غطاء دمشق الأخضر أمام اختبار استعادة النضارة 81 حديقة في الخدمة الفعلية و15 متضررة وقريباً مختبر للأنسجة النباتية
دمشق- ميس خليل
شكل الحفاظ على غطاء دمشق الأخضر المتمثل بالحدائق تحدياً كبيراً أمام أصحاب الشأن، ولاسيما أن هذه الحدائق كانت على مدى سنوات الحرب الإرهابية ملاذاً آمناً للكثير من العائلات التي هُجرت بفعل الإرهاب، واليوم فإن “سباق” تأهيل الحدائق يفرض تحديات على المسؤولين في تأمين خدمات تناسب جميع زوارها، والأهم المحافظة على “المتنفس” لسكان العاصمة.
مليون م2
مدير الحدائق في محافظة دمشق محمود مرتضى أوضح في تصريح “للبعث” أنه خلال فترة الحرب حاولت المديرية الحفاظ على الحدائق الموجودة بعد خسارة الكثير من الغطاء الأخضر والأشجار في مناطق برزة والقابون، وتضرر 15 حديقة بمساحات مختلفة في مدينة دمشق، وهناك حالياً 81 حديقة فعالة، مشيراً إلى أن المحافظة مسؤولة عن حدائق وأحراج ومنصفات وساحات بما يعادل مليون متر مربع كمساحة خضراء ضمن مدينة دمشق، وتشكل 10% من مساحة دمشق.
مرتضى كشف عن المعاناة الكبيرة والمتمثلة بنقص الكوادر العاملة في هذا القطاع، فبعد أن كان عدد العاملين 4300 عامل قبل الحرب وصل العدد اليوم لـ850 عاملاً على نفس المساحة، بالإضافة إلى تسرب عدد كبير من عمال المشاتل والورش الخاصة بهذه الأعمال، وعدم تعويض الفاقد البشري بسبب قلة الأيدي العاملة وتدني الأجور قياساً إلى ما هو موجود في القطاع الخاص، وعدم حصولهم على التعويض، فقبل الحرب كانوا يحصلون على وجبة غذائية ولباس ووقاية من الأمطار، وهم الآن لا يحصلون على شيء.
تقاعس
واشتكى مدير الحدائق من عدم تعاون المجتمع المحلي في مجال الاهتمام بالحدائق ورعايتها؛ فهناك في بعض الأحيان إساءة من قبل الكثيرين من روادها على مكونات الحديقة من أشجار وورد وأعشاب ومقاعد وأجهزة إنارة ودورات مياه، منوهاً إلى أن 75% من وقت العمال يذهب للتنظيف وإزالة التخريب، و25% للاهتمام بجماليتها، مبيناً أن العمل مستمر بشكل دائم في كافة الحدائق من خلال ما يتوافر في المديرية من إمكانات قليلة، فهناك الكثير من الآليات المتوقفة عن العمل وما يتوفر من آليات فهي ليست بالمستوى المطلوب؛ لأنها أصبحت قديمة، ولدى المديرية 12 قلاباً وتركسان و8 جرارات و8 صهاريج، وهناك بعض المعدات التي يفوق عمرها 30 عاماً والتصليح لا يجدي معها نفعاً.
وحول موضوع قلة المحروقات خاصة بعد تخفيض نسبة المحروقات والوقود أوضح مرتضى أنه من خلال رئاسة مجلس الوزراء أصبحنا نقدم في الـ20 من كل شهر خطة العام القادم عن احتياجنا الشهري، وعليه يتم الحصول على كمية الوقود المطلوبة.
إشغال مجاني
وفيما يخص موضوع إشغالات الحدائق خلال فترة المهرجانات وحرمان أبناء مدينة دمشق من حديقة تشرين خلال فصل الصيف بسبب مهرجان التسوق أكد مدير الحدائق أنه طُلب من محافظة دمشق توفير المكان، لكن هي غير معنية بهذا المهرجان، ولا يحقق لها أي عائد مادي منه، منوهاً إلى أن فعالية “الشام بتجمعنا” فعالية اجتماعية تجمع الناس ولها أثر إيجابي بعد سنوات الحرب المريرة، كما أن الحديقة ذاتها تستضيف أيضاً معرض الزهور التابع لوزارة السياحة، منوهاً إلى أنه ليس هناك مشكلة لدى المحافظة باستثمارات الحدائق على اعتبار أنها ملكيات عامة، وهناك تجربة في حديقة تشرين مع وجود 5 أكشاك يتم استثمارها بشكل دوري.
“باركينغ”
أما عن الأعمال التي تم تنفيذها حالياً في حديقة الطلائع في المزة أوضح مرتضى أن عمال المديرية يقومون بتنظيفها وسقاية الأشجار فيها، وهناك مشروع مستقبلي سينفذ من قبل الشركة القابضة التابعة للمحافظة لإقامة موقف سيارات تحت الأرض “بارك كيننغ”، في حين سيتم الحفاظ على الغطاء الأخضر فوق الأرض.
مدير الحدائق ذكر أن العام الماضي لم يتم تنفيذ أي مشروع كان مقرراً في الخطة “خمسة عقود”، في حين سيتم العمل في العام الجديد لحفر 13 بئراً، وجميع الإجراءات القانونية لهذا العقد أصبحت جاهزة، بالإضافة إلى أنه سيتم إقامة حدائق في مشروع الـ66 في المزة وحدائق داخل المخطط التنظيمي في منطقة مشروع دمر، كما سيكون هناك تجديد لجميع ألعاب الأطفال في كافة الحدائق خاصة التي لم يتم تجديدها خلال سنوات الحرب، ووضع الأرضيات المطاطية، كما سيتم تزويد دائرة المشاتل بمخبر لزراعة الأنسجة النباتية، وهو موضوع مهم جداً ويوفر الكثير من المال والوقت والجهد.
مع التربية
وبين مرتضى أنه تم مخاطبة مديرية التربية لاصطحاب طلاب المدارس من الفئة الأولى للحدائق التي بجانب مدارسهم وإقامة درس نشاط فيها، والهدف من ذلك توعية الطلاب أن الحديقة هي ملك لهم ولغيرهم، والحفاظ على نظافتها شيء أساسي وضروري.
أما بخصوص حديقة الحيوان في العدوي فأوضح أن حديقة الحيوان تحوي أنواعاً مختلفة من الحيوانات، وهناك أفكار لتطويرها، وهناك مايقارب 25 عاملاً يعملون على تخديمها، واختصاصيون وأطباء بيطريون بهدف الحفاظ على صحة الحيوانات ورعايتها بشكل دائم.