أثينا تطالب بإدانة أممية لاتفاق أردوغان والسراج
أعلنت الحكومة اليونانية أن أثينا قدّمت اعتراضاً إلى الأمم المتحدة بشأن الاتفاق بين حكومة الوفاق الليبية والنظام التركي حول الحدود البحرية، وطالبت بإدانة الاتفاق الذي يزعزع السلام والاستقرار في المنطقة، وقال المتحدّث باسم الحكومة ستيليوس بيتساس: جرى الإعداد لهذا الاتفاق بنية سيئة.. إنه ينتهك قانون الأمم المتحدة للبحار، فالمناطق البحرية لتركيا وليبيا لا تلتقي، ولا توجد حدود بحرية بين الدولتين، وتابع: لا يزال الاتفاق غير صالح، لأنه لم تتم الموافقة عليه في البرلمان الليبي، مشيراً إلى أن الحكومة اليونانية أرسلت رسالتين منفصلتين بشأن هذه المسألة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وإلى مجلس الأمن الدولي.
وطردت اليونان السفير الليبي الأسبوع الماضي رداً على الاتفاق الذي أثار غضبها والذي يصل إلى حدود جزيرة كريت اليونانية، ويمثّل اعتداء على الجرف القاري للجزيرة، من وجهة نظر أثينا.
وكان مجلس النواب الليبي استنكر الشهر الماضي مذكرتي التفاهم في المجالين الأمني والبحري، مؤكداً رفضه لهما لكونهما مخالفتين للإعلان الدستوري والاتفاق السياسي بين الأطراف الليبية، فيما أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة الأربعاء الماضي رفضها التام للاتفاقية، مؤكدة أن الاتفاقية غير شرعية، وتحتاج إلى موافقة مجلس النواب، منوهة إلى أن هناك جدلاً حول شرعية رئيس حكومة الوفاق بما لا يخول له إبرام مثل هذه الاتفاقيات.
وتحوم شبهات حول العلاقة بين ما يسمى حكومة الوفاق والنظام التركي، لكون الوفاق يسعى لتحقيق أهداف رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان التوسعية في المنطقة.
ووقّع أردوغان في 27 تشرين الثاني الماضي الاتفاق مع حكومة السراج، ومنذ التوقيع تدين اليونان بشدة الاتفاق، معتبرةً أنه انتهاك للقانون البحري الدولي وحقوق اليونان ودول أخرى، ورأى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن الاتفاق يلغي من الخارطة بعض الجزر اليونانية، ويفرض عزلة دبلوماسية على تركيا، مضيفاً: إن الاتفاق أدانته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر ودول أخرى.
من جهته، أعلن أردوغان الاثنين الماضي أن بلاده وليبيا قد تقومان بأنشطة تنقيبية مشتركة عن الغاز والنفط في شرق المتوسط، قبالة شواطئ قبرص في منطقة تضم حقول غاز كبيرة.
ويأتي هذا ضمن حلقة جديدة من مسلسل الانتهاكات التركية في المياه الدولية، ولاسيما الانتهاكات التي تمضي تركيا في تنفيذها بالتنقيب قبالة السواحل القبرصية.