الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخامنئي: الشعب الإيراني أفشل مؤامرة خطيرة أُنفقت عليها أموال طائلة

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن الشعب الإيراني أحبط مؤامرة خطيرة خلال الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أن الإيرانيين أثبتوا مرة أخرى أنهم شعب قوي، وقال، خلال استقباله الآلاف من التعبويين في طهران: إن الشعب الإيراني أحبط مؤامرة واسعة وخطيرة جداً وظّف الأعداء أموالاً طائلة لها، وبذلوا جهوداً كبيرة ليقوموا بالتخريب والأعمال الشريرة والقتل، وأضاف: إن قوى الأمن الداخلي الإيرانية والتعبئة والحرس الثوري دخلوا الساحة، وقاموا بواجبهم في مواجهة صعبة، منوهاً كذلك بما قام به الشعب الأسبوع الماضي من مسيرات تنديداً بأعمال الفوضى والشغب.
وكان قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، قد قال: “إن العدو لم يستطع أن يقوم بأي شيء جديد خلال الفترة الماضية، وهو انتظر حدثاً معيناً للقيام بخطوته”، ولفت، خلال تظاهرة حاشدة في طهران تأييداً للقيادة ورفضاً للتدخلات الأميركية، إلى أن العدو استغل قضية أسعار البنزين ليحاول إلحاق الأذى بالشعب الإيراني وإحراق كل شيء.
إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الشعب الإيراني سيواصل مساره ولن يستسلم أمام مؤامرات الأعداء، وقال، في كلمة له في مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية: “إن الأعداء كانوا يتصوّرون أنهم سيقضون على النظام الإيراني من خلال حرق المستشفيات والمتاجر والسيارات الخاصة بالناس، ولكن الشعب الإيراني أثبت أنه لن يستسلم أمام الأعداء”، وأضاف: “إن العدو نجح في الإخلال بالأمن العام لمدة 48 ساعة فقط، وكان يتصوّر أن الأزمة ستطول لأشهر، وستحدث حرباً داخلية في إيران، ولكن الأمريكيين لم يتخيلوا أبداً أن الشعب الإيراني سيخرج بهذه الكثافة إلى الشوارع للدفاع عن بلاده”.
وكانت العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى شهدت خلال الأيام الماضية مسيرات مليونية حاشدة تنديداً بأعمال الشغب والفوضى التي جرت في بعض المدن مؤخراً، وأدت إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة فضلاً عن إصابة عدد من قوى الأمن الإيراني.
في سياق متصل، كشف وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، عن فشل المحتجين في تفجير أكبر مستودع للبنزين في إحدى المدن الإيرانية خلال أحداث الشغب الأخيرة، وأشار إلى إحراق 731 بنكاً و140 مكاناً عاماً و9 مراكز دينية و70 محطة وقود و34 سيارة إسعاف، وأضاف: إن “الأشرار حاولوا، في إحدى المدن، تفجير أكبر مستودع للبنزين، ولو نجحت محاولتهم هذه لاحترق نصف المدينة، موضحاً أنه “خلال أعمال الشغب أصيب من قوى الأمن الداخلي والتعبئة ضعف عدد ما أصيب من عناصر الفوضى والشغب، الأمر الذي يبيّن مدى تصرف القوى الأمنية بمبدأ ضبط النفس”.
وأضاف وزير الداخلية: إنه “خلال أحداث الشغب اتصلتُ هاتفياً برئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، السيد علي عسكري، وقلت له بأن 500 من الأشرار يتحرّكون الآن نحو مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، إلا أننا ومن خلال تدخل قوى الأمن الداخلي لم نسمح لهم بالاقتراب حتى إلى مسافة 3 كيلومترات منها”، وأعلن أنه وبعد توسّع نطاق أعمال الشغب “اضطررنا إلى قطع الانترنت بصورة مرحلية ومكانية، إذ أوعزنا إلى تقييده أولاً، ثم توصلنا إلى ضرورة قطعه”، وأكد أنه سيتم البحث خلال اجتماع المجلس الأمني في موضوع إعادة خدمة انترنت الهواتف النقالة، مشيراً إلى إعادة خدمة انترنت الهواتف الأرضية في جميع أنحاء البلاد، وانترنت الهواتف النقالة في 10 محافظات إيرانية.
بالتوازي، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران تؤمن بسياسة الجوار القوي، وتعمل في هذا الطريق لتحقيقه، وقال، خلال مراسم يوم منظمة التعاون الاقتصادي “إيكو” في طهران: “إن إيران تؤمن بسياسة الجوار القوي، لأننا نرى أننا ومن خلال امتلاك جيران أقوياء يمكننا الوصول إلى أهدافنا بصورة أفضل وأسهل بكثير مما لو أردنا تحقيق ذلك بمفردنا”، مجدداً التزام بلاده بالتعاون في إطار العضوية في منظمة “إيكو” وبين “إيكو” وسائر المنظمات الإقليمية، وكذلك بين أنفسنا في المنطقة، وأضاف: إن إيران ترغب بالحفاظ على العلاقات ذاتها مع شركائها في “إيكو”، وإن توسع نطاق ذلك ليشمل شركاءها في الخليج أيضاً، موضحاً أن منظمة “إيكو” هي عبارة عن مجموعة من الدول في منطقة خاصة جداً، الأمر الذي يؤكّد ضرورة التعاون لتعزيز الأمن لجميع الدول الأعضاء في هذه المنطقة.