أمهات لبنانيات يتظاهرن رفضاً للفتنة
نفّذ عدد من الناشطين اعتصاماً أمام مصرف لبنان تنديداً بــ “السياسات المصرفية الظالمة بحق الطبقة العاملة وأصحاب الودائع الصغيرة”، على ما قالوا في دعوة سابقة لتحرّكهم، فيما أوقف الجيش اللبناني، أمس، ستة عشر شخصاً على خلفية حوادث شهدتها بعض المناطق اللبنانية الليلة قبل الماضية، وذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الدولة اللبنانية لشؤون التجارة الخارجية أنه من غير المسموح المساس بالمقاومة.
وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان: “تم التعرّض للممتلكات العامة وعدد من المصارف وأحد المباني الحزبية، وإلقاء قنبلة يدوية لم تنفجر وقنابل مولوتوف باتجاه العسكريين ورشقهم بالحجارة، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة وثلاثين عسكرياً في طرابلس شمال لبنان”، وأضاف البيان: إنه على طريق صيدا القديمة بين منطقتي الشياح وعين الرمانة وأثناء إعادة فرض الأمن والهدوء في المنطقة أصيب عشرة عسكريين بسبب التراشق بالحجارة بين عدد من الأشخاص.
وأشار البيان إلى إصابة ثمانية عسكريين في التراشق بالحجارة بين الأهالي ومواكب سيارة في بكفيا أثناء قيام وحدات الجيش بإعادة فتح الطريق، موضحاً أن وحدات الجيش تمكّنت من إعادة الوضع إلى طبيعته في مختلف المناطق، وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
وكان الجيش اللبناني حذّر في بيان أمس الأول من مغبّة التعرّض للممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات في لبنان، مؤكداً ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والالتفاف حول الجيش والحفاظ على أمن المتظاهرين وسلامتهم.
يأتي ذلك فيما نفّذ عدد من الناشطين اعتصاماً أمام مصرف لبنان تنديداً بــ “السياسات المصرفية الظالمة بحق الطبقة العاملة وأصحاب الودائع الصغيرة”.
وتخلل الاعتصام السلمي حلقات نقاش حول حقوق المواطن، وأتى عشيّة إضراب عام دعت إليه “الهيئات الاقتصادية” طالبة إقفال المؤسسات الخاصة أبوابها أيام الخميس والجمعة والسبت، لكنها تراجعت عنه “على أن تعقد اجتماعاً مطلع الأسبوع المقبل لاتخاذ الخطوات المناسبة”.
“الهيئات الاقتصادية” أصدرت بياناً، عزت فيه تعليقها الإضراب إلى “المراجعات الكثيرة التي تلقتها حول حاجة المؤسسات الخاصة لكل يوم عمل لتغطية مصاريفها التشغيلية بعد الخسائر الكبيرة التي تتكبّدها والتي تهدّد وجودها، وتجنّباً لحصول نتائج معاكسة للأهداف المرسومة للإضراب، وتزامن الإضراب مع مواعيد دفع الرواتب للموظفين والعمال”.
أما نقابة أصحاب محطات المحروقات، فأعلنت من جهتها، أنها ستنفّذ الإضراب المفتوح ابتداء من صباح اليوم الخميس على كامل الأراضي اللبنانية، وذلك نتيجة “حجم الخسائر المتمادية التي لحقت بالقطاع نتيجة وجود دولارين في السوق اللبنانية، وعدم التزام طرفي الاتفاق مصرف لبنان والشركات المستوردة للمشتقات النفطية”.
وفي السياق، قامت أمهات بتظاهرات في منطقتي الشياح وعين الرمانة جنوب بيروت رفضاً لمحاولات التقسيم والفتنة في البلاد، وقالت مصادر من منطقة عين الرمانة: إن الأمهات ردّدن شعارات تؤكّد التمسك بالوحدة ورفض أي فتنة.
هذا التحرّك جاء بعدما شهدت مناطق لبنانية مختلفة، منها عين الرمانة، توترات وصدامات تدخّل الجيش لوقفها.
وحصلت توترات في العاصمة بيروت وبعض ضواحيها، وفي منطقة بكفيا، وفي طرابلس شمال لبنان وغيرها، وعمد الجيش اللبناني إلى فضّ الإشكالات معززاً انتشاره في تلك المناطق.
وفي إطار الرد على التدخلات الأميركية في الشأن اللبناني الرامية إلى التحريض على المقاومة، أكد وزير الدولة اللبناني لشؤون التجارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال حسن مراد ضرورة الوقوف إلى جانب المقاومة الوطنية ودعمها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وقال: “من غير المسموح المس بتاريخ المقاومة الوطنية اللبنانية التي حفظت كرامة لبنان”، مشيراً إلى أن الوقوف معها بوجه المؤامرات التي تستهدفها واجب كل الشرفاء.
إلى ذلك، جدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين رفض اللبنانيين التدخل والإملاءات الأمريكية في الشؤون اللبنانية، وقال عز الدين في كلمة في بلدة الزرارية اللبنانية الجنوبية أمس: إن الأميركيين ومن معهم سواء في الداخل أم الخارج يعملون على توظيف الأحداث الراهنة في لبنان لتحقيق مآربهم وأهدافهم ومصالحهم، لكننا نصر على رفض هذا التدخل.