الجيش يوسّع انتشاره مسافة 10 كم غربي تل تمر
وسّع الجيش العربي السوري انتشاره في المحور الغربي لبلدة تل تمر، بمسافة 10 كم، ودخل 5 نقاط جديدة، وثبّتت وحدات من الجيش نقاطها في قريتي الدشيشة والطويلة، التي انتشرت فيهما أمس الأول، فيما نفّذت قوات الاحتلال الأمريكي إنزالاً جوياً عبر مروحية على أحد المنازل في قرية تل أحمر بريف الحسكة الجنوبي، واختطفت شابين شقيقين، واقتادتهما إلى جهة مجهولة.
فقد أنهت وحدات من الجيش العربي السوري أعمال تثبيت عدة نقاط تابعة لها في المحور الغربي لناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، وذلك ضمن مهامها في الدفاع عن الوطن وحماية الأهالي، وذكر مراسل سانا في الحسكة أن وحدات من الجيش ثبّتت نقاطها في قريتي الدشيشة والطويلة، التي انتشرت فيهما أمس الأول في المحور الغربي لبلدة تل تمر.
واستكملت قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري في الرابع عشر من الشهر الجاري انتشارها على الحدود مع تركيا، بدءاً من ريف رأس العين الشمالي الشرقي، وصولاً إلى بلدة عين ديوار بريف المالكية بطول أكثر من 200 كم.
من جهة ثانية واصلت قوات الاحتلال الأمريكي اعتداءاتها على المدنيين في منطقة الجزيرة، واختطفت شابين شقيقين من منزلهما، بعد تنفيذها إنزالاً جوياً على قرية بريف الحسكة الجنوبي، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، وأشار مراسل سانا إلى أن هذا الاعتداء جاء بعد نحو يومين من اختطاف مدنيين اثنين في إنزال جوي مماثل لقوات الاحتلال الأمريكي استهدف منزلاً في قرية الدشيشة التابعة لناحية مركدا بريف الحسكة الجنوبي.
يأتي ذلك فيما استشهد مدنيان، وأصيبت امرأة بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم “داعش” الإرهابي في قرية توينان بريف حمص الشرقي.
وعمدت التنظيمات الإرهابية إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة وتفخيخ المنازل والشوارع الرئيسة والأراضي الزراعية قبل اندحارها من القرى والبلدات والمناطق التي كانت تنتشر فيها لدب الذعر والهلع في نفوس السكان المحليين، ومنعهم من العودة إلى منازلهم، وممارسة أعمالهم وحياتهم اليومية المعتادة.
سياسياً، التقى الدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين، أمس، وفداً برلمانياً ألمانياً برئاسة النائب فرانك بازيمان رئيس مجموعة الاتصال الخاصة بسورية في البرلمان. وعرض سوسان للوفد الضيف آخر المستجدات في سورية والمنطقة، مجدّداً التأكيد على الاستمرار في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل كامل، وإنهاء أي وجود أجنبي غير مشروع على الأراضي السورية، ومشدّداً على أن وحدة سورية، أرضاً وشعباً، هي أمر مقدس وخط أحمر لن يسمح لأي كان بتجاوزه.
كما جدد معاون وزير الخارجية والمغتربين تعاطي سورية البنّاء مع أي جهد جاد وصادق للخروج من الأزمة الراهنة، مؤكداً أن الدستور شأن سيادي سوري بامتياز لا يحق لأي طرف خارجي التدخل فيه، والكلمة الفصل فيه تعود للشعب السوري حصراً.
وأشار سوسان إلى أن الاتحاد الأوروبي بتبعيته العمياء للسياسات الأميركية فقد البوصلة والهوية، وأصبح على هامش الأحداث، الأمر الذي يفسر حالة الضياع، وانعدام الصدقية بالمشروع الأوروبي لدى جزء كبير من الرأي العام الأوروبي.
من جانبهم عبّر أعضاء الوفد عن التقدير للإنجازات الميدانية التي تحققت في مكافحة الإرهاب، وعودة الاستقرار إلى الكثير من المناطق السورية، والتفهم الكامل لحقيقة الأوضاع في سورية.
وأكد أعضاء الوفد معارضتهم لسياسة الاتحاد الأوروبي إزاء سورية، داعين إلى رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب اللامشروعة، ودعم جهود سورية في إعادة الإعمار لتسهيل عودة السوريين الذين أجبرتهم الظروف الراهنة على مغادرة البلاد.
حضر اللقاء السفيرة نادرة السياف مدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية والمغتربين وأعضاء مجلس الشعب آلان بكر ونورا اريسيان وعارف الطويل.
وفي موسكو، عقدت اللجنة المؤقتة لمجلس الاتحاد الروسي ندوة حول الجوانب الدولية لمنع التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، بمشاركة سورية وكوبا وفنزويلا وصربيا والصين وكمبوديا وخبراء في العلاقات الدولية من روسيا.
وأكد نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أندريه كليموف في كلمة الافتتاح أن الولايات المتحدة تعمل على نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار داخل الدول تحت مزاعم نشر وتوسيع الديمقراطية في العالم، وبالتالي فإنها تحاول جاهدة التخلص من الحكومات التي لا ترغب بها ولا تتطابق مع سياساتها، فيما أكد سفير سورية لدى روسيا الاتحادية الدكتور رياض حداد في كلمة له أن سورية شهدت تدخل بعض الدول كالولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شؤونها الداخلية خلال الأعوام الثمانية الماضية، وذلك في انتهاك صارخ لأهم القواعد القانونية الدولية والأسس التي بنيت عليها العلاقات الدولية، وأضاف: “نشاهد في عالمنا المعاصر تعدياً سافراً على الشرائع الدولية من قبل دول تدّعي أنها عظمى، وذلك لتمكين هيمنتها على العالم وفرض سيطرتها على ثرواته ومقدرات شعوبه”، مشيراً إلى أن تلك الدول لم تقف عند حدود التصريحات غير القانونية فحسب، بل إنها قامت بفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب على سورية أثّرت في كل شرائح المجتمع السوري، وحاربت فيها لقمة عيش المواطن.
وبيّن حداد أن التعدي على سيادة الدول والتدخل بشؤونها الداخلية اتخذ شكلاً جديداً وخاصة في سورية من خلال دعم بعض الدول بشكل واضح وصريح للتنظيمات الإرهابية وتقديم العون لها عسكرياً وسياسياً ومالياً متناسين تحريم القانون الدولي مثل تلك الممارسات، وتابع: لم تكتف هذه الدول بدعم الإرهاب وتمويله، بل قامت وبكل صفاقة بإدخال قواتها العسكرية الأمريكية والفرنسية والبريطانية بشكل غير شرعي للأراضي السورية، حيث تقوم بسرقة خيرات الشعب السوري ومقدراته في المنطقة الشرقية من البلاد، كما شكّل الاحتلال التركي الأخير أجزاء من الشمال السوري أحد أبرز أشكال الاعتداء على سيادة الدول، ودعا دول العالم المحبة للسلام والتي تسعى للحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم العالمي إلى أن تقف أمام هذه الممارسات التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها وأن تتعاضد فيما بينها لمكافحة هذه الظاهرة الدولية الخطيرة وألا تقبل بأي شكل من الأشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة مهما كانت الذرائع.
وفي أنقرة، جدّد رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، انتقاده لسياسة أردوغان تجاه سورية، مشيراً إلى أن العديد من التداعيات الناجمة عن سياساته لا يمكن معالجتها إلا عبر الحوار والتنسيق مع الدولة السورية.
وأثبتت الأحداث والوقائع على مدى السنوات الماضية تورط نظام أردوغان وحكومته في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية في سورية ودول أخرى، إضافة إلى جعل تركيا ممراً لعبور عشرات آلاف الإرهابيين القادمين من مختلف دول العالم إلى الأراضي السورية.