الصفحة الاولىصحيفة البعث

التطبيع إلى العلنية.. والاحتلال يكثّف من اعتداءاته على الخليل

 

 

بعد أيام على إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشأن المستوطنات، تصعّد قوات الاحتلال والمستوطنون من اعتداءاتهم على الفلسطينيين في مدينة الخليل، وخاصة في البلدة القديمة لتهجير الفلسطينيين وتوسيع عمليات الاستيطان، حيث أطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الصوت والغاز السام باتجاه الفلسطينيين على المدخل الجنوبي للبلدة القديمة والحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل وفي محيط مدارس الهاجرية وذو النورين وروضة بيت المقدس، ما أدى إلى إصابة العشرات معظمهم من الطلبة بحالات اختناق، فيما أعلن وزير الاتصالات السابق أيوب قرا أن كيانه “سيقيم علاقات علنية مع دول خليجية العام القادم”، في مؤشر جديد على تنامي خطوات التطبيع العلني بين ممالك ومشيخات الخليج وكيان الاحتلال.
وكثّف الاحتلال عمليات الاستيلاء على منازل الفلسطينيين وأراضيهم في الخليل لتوسيع المستوطنات، بالتزامن مع تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم واقتحاماتهم أحياء المدينة بالآلاف، بحماية قوات الاحتلال، إلى جانب منع الفلسطينيين من فتح أكثر من 400 محل تجاري في شارع الشهداء وسط الخليل.
الخارجية الفلسطينية أكدت أن الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال شجّعه على التمادي في انتهاكاته، وأن اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه الحرم الإبراهيمي واعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم حلقة جديدة من مخططات الاحتلال الهادفة للسيطرة على العديد من المواقع التاريخية والدينية والأثرية في الضفة الغربية وتهويدها، مطالبةً المنظمات الأممية، وفي مقدمتها منظمة التربية والعلم والثقافة “يونيسكو”، بتحمّل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لوقف اقتحاماته المتواصلة للأماكن المقدسة، ووقف مخططاته التهويدية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم أشار إلى أن الاحتلال ينفّذ جريمة تطهير عرقي بحق الفلسطينيين في الخليل، ويواصل تنفيذ مخططاته لتهويد الحرم الإبراهيمي، في انتهاك سافر للقانون الدولي، لافتاً إلى أن اعتداءات الاحتلال على المدينة زادت بشكل ملحوظ بعد رفضه تجديد عمل البعثة الدولية المؤقتة في الخليل بداية العام الجاري بهدف إخفاء الحقائق والتهرب من أي محاسبة على جرائمه.
منسق اللجان الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الضفة راتب الجبور أوضح أن الاحتلال يحاصر الخليل بالمستوطنات، ويقطع أوصالها بالحواجز، حيث باتت مقسمة إلى عدة أقسام يمنع على الفلسطينيين التحرك بينها، كما زاد وتيرة الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين بقصد تهجيرهم وتهويد المدينة.
بدوره، بيّن مدير الأوقاف في الخليل جمال أبو عرام أن مخططات الاحتلال لتهويد الخليل وصلت إلى مراحل خطيرة، حيث تصعّد قوات الاحتلال اقتحاماتها لمقار وزارة الأوقاف الفلسطينية والمدرسة الإبراهيمية في محيط الحرم في محاولة للاستيلاء عليها، كما أنها توفر الحماية للمستوطنين لاقتحام الحرم، فيما تمنع رفع الاذان فيه، وتمنع الفلسطينيين من الوصول إليه.
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أشار إلى أن الاحتلال يواصل تهويد البلدة القديمة في الخليل وتغيير ملامحها وتزوير تاريخها ومحاولة طمس هويتها العربية، في ظل صمت المجتمع الدولي ولامبالاته تجاه تعميق الاستيطان الذي يشكّل انتهاكاً للقوانين الدولية.
وتعليقاً على إعلان الولايات المتحدة الأمريكي بشأن المستوطنات، أكد رئيس الحكومة التشيكية الأسبق ييرجي باروبيك أن إعلان الإدارة الأمريكية بأنها لا تعتبر المستوطنات متعارضة مع القانون الدولي يثبت من جديد تجاوز الولايات المتحدة للقانون الدولي، ويشكّل سقوطاً وفضيحة للسياسة الأمريكية، متسائلاً: “كيف بالإمكان إجراء محادثات حين يكون طرف أعزل والثاني يوجّه سلاحه نحوه”.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مدينتي الخليل وطولكرم ومخيم العزة شمال بيت لحم وبلدات العيسوية في القدس المحتلة ودير نظام وكوبر في رام الله وطمون في طوباس بالضفة الغربية، واعتقلت 23 فلسطينياً بينهم طفلان.
بالتوازي، أعلن وزير الاتصالات السابق أيوب قرا أن كيانه سيقيم علاقات علنية مع دول خليجية العام القادم، وقال: “إن جميع الإسرائيليين سيستطيعون العام القادم إقامة مصالح سياسية واقتصادية في دول الخليج، وسيتمكنون من إجراء زيارات من وإلى هذه الدول”، مضيفاً: “إن العلاقات ستخرج إلى العلن بعد طرح ما وصفها بـ”خطة السلام الأمريكية”، ومشيراً إلى أن الظروف التي أحاطت بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أجّلت مسألة التطبيع العلني. وأشار قرا إلى أنه قام بزيارة إلى الإمارات، كما أنه يقيم علاقات مع مسؤولين في البحرين، وأنه يعمل مع شركة عربية خليجية لترتيب زيارات مستقبلية بين كيانه وكل من السعودية والإمارات، ولفت قرا إلى أن مسؤولاً إماراتياً زار كيان الاحتلال، وعالج زوجته في أحد المشافي فيه، كما أنه بدوره زار قطر في وقت سابق، والتقى عدداً من مسؤوليها.
وفيما يتعلق بالتقارير حول مد أنبوب غاز من “إسرائيل” إلى السعودية، قال قرا: “إن الرياض قادرة على تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع وأن طرح هذه القضية جاء من قبل دولة خليجية”.
وكان نتنياهو أعلن في العاشر من الشهر الجاري عن زيارة وفد إسرائيلي للمشاركة في معرض “إكسبو2020” الذي تستضيفه دبي، في حين شارك وفد إسرائيلي آخر قبل أشهر قليلة في ورشة اقتصادية أقامها النظام البحريني تماهياً مع الأوامر الأمريكية لتمرير ما يسمى “صفقة القرن” الأمريكية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، فيما شاركت العديد من الوفود الرياضية الإسرائيلية في فعاليات رياضية جرت في مشيخة قطر خلال السنوات الماضية.