السوريون الفارون من التوغل التركي يعودون إلى ديارهم
ترجمة: هناء شروف
عن الديلي تلغراف 9/12/2019
منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية التي شنّتها القوات التركية على شمال شرق سورية في تشرين الأول الماضي، لجأ نحو 17000 مواطن سوري من جميع المكونات إلى مخيم بردرش في كردستان العراق الذي يخضع لبروتوكولات أمنية مشدّدة، بحيث لا يُسمح للناس بمغادرة المخيم إذا كان لديهم قريب يقيم بالفعل في المنطقة يرعاهم، ولا يُسمح لهم بالعودة بمجرد مغادرتهم. أما أولئك الذين ليس لديهم أي أسرة ليعيشوا عندها فيُتركون بخيارين أحلاهما مرّ، الأول يمكنهم البقاء داخل المعسكر الصغير نسبياً حيث شحّ الطعام وقساوة البرد، أو العودة إلى سورية حيث العمليات العسكرية التي تشنّها القوات التركية التي اتهمتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” بانتهاك حقوق الإنسان ضد السكان المحليين في ما يُسمّى بـ”المنطقة الآمنة” التي أعلنتها الحكومة التركية.
في خضم اليأس المتزايد يحاول معظم اللاجئين السوريين العودة إلى الحسكة، ويرغبون في الاستقرار خارج المنطقة الآمنة التي أعلنتها الحكومة التركية، فنتيجة الوضع المأساوي في المخيم قام شاب بإضرام النار في نفسه قبل أسابيع قليلة، ومات متأثراً بحروقه. ويقال إن رجلاً ثانياً قد قام بالأمر نفسه الأسبوع الماضي، ولكن تم إنقاذه بتدخل من آخرين في المخيم.
عاد المئات من السوريين إلى ديارهم من مخيمات اللاجئين في العراق على مدار الأسابيع الأخيرة على الرغم من المخاوف على سلامتهم، وسط شكاوى من أن الآلاف لا يحصلون على الطعام والرعاية الصحية والعمل. خلال الشهر الماضي، عاد نحو مئة شخص بصورة طوعية كل أسبوع من المخيمات في العراق، بعد فرارهم من شمال سورية في بداية الهجوم التركي، ومن المحتمل أن تزداد الأرقام نتيجة البرد القارس في فصل الشتاء وتناقص الموارد وانعدام الرعاية الصحية وتضاؤل الإمدادات.
قال رجل على متن الحافلة لاصطحابه إلى سورية: “أفضّل الموت بكرامة على أرضي بدلاً من الموت من الجوع”. كان واحداً من القليلين الذين يملكون الجرأة للعودة إلى منزله في الدرباسية على الحدود التركية.
حتى الآن عاد نحو 117000 من بين 200000 لاجئ وفقاً للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منذ بدء الهجوم، فقد أخبر العشرات من الأشخاص صحيفة ديلي تلغراف أنهم ليس لديهم خيار سوى العودة مثل العديد من الشباب الذين قالوا إنه إذا لم تتحسّن الظروف في الأسابيع المقبلة، فسيضطرون إلى العودة. وأضافوا: “القوات السورية موجودة اليوم في شمال سورية لأول مرة منذ خمس سنوات”.
كما حصل أكثر من 5500 شخص على تصريح لمغادرة المخيمات في العراق، صحيح أن العملية كانت بطيئة، إلا أنهم أشاروا جميعاً إلى أن العودة إلى سورية بوجود الجيش العربي السوري أفضل بكثير من الوجود في مخيمات الإذلال التي تشرف عليها القوات الأمريكية وبعض المجموعات الإرهابية.