سورية تحارب الإرهاب نيابة عن العالم بأسره
ترجمة: هيفاء علي
عن موقع “لا فوا دو لا سيري” 1/12/2019
في عام 2017، قصدت “تولسي غابارد”، العضو في الكونغرس الأمريكي عن ولاية هاواوي دمشق والتقت بالرئيس السوري بشار الأسد، ومنذ ذلك التاريخ لم يتوقف الديمقراطيون عن استخدام هذه الزيارة لاتهام غابارد بعدم الكفاءة والأهلية. فما هي معتقدات غابارد الحقيقية؟.
إنها تعد بإنهاء حروب تغيير النظام التي تنخرط فيها الولايات المتحدة باستمرار منذ عقود طويلة، حتى لو لم تقل بحذر ما الذي يجب القيام به. إذ تُقاد حروب تغيير النظام في الولايات المتحدة من قبل عصابات “الكوشر نوسترا”، التي تسيطر على الديكتاتورية العسكرية “إسرائيل” تحت حكم الليكود والمليارديرات و”القلة” الذين دفعوا ثمن تثبيت نتنياهو في السلطة عدة مرات، على الرغم من رغبة الأغلبية في التصويت ضده في كل عمليات التصويت.
أما الرئيس السوري بشار الأسد، فقد قضى معظم حياته في لندن وهو طبيب متخصّص في طب العيون. سياسته الشخصية بسيطة، فهو ديمقراطي ليبرالي، وفقاً لمعايير الولايات المتحدة، ويتمتّع بشعبية كبيرة في سورية ويُنتخب بأغلبية ساحقة.
يسافر هو وزوجته إلى أي مكان في سورية دون أي مرافقة أمنية. إنه يتصرف ويمكنه أن يأتي بشكل غير متوقع، كما رأيته أنا شخصياً، وهو يمشي في بهو فندق الداماروز في دمشق، من دون حراس شخصيين. كما يحظى بتقدير كبير من قبل الزعماء السياسيين الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، لكن لا أحد عارض الهجمات التي نظمتها الدولة العميقة في أمريكا، باستثناء تولسي جابارد وربما جون كيري.
ما هي إنجازاته؟ بالإرادة والتصميم وبفضل تضحيات الشعب السوري بكل مكوناته، الذي هو ضحية لـ”داعش والقاعدة” وكل التنظيمات الإرهابية التي تمّ إرسالها إلى سورية، هزم الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا وتركيا وإسرائيل والسعودية، ويحارب الإرهاب الدولي نيابة عن العالم بأسره.
وكما رأينا، فإن احتلال جزء كبير من سورية من قبل “مقاتلي الحرية” الذين جنّدتهم ودفعتهم الدولة العميقة لم يكن من الممكن أن يتسبّب في الكثير من المعاناة والحرمان لولا الدعم اللا محدود من قبل الحكومات الغربية الفاسدة التي تبحث عن شرق أوسط جديد بقيادة دولة مسلحة متطرفة ونووية.
لقد تبعت الدولة العميقة التي يقودها ممثلون عن الأزمة وعملاء من الموساد، وكالة المخابرات المركزية، والـ MI-6 والعديد من المنظمات الأخرى، والخطة التي طوّرها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة بعد هجمات 11 أيلول كانت ترمي إلى وضع المنطقة تحت سيطرة الولايات المتحدة لنهب مواردها وخيراتها واستنزافها.
شملت منهجية رايس “وولف” والعصابة استخدام بدائل وكالة المخابرات المركزية والإرهاب المضاد للعلم، وجمع الأموال عبر تهريب المخدرات، والأعضاء البشرية، وبالطبع، دعم حركة إسلامية تشبه جماعة الإخوان المسلمين ولكن مع العديد من الاتجاهات الجديدة.
بين عامي 2015 و2017، تمّت مصادرة عشرات الأطنان من شحنات المواد النووية وهي في طريقها إلى عاصمة “داعش” في الموصل، بعدما تمّ ترتيبها في أوكرانيا وجورجيا ورومانيا وتركيا، ومن ثم تم نقلها من قبل منظمات غير حكومية تعمل في المستشفيات لتوفر “الحماية المدنية” في المناطق السورية التي يسيطر عليها “الجيش السوري الحر”، وفقاً لمصادر الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تمّ توجيه اتهامات أخرى بأن الولايات المتحدة كانت ستؤخر سقوط الموصل لعدة أشهر أخرى حتى تقاتل القوات العراقية التي تحارب “داعش”.
وفي سورية، تحتل القوات الأمريكية المناطق التي تتواجد فيها حقول النفط على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتسرق إمدادات النفط السورية وتحرم الشعب السوري منها، ما سيؤدي إلى شتاء بارد آخر لملايين البشر الذين يدفعون ثمن قرارات إدارة ترامب غالياً. ومع ذلك، ومن دون وجود الولايات المتحدة، هزم الجيش السوري تنظيم “داعش” رغم الهجمات البربرية الآثمة المستمرة من قبل القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية.
قد يتساءل المرء: لماذا أضافت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إسرائيل والسعودية إلى القائمة وسمحت بشنّ هذه الحرب القذرة؟، ثم يمكننا أن نتذكر أن إسرائيل دولة نووية وتعلن باستمرار للعالم قدرتها على تنفيذ “خيار شمشون”، لتدمير العالم إذا تعرضت إسرائيل للتهديد وتهدّد بحرق كل العواصم الأوربية.
لو نجحت الخطة، وبمجرد أن يتمّ احتلال سورية والعراق، كان سيتم تزويد تنظيم “داعش” بقوة جوية وبحرية صغيرة تتكون أساساً من قوارب الدورية، وكانت ستسيطر على القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
ولو سقطت إيران في أيدي “داعش” على النحو المتوخى في الخطط الأصلية التي وضعها نجل البيت الأبيض بوش الابن، لأصبحت القنابل النووية أصغر بكثير، ولتكاثرت الصواريخ ، وآلت حالة الرعب إلى القوة الأمريكية، إلا إذا في حال غدت “داعش” بديلاً سرياً عن الدولة العميقة التي تسيطر على الولايات المتحدة وحلفائها.