الجيش الليبي: سنحسم معركة طرابلس في أي لحظة
أعلن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أنه سيحسم المعركة في العاصمة طرابلس في أي لحظة، داعياً المسلحين في صفوف قوات حكومة الوفاق في جنوب وجنوب شرق العاصمة إلى إلقاء أسلحتهم، فيما حذّر المبعوث الأممي غسان سلامة من أن ليبيا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات بين جهات إقليمية ودولية.
وعلى وقع استمرار الاشتباكات على أكثر من محور في البلاد، ندّد سلامة بما وصفه بـ”التدخلات الخارجية المتفاقمة التي تتخذ طابع التدخل المباشر في الصراع هناك”.
واتهم مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا أطرافاً إقليمية بعرقلة جهوده من خلال خرق حظر السلاح المفروض على ليبيا، مطالباً مجلس الأمن بالإسراع بإصدار قرار بوقف النار هناك.
وتحوّلت ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي الناتو عليها عام 2011 إلى ساحة للفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق وسط مطامع من أنظمة الناتو بينها نظام أردوغان الذي يحاول استغلال هذه الفوضى لفرض نفوذه عليها.
ودخلت ليبيا في مدار المسعى الإيطالي، حيث أكد وزير خارجيتها لويجي دي مايو أن بلاده سترسل مبعوثاً خاصاً إلى ليبيا في محاولة لإنهاء النزاع في البلاد، وذلك عقب زيارة استغرقت يوماً واحداً إلى ليبيا التقى دي مايو خلالها طرفي النزاع، متحدثاً عن “مهمة ثانية” ودور مطلوب للاتحاد الأوروبي، وهناك زيارة مرتقبة لحفتر إلى إيطاليا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وتستعر النار على أكثر من محور في البلاد، بدءاً من جنوبي طرابلس، مروراً بمحاور اليرموك وعين زارة ووداي الربيع، وصولاً إلى محاور الزطارنة ومطار طرابلس القديم والساعدية وغيرها.
وأعلن الجيش الليبي أنه أحرز تقدماً جديداً في مناطق عديدة من طرابلس، وقال المتحدث باسمه اللواء أحمد المسماري: “إن قوات من الجيش تحارب النظام التركي على نحو مباشر على الأراضي الليبية”.
في سياق آخر، أعلن وزير الطاقة التركي فاتح دونماز أن أنقرة ستشرع في الترخيص لاستخراج النفط والغاز في المناطق الجديدة شرق المتوسط، فور مصادقة الأمم المتحدة على الاتفاقية البحرية مع ليبيا وتسجيلها، وتوقع بدء العملية في بدايات العام 2020.
وكان البرلمان الليبي في طبرق أدان تصريحات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان حول استعداده لإرسال قوات تركية إلى ليبيا، محذّراً إياه من أن “ليبيا لن تكون بوابة لعودة الاحتلال العثماني البائد إلى الوطن العربي”.
من جانبها، أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو تشعر بالحيرة من ظهور مشروع قانون عقوبات على روسيا في الكونغرس الأمريكي لما يوصف بـ”التدخل في ليبيا”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا معلّقة على صياغة مشروع “قانون تعزيز الاستقرار في ليبيا”، الذي ينصّ على فرض عقوبات ضد روسيا بسبب تدخلها المزعوم في ليبيا: “هذا أمر محيّر للغاية، رغم أنه فيما يتعلق بالولايات المتحدة، لم تعد هذه الكلمة تعبّر بوضوح عن جوهر ما يحدث. لسوء الحظ، هذه الخطوات العدوانية للغاية أضحت ضمن ممارسات المسؤولين الرسميين للولايات المتحدة”.
وأكدت زاخاروفا استعداد موسكو لتقديم مساهمة كبيرة، لأنها تحافظ على الاتصالات مع جميع القوى السياسية الليبية الفاعلة، داعيةً إلى إقامة حوار سياسي شامل بين الليبيين.