يوم غضب شعبي فلسطيني احتجاجاً على شرعنة واشنطن المستوطنات
تنديداً بالتآمر الأمريكي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، شهدت المدن والبلدات الفلسطينية “يوم غضب” وإضراب جزئي، ومسيرات حاشدة ووقفات احتجاجية، رفضاً لإعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشأن المستوطنات، وتنديداً بالانحياز الأمريكي الأعمى لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ورفضاً للمخططات الأمريكية الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وعلى غرار جرائمها بحق الفلسطينيين، اعتدت قوات الاحتلال على المسيرات السلمية الرافضة للإعلان الأمريكي، حيث أطلقت قنابل الصوت والغاز السام على الفلسطينيين المشاركين في المسيرات في حي الجلدة ومخيم العروب وبلدة بيت أمر في الخليل بالضفة الغربية، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق. يأتي ذلك فيما استشهد الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك في معتقل للاحتلال الإسرائيلي جراء الإهمال الطبي المتعمّد، وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين: “إن الأسير المريض أبو دياك “36 عاماً” استشهد في معتقل الرملة”.
وكانت الخارجية الفلسطينية طالبت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسير أبو دياك الذي يقبع في معتقلات الاحتلال منذ 17 عاماً، مبينةً أنه مصاب بسرطان الأمعاء، ويعاني من تدهور حالته نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمّدة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى والتي أدّت إلى حدوث فشل كلوي ورئوي حاد زاد من سوء وضعه.
من جهتها، أكدت منظمة التحرير الفلسطينية أن استشهاد الأسير سامي أبو دياك في معتقل للاحتلال جريمة جديدة في سجل الاحتلال الحافل بالإجرام والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني، وأوضحت أن استشهاد أبو دياك دليل آخر على خطورة الأوضاع في معتقلات الاحتلال، وما يعانيه الأسرى الفلسطينيون من تعذيب وإهمال صحي متعمّد، مطالبةً المؤسسات والهيئات الدولية بفتح تحقيق مستقل ونزيه في ظروف استشهاد الأسير أبو دياك و222 أسيراً استشهدوا منذ العام 1967 في معتقلات الاحتلال.
وشدّدت المنظمة على أن استمرار الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين أمر غير مقبول وغير مبرّر، ويعتبر موافقة ضمنية على انتهاكات الاحتلال الجسيمة للقانون الدولي، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق الأسرى وإطلاق سراحهم.
وتنديداً بجريمة قتل الأسير أبو دياك، خرجت مظاهرات في مدن طولكرم ورام الله وبلدة سيلة الظهر في جنين، قابلتها قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الصوت والغاز السام على الفلسطينيين المشاركين، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
في سياق متصل، أدانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عمليات القتل البطيء الذي تقوم به سلطات الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين في معتقلاتها والتي أدت إلى استشهاد العديد منهم. وقالت الفصائل الفلسطينية: “إن استشهاد الأسير سامي أبو دياك إثر معاناته الطويلة مع مرض عضال أصابه نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمّد الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالإجرام والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني”.
وطالبت الفصائل المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في محاسبة مسؤولي الاحتلال على جرائمهم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
من جهة ثانية، داهمت قوات الاحتلال مدن القدس المحتلة ونابلس وبيت لحم وجنين وقلقيلية والخليل، وقامت بتفتيش منازل الفلسطينيين، واعتقلت 12 منهم.
كما اقتحم مستوطنون إسرائيليون بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس في الضفة، وأضرموا النار بأراضي الفلسطينيين، وأفاد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم بأن المستوطنين اقتحموا المنطقة الأثرية بالبلدة، وأضرموا النار بـ25 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون، مشيراً إلى أن الفلسطينيين تمكنوا من إخماد الحريق.
وتتعرّض البلدة لاقتحامات متكررة من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه، وخاصة المنطقة الأثرية في محاولة لتهجير الفلسطينيين منها وتهويدها.