الحرب رفعت نسب اللجوء لهذه الخطوة “العلمية “و”الأخلاقية” تأخر سن الزواج يدفع بعض الفتيات لتجميد البيوض.. والتكتم بائن على الإحصائيات
دمشق – لينا عدرة
تتعرض النظم الاجتماعية وطرق التفكير في المجتمعات التي عانت من حرب إلى تغيرات في كثير من التفاصيل، لدرجة أنها قد تكون تغيرات جذرية تزول من خلالها أعراف وتقاليد لتحل مكانها أخرى جديدة، ومن إحدى النتائج السلبية التي أفرزتها الحرب تأخر سن الزواج لدى الفتيات، حيث بتنا نتابع اليوم الكثير عن نسب وإحصائيات تؤكد هذه النتيجة، ما دفع بعض الفتيات باللجوء إلى تقنية طبية وعلمية وأخلاقية محضة وهي تجميد البيوض في مراكز متخصصة بهذا الأمر، حيث تتحدث سناء ع مهندسة تعمل لدى شركة خاصة عن تجربتها الشخصية وأسبابها التي وحسب قولها دفعتها للقيام بهذا الأمر, ومنها رغبتها بعدم فقدان فرصة أن تكون أم في المستقبل خاصة وهي في عمر 38 ، تقول سناء: في حال تزوجت ربما يحالفني الحظ لأستطيع تحقيق حلم الأمومة لدي من خلال قيامي بهذه التقنية، مضيفة جميعنا يعلم الظروف السيئة التي جعلت شريحة كبيرة من الشباب تؤجل الزواج إلى أجل غير مسمى، تشاطرها الرأي رشا. م وهي شابة تعمل ممرضة أيضاً قامت بعملية تجميد بيوض منذ سنة تقريباً قائلة: لاحظت من خلال التماس المباشر بحكم عملي ازدياد أعداد الفتيات اللواتي يلجأن إلى هذا الإجراء.
مهمة المرأة
ندرك أن عمر الإنجاب عند المرأة محدود، ومن هنا تأتي حساسية الموضوع حسب ما وضح الدكتور هيثم وليد عباسي “أستاذ بكلية الطب ومشرف في معالجة العقم وطفل الأنبوب في جامعة دمشق”، مؤكداً أن هناك آلية فيزيولوجية، لذلك في العلم نأخذ القصة العلمية التي تقول: إن أساس الخلق هو المرأة xx وxy هو الطفرة الرجل والمرأة فيزيولوجياً أقوى من الرجل لكنها عضلياً أضعف منه، إضافة إلى أن فترة استمرار الرجل بالحياة أقل من المرأة ونسبة إصابته بالأمراض أكثر لأنه بالأساس طفرة هذا هو الفرق بين الرجل والمرأة وخلال المرحلة العمرية في حياة المرأة والتي من ضمنها طبعاً “عمر الإخصاب ” تتعرض المرأة لعدة تغيرات فيزيولوجية لذلك المرأة كل ما كبرت ساء استقلابها وتقبلها للحمل، وجميعنا يعلم أن المهمة المنوطة بالمرأة أكبر من الرجل، لأنها أساس الحياة والخلق والبناء، لذلك عندما نتحدث عن تجميد البيوض يجب أن نعلم ما هي آلية التجميد، فوسطياً المرأة تعطي 400بيضة منتجة تستمر 33سنة و3أشهر وبالطبع هذا يتم في مراكز تجمد في دمشق.
وهنا لا بد من السؤال عن العمر الذي سنسمح به للمرأة باسترجاع البيوض وهل جسمها سيتحمل أم لا.؟ وتجميد البيوض لدينا يتم بشكل روتيني طبيعي تحت ضوابط قانونية مع ضرورة توعية المرأة العازبة والمتزوجة، وأن هناك عمر معين للقيام بهذا الأمر حتى لا تعرض حياتها للخطر لأنها كل ما كبرت بالعمر كلما ساء تحملها للحمل.
طبي وأخلاقي!
تجميد البويضات ليس فقط للفتيات العازبات يتم أيضاً لحالات طبية معينة مثل السيدات المصابات بالأمراض السرطانية وسيخضعن لعلاج كيماوي أو شعاعي لأن هذه المعالجات تضر بمخزون التبويض لديهن، وبالتالي قبل خضوعهن للعلاج الكيماوي تجمد البيوض لديهن، هذا ما أوضحه الدكتور سامر فاروق جمالي اختصاصي طفل أنبوب وعقم في المركز البريطاني السوري، مضيفاً إنه فيما يتعلق بالشابات اللواتي كبرن بالعمر ولم تتزوجن بعد قمت بإجراء أكثر من حالة، وما زلنا حتى الآن نحتفظ بالبيوض ضمن هذه العملية المسماة علمياً – تجميد البيوض لنستعملهم لاحقاً ضمن برنامج طفل الأنبوب-، موضحاً أن هذا الموضوع هو قناعة شخصية وهو موضوع علمي طبي وأخلاقي.
تعود لها
ومع التحفظ بالإحصائيات من قبل معظم المراكز التي تجري هذه العمليات لأسباب تعود لها، يؤكد الدكتور جمالي أن تجميد البيوض يحتاج إلى قناعة شخصية ووعي من قبل الفتاة وأهلها، إضافة إلى أن تكلفته المادية كبيرة، ومنطقياً تزداد نسبة من يقمن به في الحروب بسبب خفض فرص الزواج وما يرافقها من ظروف اقتصادية صعبة، مؤكداً أن طفل الأنبوب هو علم حديث نسبياً يرجع إلى ثلاثين سنة تقريباً، بينما تجميد البيوض يعود إلى 15 سنة الأخيرة، مستكملاً حديثه أن طفل الأنبوب في منطقتنا جوبه كعلم بجهل معين من قبل شريحة معينة في المجتمع أثرت على تقبله بداية ولكن مع الوقت أصبح طفل الأنبوب جزء من المعالجات الطبيعية، وبالعودة إلى تجميد البيوض يوضح جمالي أن هناك خزانات تجميد تحافظ على شروط التجميد تكفي عشر سنوات ضمن وحدة تبريد، أيضاً شروط التجميد خاصة جداً وهي فنية بحتة حيث لكل عينة مكان محدد ورمز خاص فيها وتوثيق شديد جداً وهي شروط خاصة جداً وقانونياً يتم الأمر ضمن صيغة محددة بالاتفاق مع أشخاص راشدين بالغين بحضور قانونيين مختصين يتم توقيع العقد.