أخبارصحيفة البعث

العمال البريطاني: أوقفوا تسليح “إسرائيل”

شكلت دعوة حزب العمال البريطاني إلى وقف بيع الأسلحة لـ “إسرائيل” تحولاً كبيراً في موقف الحزب الذي اختار منذ بداية العدوان على غزة أن يكون في صف حكومة المحافظين التي يقودها رئيس الوزراء ريتشي سوناك، حيث حث وزير خارجية الظل ديفيد لامي الحكومة على تعليق بيع الأسلحة التي يمكن استخدامها في الهجوم على رفح.

تغيير من شأنه أن يكون له تأثيرات كبرى على السباق الانتخابي بين الأحزاب البريطانية، ولاسيما أن حزب العمال الذي يقف في المعارضة خسر ما يقارب من 20% من أصوات داعميه خلال العام الجاري، بسبب مواقفه من الحرب في غزة، وتأييده المطلق لـ”إسرائيل”، مع ظهور انشقاقات ومعارضة كبيرة لرئيس الحزب كير ستارمر حتى في دائرته الضيقة في رئاسة الحزب، حيث استقال العديد من مساعديه، وخسر حزب العمال العديد من المواقع في الانتخابات المحلية بسبب هذه المواقف

وأقرّ ستارمر بأن غزة كان لها تأثير على دعم حزب العمال في بعض المناطق، في حديثه بعد فوز حزبه بمقعد في البرلمان في شمال إنكلترا وسيطرته على عدد من المجالس في أنحاء إنكلترا، في ضربة قوية لحزب المحافظين الحاكم.

وبالتالي فإن إعادة التموضع الجديد لحزب العمال والموقف المغاير عن موقف الحكومة البريطانية، من شأنه أن يغير في رأي الكتلة الناخبة العربية والمسلمة في بريطانيا التي كشفت الانتخابات المحلية أنها بسبب موقف حزب العمال من الحرب على غزة قد غيرت من تكتيكاتها الانتخابية، واتجهت نحو تأييد مرشحين مستقلين، ففي دائرة إلسويك نيوكاسل، والتي يشكل العرب المسلمون فيها 39 بالمائة من السكان، فاز حزب الخضر بانتقال 36 بالمائة من أصوات حزب العمال إليه. وفي أولدهام وكيركليس، خسر حزب العمال السيطرة على المجالس البلدية مع فوز المرشحين المستقلين والخضر بالمقاعد، أو اختيار التصويت للحزب الوطني الذي كان منذ البداية يدعم وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ويرفض ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.

طبعاً، الموقف المتغير لحزب العمال من الحرب على غزة، لا يتوقف عند الصوت العربي والمسلم، فالتطورات الشعبية والأكاديمية في الشارع البريطاني، حشرت الأحزاب السياسية التقليدية البريطانية في الزاوية، مع تبنيها خطاب بات عالمي يدعم المظلومية في غزة وفلسطين، ويدعو إلى محاكمة مجرمي الحرب في كيان الاحتلال، ولعل ما جرى في جامعتي أكسفورد وكامبردج مثال على ذلك، حيث تم تأسيس روابط “كامبريدج من أجل فلسطين” و “منظمة أكسفورد للعمل من أجل فلسطين” التي تدعو إلى وقف الاستثمارات الإسرائيلية ومحاسبتها على الإبادة الجماعية.

والحال يمكن القول أن التضامن الشعبي حول العالم مع غزة ومظلوميتها، ساهم في تغيير الرأي العام العالمي، وبدأ يضغط وبقوة على الحكومات ويدفعها إلى تغير مواقفها المتحيزة إلى “إسرائيل”، وما جرى في التصويت بجلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح فلسطين عضويتها، دليل على ذلك.

وعليه فإن تغير موقف حزب العمال البريطاني من الحرب على غزة، ومطالبته بوقف تسليح “إسرائيل” هو تجسيد واقعي لما جرى ويجري حول العالم.

سنان حسن