فخري هاشم سيد رجب: عشقتُ سورية فحملتُ القلم
ضمن حفل فني أقامته مؤخراً في المركز الثقافي بكفرسوسة مؤسسة سلامة الدولية للإنتاج الفني بالتعاون مع الجمعية السورية لمكافحة السرطان وبرعاية وزارة الثقافة أطلق الإعلامي الكويتي فخري هاشم سيد رجب كتابه “لأجلك سورية” الذي وثَّق ورصد فيه الحرب على سورية، وهو الكتاب الثالث له بعد كتابيه “سورية الرقم الصعب” و”وانتصرت سورية الأسد” الذي واكب فيهما الأحداث في سورية منذ العام 2011 وعكست رؤاه لهذه الحرب وحتمية الانتصار على الإرهاب.
منارة لكل عربي شريف
وبيَّن رجب في حواره مع “البعث” أن كتابه “لأجلك سورية” خصصه للحديث عن مواقف الرئيس د.بشار الأسد وانتصارات الجيش العربي السوري ومواقف الدول العربية المخزية اتجاه سورية، موضحاً أنه لم يكن بباله تجميع مقالاته التي كان قد كتبها ونشرها في بعض الصحف العربية ضمن كتاب، إلا أن تشجيع الأصدقاء حرَّضه على ذلك ليكون مرجعاً لمن يقرأ ويبحث عن الحقيقة، منوهاً إلى أن كتابه الأول احتوى نحو 70 مقالة، منها 50 مقالة نُشرت في جريدة “القبس” الكويتية كان قد نشرها فيها قبل أن تغير سياستها اتجاه ما يحدث في سورية نتيجة الزخم الإعلامي ضدها، ولا ينكر أنه تعرَّض لانتقادات كثيرة من قبل المحيطين به، موضحاً أن كتاباته كانت ناتجة عن زياراته المتكررة لسورية ومواكبته الدائمة للأخبار ومتابعته لما يحدث في سورية مع أصدقاء له في اتحاد الصحفيين في سورية، مشيراً إلى أنه قام أيضاً بإنشاء موقع أخباري “أصداء سورية” يرصد فيه أخبار سورية، وكل ذلك لأن رجب عشقها فحمل القلم حباً لها ولقائدها وجيشها العظيم، فسورية كما يؤكد علمته معنى القومية العربية وأن التضحية في سبيل الوطن هي الكرامة بعينها، ويوماً بعد يوم يزداد ارتباط روحه بهذه الأرض التي تعبق برائحة الشهداء، موضحاً أن سورية وبعد تسع سنوات من حرب شرسة شُنت عليها حققت انتصاراً على الرغم من أن جرائم الحرب فيها كانت بالجملة، معلناً أنها ستبقى المنارة لكل عربي شريف ولكل من آمن أن العروبة تبدأ من دمشق عروس العرب والتي لا يليق بها الحزن، ولذلك يؤكد بأن الفرح آت.
البحث عن الحقيقة
وعلى الرغم من أن مثقفين وصحفيين كباراً انجرّوا وراء الهجمة الإعلامية التي شُنت على سورية إلا أن تربية رجب العروبية حصّنته من هذا الانجرار، خاصة وأنه يعرف الوضع السوري وما حيك لسورية من مؤامرات، فكان همه الوحيد البحث عن الحقيقة وتفنيد الأكاذيب الإعلامية من خلال مقالاته، مبيناً أنه اليوم وبعد ثلاثة كتب أصدرها عن سورية في ظل الحرب ما زال حبه لها مع إصراره على الدفاع عنها مع تعامي الكثير من الصحفيين عن حقيقة ما حدث ويحدث في سورية لارتباطهم بسياسات دولهم ووقوع الشعوب العربية تحت سيطرة المحطات المغرضة.
مواكبة الشأن السوري
وأوضح الإعلامي مصطفى المقداد نائب رئيس اتحاد الصحفيين السوريين الذي حضر حفل توقيع “لأجلك سورية” أن رجب كان يواكب الشأن السوري لحظة بلحظة وهو ينتمي للحدث السوري بكليته ولم يفارقه تفصيل ما على مدى السنوات الماضية وقد سعى إلى أن يحول معرفته ومتابعته إلى كلمات ينقلها للصحفيين والمجتمع الكويتي أولاً، والعرب والعالم العربي دون أية تأثيرات خارجية وينقل الواقع كما هو اعتماداً واستناداً على حسه الصحفي الصادق، ولأن كتبه ومقالاته شهادة ووثيقة مهمة جداً في مسيرة العدوان على سورية، وخاصة في المستقبل، منوهاً مقداد إلى أن ما حصن رجب من الانجرار خلف الهجمة الإعلامية ضد سورية شخصيته البسيطة في بنيتها الأساسية التي تحافظ على مبادئ أساسية لا تخالفها ولا تبتعد عنها وهو الذي عاش واقع الخليج العربي والدول العربية والواقع في سورية نتيجة تردده الدائم عليها وعلى العواصم العربية والأوربية، فعاش مجريات العدوان على الأمة العربية وسورية بشكل خاص، وباعتباره ملتزماً ومنتمياً إلى مهنة الصحافة بشكل أساسي مع خلفيته العروبية شكَّل ذلك عوامل حصانة كبيرة له من خلال كتاباته ومواقفه، وقد عاني من ضغوطات ومحاولات إساءة مباشرة وغير مباشرة دون أن يؤثر ذلك في بنيته، وهذا برأي مقداد يعكس حقيقته وجوهره الداخلي المنتمي للعروبة عموماً ولمهنته خصوصاً.
يُذكَر أن ريع الكتاب خُصص للجمعية السورية لمكافحة السرطان حيث أثنت د.ندى نعمان أمين سر الجمعية على مبادرة الكاتب بتخصيص ريع كتابه للجمعية التي تفتقر لمثل هذه المبادرات وهي جمعية أهلية تعيش على التبرعات وتساعد كافة فئات الشعب.
أمينة عباس