أليكسندر بولداتشيف يهدي دمشق “آرابيسك”
ارتجالات عازف الهارب الروسي العالمي والمؤلف الموسيقي ألكسندر بولداتشيف “آرابيسك” التي استوحاها من فنون العمارة الدمشقية وطرازها الرفيع في زيارته للمرة الأولى إلى سورية، وألحقها بعزفه بالنشيد العربي السوري كانت هديته إلى جمهور الأوبرا وإلى سورية التي أحبها منذ أن دخل إلى حدودها، فاستحوذت على إعجاب الجمهور وتفاعله وشغفه في الأمسية التي أقيمت على مسرح الأوبرا بالتعاون بين وزارة الثقافة– الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون ووزارة السياحة وسفارة روسيا الاتحادية في دمشق، وحضرها السفيران الإيراني والكوبي وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي. وقدم خلالها مقطوعات لمؤلفين كبار كُتبت للبيانو أو الأوركسترا أو آلات أخرى من أنماط موسيقية مختلفة من الفالس والباليه والروك والفانتازيا الموسيقية، أعاد صياغتها بولداتشيف لعزفها على أوتار الهارب الرقيقة بنغماتها الساحرة ليبدي مهارات عزفه بالدمج بين الأبعاد والمستويات الموسيقية، ويظهر قدرة هذه الآلة التاريخية القديمة القادرة على عزف جميع الأنماط، فالتقت آرابيسك مع مقطوعة –هارب الروح القدس- التي ألّفها بولداتشيف من وحي القصة التاريخية لحياة القديس يوحنا، وشاءت الأقدار أن يعزفها في يوم القديس يوحنا على أرض دمشق موطنه لتصوّر بمشهدية موسيقية رحلته بخدمة الدين المسيحي.
ومن المقطوعات التي ارتبطت أيضاً بسورية عزف -شهرزاد- للمؤلف ن. ريمسكي–كورساكوف الفانتازيا الموسيقية المستلهمة من حكايات ألف ليلة وليلة. كما اختار مقطوعات حالمة احتفاء بالأعياد القادمة فعزف للمؤلف شوستاكوفييش –فالس2- ورقصة الفرسان من باليه –روميو وجوليت للمؤلف س. بروكوفييف، وفالس الورود من باليه كسارة البندق لتشايكوفسكي بعد أن بدأ باللحن الهادئ الذي يلامس روح نغمات الهارب بمقطوعة غلينكا –طائر القبرة- ثم –العندليب- للمؤلف آليابيف. وتميزت مقطوعة بيتروشكا بتقنيات العزف المعبّرة عن فانتازيا حكاية الساحر مع ثلاث لعب.
وأعجب بولداتشيف بشغف الجمهور السوري بالموسيقا وبثقافته المنفتحة نحو الآخر، وبالتوحيد بين جميع الطوائف والأديان الذي رآه في سورية، هذا التوحيد الذي يشبه الموسيقا التي توحد بين شعوب العالم رغم اختلافاتهم، مبيّناً أن آلة الهارب قديمة جداً وتعود جذورها إلى سورية التي نشأت على أرضها، وأنه عزف على آلة هارب حديثة يعود عمرها إلى ثلاثمئة سنة، وأضاف بأن هذه الآلة الشفافة التي مكنتّه من التعبير عن ذاته قادرة على التطور، وعلى عازفي الهارب في كل العالم أن يطوّروا تقنيات العزف عليها، متمنياً مزيداً من التطور للشعب السوري على جميع الصعد، وأن تحمل الأعياد في سورية بداية لمرحلة الأمان والاستقرار.
ملده شويكاني