الخارجية تدعو الرأي العام العالمي للتحرّك فوراً لإرغام أردوغان على وقف جرائمه الجيش يثبّت نقاطه في تل شاميران.. والأهالي يعودون تدريجياً إلى ريف تل تمر
تابعت وحدات الجيش العربي السوري المنتشرة في ريف الحسكة الشمالي تعزيز نقاط انتشارها وتثبيت نقاطها، حيث وسّعت انتشارها في ريف تل تمر، وثبّتت عدداً من النقاط في قرية تل شاميران، فيما بدأ أهالي المنطقة بالعودة التدريجية إلى قراهم ومزارعهم، بعد انتشار وحدات الجيش فيها.
يأتي ذلك فيما أدانت سورية بشدة الاعتداءات الإجرامية التي ترتكبها قوات الاحتلال التركي بحق الشعب السوري، والتي كان آخرها الضربات الجوية التي نفّذتها طائرات من دون طيار على الأحياء السكنية في ريف تل أبيض في الرقة، وأدت إلى ارتقاء خمسة شهداء من المدنيين بينهم أطفال وسقوط عدد من الجرحى، داعية الرأي العام العالمي للتحرّك من أجل إرغام أردوغان على وقف جرائمه فوراً.
ففي إطار مهامها الوطنية لتأمين الحماية للأهالي وسّعت وحدات من الجيش، أمس، انتشارها في ريف بلدة تل تمر، وثبّتت عدداً من النقاط في قرية تل شاميران بالريف ذاته لتأمين خطوط الإمداد التي كانت قد فتحتها بمحاذاة الطريق الدولي الواصل بين الحسكة وحلب قبل أيام، والتي تربط محافظة الحسكة بالمحافظات الأخرى، فيما بدأ أهالي المنطقة بالعودة التدريجية إلى قراهم ومزارعهم بعد انتشار وحدات الجيش فيها.
ووسعت وحدات من الجيش قبل يومين انتشارها في الريف الغربي لناحية تل تمر بمسافة 10 كم، ودخلت 5 نقاط جديدة، وهي قرية الدشيشة وقرية الطويلة ومزرعة شويش ومزرعة في غرب الطويلة وقرية أم الخير بريف الحسكة الشمالي الغربي.
يأتي ذلك فيما قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات الاعتداءات الإجرامية التي ترتكبها قوات الاحتلال التركي بحق الشعب السوري، والتي كان آخرها الضربات الجوية التي نفّذتها طائرات من دون طيار على الأحياء السكنية في ريف تل أبيض في الرقة، وأدت إلى ارتقاء خمسة شهداء من المدنيين بينهم أطفال وسقوط عدد من الجرحى، وأضاف: إن النظام التركي وقواته وأدواته من تنظيمات إرهابية ومرتزقة يواصلون ارتكاب جرائمهم بحق الشعب السوري، وذلك على الرغم من الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً في إطار عملية أستانا وسوتشي، ليؤكد أردوغان بذلك مجدداً أنه خارج عن القانون الدولي، وأن نواياه وأفعاله القائمة على الاحتلال والعدوان هي أساس كل ما يقوم به بغض النظر عن الالتزامات المترتبة عليه بموجب الاتفاقات المذكورة والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وتابع المصدر: إن الجمهورية العربية السورية، إذ تؤكد أنها لن تألو جهداً للدفاع عن شعبها وسيادتها ووحدة أراضيها في مواجهة اعتداءات النظام التركي وأطماعه، فإنها تدعو الرأي العام العالمي للتحرّك فوراً من أجل إرغام أردوغان على وقف جرائمه فوراً بحق الشعب السوري، والتي تشكّل خرقاً صارخاً وخطيراً للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
إلى ذلك، أكد نائب رئيس الحزب الشيوعي السلوفاكي جلال سليمان أن العدوان التركي على الأراضي السورية خرق فظ للقانون الدولي، مشدداً على أن سورية لها حق مشروع بالدفاع عن أراضيها وسيادتها، وأشار إلى أن أردوغان “يحاول أن يلعب لعبة مزدوجة في سياساته تجاه الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يدركه الروس جيداً”، وأعرب عن ثقته بأن الأزمة في سورية في طريقها للحل، حيث بدأت عملية إعادة بناء البنى التحتية والإعمار تنشط بشكل واضح وملموس.
وفي أنقرة، حمّل يشار آوكيان وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي السابق أردوغان مسؤولية كل المشاكل التي تعاني منها تركيا داخلياً وخارجياً، وفي جميع المجالات، وقال: “مع بقاء أردوغان في السلطة فإن المشاكل لن تنتهي، بل ستزداد تعقيداً وخطورة”، مضيفاً: “إن السبب الرئيسي لهذه المشاكل هو أحلام أردوغان في السلطنة والخلافة، وهو ما دفعه للتدخل المباشر في سورية ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة فيها”، وأوضح أن التدخل التركي المباشر في سورية وتسليح وتمويل سلطات النظام التركي للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية كانت سبباً رئيسياً للأزمات المالية والاقتصادية التي تعاني منها تركيا، مبيناً أن أردوغان لم يعد يتحمل أي انتقاد لسياساته في سورية كونه بات في وضع صعب جداً هناك.
وأثبتت الأحداث والوقائع على مدى السنوات الماضية تورط نظام أردوغان وحكومته في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية، إضافة إلى جعل تركيا ممراً لعبور عشرات آلاف الإرهابيين القادمين من مختلف دول العالم إلى الأراضي السورية.
يأتي ذلك فيما أكد رئيس لجنة العلوم والتعليم في مجلس الدوما الروسي فيتشسلاف نيكونوف أن وجود القوات الأميركية والأجنبية الأخرى على الأراضي السورية غير شرعي نظراً لأنه لم يأت بدعوة من الحكومة السورية أو بقرار من مجلس الأمن الدولي، ولفت إلى أن وجود هذه القوات هدفه الأساسي هو استغلال الثروات النفطية، وبالتالي تأمين المصالح الاقتصادية لشركات النفط الأميركية.
وأشار نيكونوف إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي السورية يأتي في ظل الدعم غير المحدود والموقف المنحاز الذي تقدّمه الولايات المتحدة لهذا الكيان، والذي تمثّل بشكل واضح في إعلان واشنطن بشأن الجولان السوري المحتل والذي يعتبر سابقة خطيرة ودليلاً جديداً على أن الولايات المتحدة تغض النظر عن أي عمل عدواني تقوم به “إسرائيل” وتشجعها على ذلك.
بدوره أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي ألكسندر شيرين أن الولايات المتحدة تقوم علناً بسرقة النفط السوري، وتدعم في الوقت نفسه الأعمال العدوانية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد سورية، وشدد على عدم شرعية أي إجراءات تتخذ على أراضي دولة ذات سيادة دون موافقة حكومتها وبالتنسيق معها، مشيراً إلى أن الأميركيين كانوا يتذرعون سابقاً بحجج واهية للبقاء في سورية، والتستر على أهدافهم الفعلية، أما الآن فإن ترامب الذي يمثّل مصالح كبار رجال الأعمال الأميركيين والمعروف بمواقفه وتصريحاته السافرة يقول إنه يبقي قواته في سورية “لحماية حقول النفط”، أي سرقة النفط السوري.