لليوم الثاني.. مظاهرات شعبية حاشدة دعماً للأمن والاستقرار في إيران
شهدت المحافظات والمدن الإيرانية، لليوم الثاني على التوالي، مسيرات حاشدة دعماً لأمن البلاد، وللتنديد بأعمال الشغب، التي شهدتها بعض المدن على خلفية ارتفاع سعر البنزين، فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الشعب الإيراني لم يسمح للأعداء بتمرير مؤامرتهم، وانتصر على مخططاتهم لضرب أمنه واستقراره.
فقد خرجت حشود في محافظات الأهواز وأصفهان وأردبيل وكيلان وكلستان وتشهار محال وبختياري في مسيرات حاشدة دعماً لأمن البلاد، وتنديداً بأعمال الشغب وتخريب الممتلكات العامة، وأكد المشاركون في هذه المسيرات دعمهم للحكومة الإيرانية، مشدّدين على أن الشعب الإيراني لن يسمح للأعداء ومضمري السوء بالنيل من نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إلى ذلك، شدّد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، أن على الأصدقاء والأعداء أن يعلموا أن إيران أجبرت العدو على التراجع في ميدان المعركة العسكرية والسياسية والأمنية، وأضاف، خلال لقائه بفعاليات اقتصادية: إن الأفعال التي حصلت خلال هذه الأيام هي أفعال أمنية وليست شعبية، مؤكداً أن طهران ستجبر العدو على التراجع في الحرب الاقتصادية بشكل حاسم، مشيراً إلى أن المعنيين بالاقتصاد يشاهدون أن كل العالم والدول في حرب بسبب القضايا الاقتصادية، والآن خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن هذه الحرب برزت مع الصين وكوريا الديمقراطية، ولكن هذه الحرب الاقتصادية كانت موجودة في العهود الأخرى.
ورأى أن هذه الحرب تحمل في بعض الحالات طابعاً وحشياً وحاقداً كالحرب الاقتصادية، التي تجري ضدنا، فالحظر قد اشتد الآن، ومن الخطأ التصوّر بأنه سينتهي في غضون عام أو عامين، بل سيظل فترة أطول، وأكد أنه لا ينبغي عقد الأمل على انتهاء الحظر أو رحيل دونالد ترامب، مشيراً إلى أن الحل الوحيد هو الإنتاج الداخلي، ومشدداً أنه يجب تحصين البلاد ضد الحظر.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اجتماع مجلس الوزراء الإيراني: إن الإيرانيين خرجوا من اختبار تاريخي آخر، وأظهروا بأنهم لا يسمحون مطلقاً للعدو بتنفيذ مخططاته المقيتة على الرغم من أنهم قد يواجهون مشاكل اقتصادية، وأضاف: إن شعبنا يدرك جيداً أن الهدف الرئيسي للبلاد هو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال إمداد الطاقة حتى لا نحتاج إلى الخارج، وأن نكون قادرين على تنفيذ الخطط والعمل بشكل صحيح، وأيضاً تطبيق وتنفيذ قدر لا بأس به من العدالة في المجتمع، أي تخصيص العوائد المستحصلة للشرائح الضعيفة والمتوسطة.
ولفت روحاني إلى أن أعداد مثيري الشغب الذين قاموا باستهداف الممتلكات العامة والخاصة قليلة، وهم مسلحون وفق خطط أعدتها أميركا و”إسرائيل” والرجعية في المنطقة، فيما قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي: إن أعمال الشغب تدفع أصوات الاحتجاجات السلمية إلى الهامش، وأضاف في تغريدة على موقع تويتر: “كنا متأكدين أن ظاهرة أعمال الشغب لن تستمر أكثر من يومين.. شعرنا أن الفجوة بين الاحتجاج السلمي والعنف المضاد للناس ازدادت وأن العنف وأعمال الشغب في الشوارع تهمش أصوات الاحتجاجات السلمية”.
وإذ أوضح ربيعي أن هذا التهميش هو ما يريده الإرهابيون وأصحاب النوايا السيئة، فإنه لفت إلى أن ثنائية الاحتجاج أو الشغب هي ثنائية الحوار الاجتماعي أو العنف، فالأول يؤدي إلى الانبعاث، والثاني إلى التآكل، وتابع: إن النخب والجمعيات العلمية والأحزاب يمكنها أن تكون رائدة للحوار، ونحن نشد على أيدي جميع دعاة هذا الحوار.
كما أعلن المتحدث باسم الشرطة الإيرانية العميد أحمد نوريان أنه تم اعتقال عدد كبير من العناصر المثيرة لأعمال الشغب في البلاد وكشف ارتباطاتهم مع جهات خارجية، وقال: “إن أغلبية الأشرار الذين قاموا بأعمال الشغب والتخريب في الأيام الماضية هم من زمرة المنافقين الإرهابية والمخربين جرى تنظيمهم وتوجيههم من قبل جبهة الاستكبار وعملائه الإقليميين والمحليين، مستغلين المطالبات الشعبية للإخلال بالنظام العام وتعكير الأمن عبر تخريب الممتلكات العامة”، وأوضح أن مهمة الشرطة تركّزت على التعرف على العناصر الرئيسية المحرّضة لأحداث العنف وأعمال الشغب وكشف ارتباطاتهم مع الجهات الخارجية، مشدداً على أن الحفاظ على أمن المواطنين يعتبر خطاً أحمر بالنسبة للشرطة الإيرانية، التي ستبقى إلى جانب الشعب دوماً في إرساء النظام العام والحفاظ على الأمن والاستقرار.
من جهته أعلن قائد الحرس الثوري في محافظة كرمانشاه غرب إيران العميد بهمن ريحاني عن اعتقال معظم متزعمي المجموعات التي أثارت أعمال الشغب في عدد من المحافظات الإيرانية خلال الأيام الأخيرة على خلفية رفع سعر البنزين، وقال: “إن أبناء الشعب الإيراني نأوا بأنفسهم عن مثيري الشغب، فيما تم تحديد هويات معظم قادة أعمال الشغب واعتقالهم”، مضيفاً: “إن الشرطة تتعامل مع المتلاعبين بالأمن وقطاع الطرق بحزم”، وأكد أن الاحتجاج حق للناس، لكن أعمال الشغب مختلفة تماماً.
إلى ذلك استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير سويسرا في طهران ماركوس لاتنر، وقدّمت احتجاجاً على التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية على خلفية رفع أسعار البنزين.
وسلّمت الخارجية الإيرانية مذكرة احتجاج للسفير السويسري بصفته راعياً للمصالح الأمريكية في إيران إزاء التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية الإيرانية.
وكان مسؤولو الإدارة الأمريكية أعلنوا في تصريحاتهم دعمهم علانية لإثارة الفوضى والشغب في إيران.