قطار التطبيع الخياني.. حاخام القدس يزور المنامة
بعد أشهر قليلة من استضافة النظام البحريني ورشة اقتصادية، بمشاركة كيان الاحتلال، ضمن مؤامرة “صفقة القرن” الأمريكية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وفي خطوة جديدة ضمن سلسلة التطبيع العلني بين النظام البحريني والعدو الإسرائيلي، زار حاخام إسرائيل الأكبر السابق، والحاخام الحالي للقدس المحتلة، موشيه بن عمار، المنامة للمشاركة في منتدى ديني يقام في العاصمة البحرينية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحاخام الإسرائيلي التقى بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال مشاركته في المنتدى إلى جانب رجال دين من عدد من الدول العربية والإسلامية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن التطبيع العلني بين النظام البحريني والعدو الإسرائيلي، حيث شارك في تشرين الأول الماضي وفد من كيان الاحتلال الإسرائيلي في مؤتمر دعت لعقده الولايات المتحدة في البحرين تحت عنوان “حماية الملاحة البحرية في الخليج”.
وبحسب وسائل الإعلام فإن الحاخام دعا خلال لقائه ملك النظام البحرينن إلى “إقامة علاقات قوية مع إسرائيل”، كما أعرب عن أمله في أن “يتمكّن مواطنو كل من إسرائيل والبحرين من زيارة البلد الآخر دون الحاجة لتنسيق خاص”.
يشار إلى أن مسيرة تطبيع العلاقات بين النظام البحريني والعدو الإسرائيلي تعود إلى أكثر من 23 عاماً، إلا أن ظهورها للعلن كان في عام 2006 عندما أغلقت المنامة مكتب مقاطعة بضائع الاحتلال الإسرائيلي، وزار وفد بحريني يضم 24 شخصاً، بإيعاز من ملك النظام حمد بن عيسى نهاية عام 2017، وبشكل علني للمرة الأولى، كيان الاحتلال، بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، بينما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن البحرين أجرت حواراً سرياً مع “إسرائيل” لإعلان إقامة علاقات علنية بين الجانبين تدشنها زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنامة.
ولا تقتصر خطوات التطبيع مع كيان الاحتلال على النظام البحريني، فقد كشفت التقارير عن وجود علاقات تنسيق مع النظام السعودي، الذي أقر ولي عهده محمد بن سلمان في نيسان عام 2018 بوجود مصالح مشتركة بين بلاده وكيان العدو الإسرائيلي، فضلاً عن زيارة وفد سعودي يضم أكاديميين ورجال أعمال سعوديين كيان الاحتلال في تموز عام 2016، إضافة إلى لقاءات متكررة جرت بين مسؤولين من الجانبين.
ميدانياً، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. كما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين غرب قرية نزلة عيسى شمال طولكرم، ما أدى إلى إصابة 4 منهم بجروح والعشرات بحالات اختناق، فيما أطلقت الرصاص الحي على شاب فلسطيني في قرية ظهر العبد جنوب غرب جنين ما أدى لإصابته بالقدم.
إلى ذلك اقتحمت قوات الاحتلال مدينتي البيرة وبيت لحم وبلدات دير أبو مشعل والمغير في رام الله وبيت عوا في الخليل واعتقلت 11 فلسطينياً.
بالتوازي، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بانتهاكاتها وممارساتها القمعية بحق الأسرى الفلسطينيين انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان حيث لا يزال آلاف الأسرى بينهم أطفال ونساء يقبعون في معتقلات الاحتلال ويعانون ظروف اعتقال قاسية.
وأوضحت الهيئة في بيان، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال العشرات من الفلسطينيين يومياً وتمارس بحقهم شتى أنواع التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي منذ اللحظة الأولى للاعتقال ضاربة بعرض الحائط كل قواعد الحماية التي وفرها القانون الدولي للأسرى، وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تواصل الاعتداء على الأسرى بالضرب المبرح داخل معتقلاتها من خلال عمليات الاقتحام المتكررة وما يرافقها من تخريب لمقتنيات الأسرى وحرمانهم من زيارة ذويهم إضافة إلى انتهاك حق الأسير بالعلاج والرعاية الصحية عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل وتنفيذ التزاماته القانونية والأخلاقية تجاه الفلسطينيين واتخاذ إجراءات فاعلة لمحاسبة الاحتلال على جرائمه اليومية بحقهم.
ويواجه نحو ستة آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي ظروف اعتقال قاسية، حيث يعاني 1800 أسير منهم أمراضاً متعددة، بسبب انتشار الأوبئة والجراثيم، وبينهم نحو 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.