أوركسترا شام الإيقاعية ضمن احتفاليات يوم الثقافة
تألقت أوركسترا شام الإيقاعية في دار الأوبرا بحفلها السنوي ضمن احتفالية يوم الثقافة المعبّرة عن الارتباط الوثيق بين الثقافة وتاريخنا الوطني. ووصلت الأوركسترا إلى ذروة نجاحها بانطلاق أوركسترا متكاملة للآلات الإيقاعية اللحنية البراقة والآلات الإيقاعية والتيمباني والدرامز، وآلات “تم تام” –نوع من الطبول-.
تميزت هذه الأمسية بمشاركة عازف الهورن فؤاد شلغين وعازف الكونترباص باسم الجابر وعازف الكمان المثنى علي بقيادة المايسترو علي أحمد مؤسس أوركسترا شام وعازف التيمباني مع عازفة البيانو سفيتلانا الشطا التي شاركت منذ بداية تأسيس الأوركسترا. تعتمد الأوركسترا على التوزيع الموسيقي الأكاديمي الإيقاعي لهذه الآلات النادرة، واللافت أن المقطوعات العالمية شغلت الحيز الأكبر من الأمسية لتتكامل مع مقطوعات من التراث والموسيقا التصويرية.
ويعدّ الحضور الكبير للأمسية مؤشراً لشغف جمهور الأوبرا بالإصغاء إلى التوزيع الإيقاعي الجميل لاسيما في الافتتاحية “مارش تركي” لموزارت توزيع-أحمد علي- وبدت جمالية التوزيع بتكرار اللحن بآلات مختلفة وحضور الآلات اللحنية خاصة بالفواصل. والمفاجأة بالعمل السيمفوني الشهير”الدخول إلى الجنة” للمؤلف فانغليس – توزيع داني حداد- بمشاركة عازف الهورن فؤاد شلغين بالأداء المنفرد صولو هذا اللحن الذي ارتبط بالموسيقا التصويرية للأفلام العالمية بحفلات الزفاف بدخول العروسين وأصبح تقليداً في مناسبات الزواج، وأخذ لحن الهورن البعد السردي الموسيقي بصوته الغنائي المعبّر مع آلات الطرق الإيقاعية التي بنى عليها فانغليس اللحن، وتداخل الألحان البراقة للماريمبا والإكزلفون والفايبرفون فشكّلت مزيجاً صوتياً رائعاً شدّ جمهور الأوبرا.
كما عزف فؤاد شلغين مقطوعة سيرناد لشوبرت –توزيع أحمد علي- وهي عمل غنائي رومانسي أخذ الهورن فيها دور الغناء وبدأت بمرافقة البيانو.
الفاصل بالأمسية كان بمقطوعة من التراث “الأسمر اللون” توزيع أحمد علي وعزف اللحن الأساسي الغنائي فيها باسم الجابر على الكونترباص الكهربائي بمشاركة الأوركسترا كلحن مرافق وتمكن من إيصال شفافية اللحن إلى الجمهور، ثم انتقلت الأوركسترا إلى “بنت الشلبية” بإيقاع سريع. وشارك عازف الفيولا المثنى علي بالعزف على الكمان الكهربائي بتقديم لونغا سيوخ العالمية المؤلفة من أربع خانات وتسليم، تأليف سيوخ أفندي –توزيع أحمد علي_ بلحن سريع جداً أظهر براعة المثنى علي بدور الكمان باللحن الأساسي مع مرافقة الأوركسترا وحضور البيانو الخاص بالتكثيف الموسيقي. وتابع المثنى بأداء منفرد لمقطوعة تشار داس للمؤلف فيتوريو مونتي –توزيع أحمد علي– وكانت فقرة الاستعراض لوحة لعرض براعة العازفين الأربعة بالضرب بالعصا وعلى إيقاعات السنير بالتناوب وبشكل جماعي.
تفاعل الجمهور مع جميع المقطوعات إلا أن تفاعلهم الأكبر كان مع الموسيقا التصويرية المألوفة والتي قدمتها الفرق الكبرى على مسرح الأوبرا بعزف”ليلة القبض على فاطمة” لعمر خيرت –توزيع داني حداد- المقطوعة الرائعة بدت أكثر جمالية بالتوزيع الأوركسترالي مع الغيتار والبيانو والماريمبا. لتبقى شارة رأفت الهجان لعمار الشريعي أكثر وقعاً على الذات لتأثيرها الوطني فتميزت شارة البداية بمشاركة صولو الهورن ضمن اللحن والكمان كثنائية متتابعة، كما عزفت الأوركسترا شارة لحن النهاية.
ووصف عازف الهورن فؤاد شلغين الأستاذ بالمعهد العالي للموسيقا رئيس قسم النفخيات مشاركته للمرة الأولى مع أوركسترا شام الإيقاعية بالغنية والجديدة.
ملده شويكاني