أفكار بسيطة..؟!
لعلّ هناك من يوافقنا الرأي القائل: إن الأفكار البسيطة فيها من الحلول الناجعة والفاعلة ما لا يخطر على بال، للعديد من معضلاتنا الاقتصادية، سواء كانت من النوع الإستراتيجي المعقد أو العادي المرحلي..
ولو قلبنا موروث الأجداد من الأمثلة الاقتصادية، لوجدنا الكثير من العبر التي تعدّ بحق نظريات اقتصادية، ثبت بالتراكم التجريبي صحتها، حيث كان كل منها نتيجة لمشكلة مرت بها مجتمعاتنا..
لسنا هنا في وارد تعداد تلك الأمثلة أو بعضها، لكننا سنضيء على فكرة بطلها إنسان -بغض النظر عن مستواه العلمي- ما ميّزه عن غيره أنه خلص في ظل الظروف المعيشية القاسية التي نمرّ بها، نتيجة لضعف الدخول وارتفاع الأسعار الجنوني.. إلخ، إلى محاولة الانطلاق بمشروع بسيط شكلاً، كبير بمضامينه، وواسع بنتائجه..
المشروع هدفه التخفيف ما أمكن عن المواطن، وتحديداً لناحية الأسعار وتوفير المنتجات والسلع والغذائية على رأسها، واضعاً البيع بسعر الجملة وأقل ربحاً عنواناً لمشروعه..
الملفت في ميزات المشروع، ليس أنه من النوع الصغير، وتكلفته مقدور عليها دون تمويل فقط، بل إنه يمكن أن يكون بذرة لمشروع مؤسسة كبيرة..
كما وميزته أنه يقوم على تجميع وتسويق ما ينتج في منطقته حصراً كمرحلة تجريبية أولى، وإيصال تلك المنتجات والسلع إلى المستهلك في بيته وبسعر الجملة وأقل، أي تسويق وتصريف محلي لمنتجات محلية يحتاجها كل بيت وكل أسرة..
المؤلم فيما يواجه المشروع، كان عدم التجاوب مع إعلان صاحب المشروع، فيما يتعلق بحاجته لواسطة نقل (للتجميع والتوزيع)، رغم كشفه عن أن البدل الاستثماري سيكون مجزياً لمن يود التعاقد على استثمار مركبته لصالح المشروع؟!.
هنا نتوقف لنسأل سؤالاً كبيراً: أيهما نحتاجه أولاً: المجتمع المتفهم لواقعه وبالتالي المبادر “للمساعدة” في مواجهة تحديات وصعوبات ما يواجهه هو نفسه، معيشياً وغير معيشي..، أم المال والإدارة والأدوات؟.
نجزم أنه وإننا نحتاج للأول..، لأنه أساس نجاح أي مشروع وعمل..، وخاصة في ظل الأزمات الكبرى..، التي نعتقد أن مواجهتها تبدأ من الحلقات المحلية الصغرى، لتتوسع لاحقاً للحلقات المناطقية المتوسطة، فالكبيرة على مساحة الوطن.
أخيراً نؤكد أن السر يكمن في الإنسان المبادر وبساطة الفكرة، وهما ما نحتاجهما أكثر من المال.
قسيم دحدل
qassim1965@gmail.com