتبه في علاقته بجهاز الاستخبارات البريطانية /MI6/، والمؤسس المشارك لما يسمى “الخوذات البيضاء”، ميتاً هذا الشهر في تركيا جراء سقوط واضح من منزله.

لم يضيّع الإعلام الغربي أي وقت في ربط مقتله بالادعاءات التي ذكرتها روسيا مؤخراً بأنه كان مصدر معلومات استخباراتياً متورطاً في زرع عدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم، وبالطبع هي محاولة لتصوير روسيا على أنها مسؤولة بطريقة أو بأخرى عن وفاة لو ميسورييه.

في الواقع، كانت “الخوذات البيضاء” امتداداً للمنظمات الإرهابية المسلحة المموّلة من الغرب، وكان الهدف من صناعة رجال هذه المنظمة المتنكرين بزي “عمال إنقاذ” أو “دفاع مدني” محلي، هو الدعاية الإعلامية المضادة للدولة السورية.

لقد وجد هؤلاء الرجال أنفسهم بشكل متكرر في مراكز الهجمات الكيميائية المزعومة التي تتهم فيها الولايات المتحدة الحكومة السورية، ما يشير إلى تورطهم في تنفيذ هذه العمليات، وقتل الكثير من المواطنين الأبرياء تحت راية علم زائف لاتهام الدولة السورية من أجل تنفيذ الأجندة الأمريكية والبريطانية.

إن الطريقة الخادعة التي تعمل بها “الخوذات البيضاء” قد تم كشفها بالفعل على نطاق واسع، وجعلت مصداقيتها موضع نقاش، وبات مصيرها كمصير المنظمات الإرهابية التي تكبرها وتزيدها بعشرات المرات في محافظة ادلب الشمالية في سورية.

لا شك أن استمرار وجود لو ميسورييه يشكّل تهديداً دائماً لمعرفته بالعمليات الأمريكية السرية في سورية، بما في ذلك استخدام “الخوذات البيضاء” في شن هجمات كيميائية، وغيرها من الفظائع، ودورهم في التلاعب بالمنظمات الدولية مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لذلك من الواضح أن موته، أياً يكن السبب، قد أفاد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتين دعمتاه، ومنظمة الإغاثة الإنسانية التابعة لهما، وهذا يعني أن كل الأسرار التي كان يؤويها أصبحت الآن معه في القبر.

كانت نهاية لو ميسورييه بمثابة تحذير لأولئك الذين يخدمون أجندة المعتدين العالميين، خاصة في استهداف وتدمير دولة ذات سيادة مثل سورية، وحتى عند الوفاة، فإن المؤسسة التي اخترعته وساندته استخدمت جثته كدعامة في حملات العلاقات العامة، ورغم أن حقيقة وفاته قد لا تظهر أبداً، ومع احتمال إنهائه من قبل أرباب العمل، من المتوقع أن يتردد صدى التفكير في العمليات الجانبية التي تم إنشاؤها لدعم “الخوذات البيضاء” والترويج لها.

من هنا لا يمكن لأي شخص يجد نفسه في حيازة الحقائق ويشوهها عمداً من أجل الربح في توظيف الدول التي ترغب في الكذب لتشجيع الموت والدمار على نطاق عالمي، أن يعتقد أنها آمنة من أي وقت مضى، أو أنها ستكون دائماً أكثر فائدة من الموتى.

وبغض النظر عن السبب الحقيقي لوفاة لو ميسورييه، كان بالتأكيد مفيداً للنظام الذي خلقه وخدمه، لذلك يجب أن نقر أيضاً بأنه جمع 8 سنوات من الأسرار التي كانت عرضة للتسرب.