لتجنّب انتخابات ثالثة.. نتنياهو يتعهّد ضم غور الأردن
في محاولة أخيرة لمنع إجراء انتخابات عامة ثالثة، مع فشل تشكيل الحكومة حتى الآن، كشف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، عن رغبته بـ”تطبيق السيادة الإسرائيلية” بشكل أحادي الجانب على أراضٍ فلسطينية ومستوطنات، وقال: “حان الوقت لتطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وإضفاء الشرعية على جميع المستوطنات الموجودة في الكتل الاستيطانية وتلك الموجودة خارجها”.
وكان نتنياهو قد أعلن في أيلول الماضي عزمه ضم غور الأردن، والذي يمثّل حوالي ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة، في حال أعيد انتخابه.
وفي ردود الفعل، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني يفقد الأمم المتحدة ومؤسساتها ما تبقى لها من مصداقية. وأوضحت الخارجية أن مخططات الاحتلال لتهويد مدينة الخليل وإصرار نتنياهو على تكرار أسطوانته المشروخة حول ضم الأغوار في الضفة الغربية، بدعم من الإدارة الأمريكية، استخفاف واضح بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها. وطالبت الخارجية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات أممية ملزمة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها القرار 2334، الذي يطالب بوقف فوري للاستيطان وبسرعة فتح تحقيق رسمي في انتهاكات وجرائم الاحتلال بالمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمحاسبة المسؤولين عنها.
إلى ذلك، أعرب وزير خارجية فلسطين رياض المالكي عن تفاؤله بما سمعه من المدّعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بشأن التصعيد الاستيطاني، مرجّحاً إعلان استنتاجات تخص القضية في الأسابيع القادمة، وأوضح أن مدّعية المحكمة فاتو بن سودا أخبرته بأنها على وشك إتمام الدراسات الأولية والتوصل لاستنتاجات بشأن التصعيد الاستيطاني الإسرائيلي، وقال: “لقد انتظرنا خمس سنوات للوصول لهذا الاستنتاج من الجنائية الدولية”، مشيراً إلى أنه يوجد الآن ثلاثة ملفات متعلقة بالقضية الفلسطينية أمام المحكمة الجنائية، منها الأسرى والجرائم التي وقعت في غزة وملف الاستيطان.
وفي ما يتعلق بقرار الكونغرس الأمريكي الرافض للاستيطان، أوضح المالكي أن القرار إيجابي ولأول مرة يصدر عن الكونغرس قرار من هذا النوع في ظل ما صدر عن الإدارة الأمريكية.
ميدانياً، شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية سلسلة غارات بالصواريخ على مناطق شرق جباليا وشمال غرب قطاع غزة المحاصر، ما أسفر عن إصابة فلسطينيين اثنين بجروح، فيما اقتحمت قوات الاحتلال قرية كفر لاقف شرق مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، وقامت بتجريف أراضي الفلسطينيين، وأفاد رئيس مجلس القرية نايف جبر بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وجرفت 27 دونماً من أراضيها لتوسيع عمليات الاستيطان في المنطقة.
واعتقلت قوات الاحتلال الطفلة الفلسطينية أفنان أبو سنينة 14 عاماً في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، وهي في طريقها إلى مدرستها.
وفي مخالفة صريحة للقوانين الدولية، تحتجز سلطات الاحتلال في معتقلاتها أكثر من 220 طفلاً فلسطينياً في ظل ظروف اعتقال لاإنسانية، وأفاد تقرير لمؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت 374 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً من مناطق متفرقة في الضفة الغربية وأطراف قطاع غزة المحاصر خلال الشهر الماضي.
وقالت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان “نادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان وهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين: “إن قوات الاحتلال اعتقلت 137 فلسطينياً من مدينة القدس المحتلة و42 من رام الله والبيرة و70 من الخليل و22 من جنين و43 من بيت لحم و15 من طولكرم و12 من نابلس و8 من أريحا و5 من طوباس و2 من سلفيت و11 من أطراف القطاع المحاصر.
ولفت التقرير إلى استشهاد الأسير سامي أبو دياك في السادس والعشرين من الشهر الماضي جراء الإهمال الطبي المتعمّد الذي تستخدمه سلطات الاحتلال كجزء من أساليب التعذيب الممنهجة ضد الأسرى ليرتفع بذلك عدد الشهداء الأسرى منذ عام 1967 إلى 222 شهيداً بينهم 67 أسيراً جراء الإهمال الطبي المتعمّد.
وأشار التقرير إلى خطورة الوضع الصحي للأسير أحمد زهران المضرب عن الطعام منذ 77 يوماً والأسير مصعب الهندي المضرب عن الطعام منذ 75 يوماً.
وبيّن التقرير أن عدد الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال حتى نهاية الشهر الماضي وصل إلى 5 آلاف أسير، بينهم ما يزيد على 200 طفل و38 أسيرة وعشرات المسنّين الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، مطالباً المجتمع الدولي والدول الموقّعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق الأسرى.