رياضةصحيفة البعث

قائمة المنتخب الآسيوية تكشف مستور الكرة الحلبية!

حلب- محمود جنيد

قضي الأمر الذي شغل الشارع الرياضي مثيراً حالة كبيرة من الجدل في الفترة الفائتة، بإعلان المدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر قائمة لاعبي المنتخب الوطني الأول لكرة القدم النهائية التي سيتمّ الاعتماد عليها في مسابقة كأس آسيا المقبلة، دون تواجد اسم كابتن وهداف المنتخب عمر السومة، الذي أوضح كوبر وجهة نظره بشأن عدم استدعائه لتطوى هذه الصفحة على مضض ويمضي نسور قاسيون باتجاه التحضيرات النهائية للاستحقاق الآسيوي، بمن حضر ووقع الخيار عليه أو استحضر مؤخراً لتعويض طارئ إصابة.

أما بالنسبة للشارع الرياضي الحلبي فقد كانت له ردّة فعل خاصة، تلفها خيبة الأمل إزاء قائمة كوبر التي خلت من أي لاعب من الأندية الحلبية، وحتى محمد ريحانية وهو أبرز اللاعبين الذي استدعي في فترة سابقة، فقد خرج من حسابات قائمة المنتخب ولم ينجح غيره، سواء من الصاعدين أو المخضرمين بحجز مكانه في القائمة.

الجدل الداخلي الذي أثاره غياب لاعبي الأندية الحلبية عن خيارات مدرّب المنتخب، لم يكن على سبيل التذمر أو الشعور بالظلم إزاء قرار كوبر، بل للإشارة بحرقة إلى واقع الحال الذي وصلت إليه أندية حلب، وهي من كانت خزان المواهب والمدرسة الوطنية الأولى لتخريج النجوم والرافد الأول للمنتخبات الوطنية، سواء بالنسبة لنادي أهلي حلب أو الحرية، واليوم أصبحت غير قادرة على تقديم لاعب واحد للمنتخب الأول.

المفارقة في الموضوع أن حلب ولّادة والمواهب موجودة، لكنها تقف عند حدّ معيّن من التطور والتبلور، ولا تجد سبيلها للوصول إلى المنتخب الأول بالزخم المعهود في الأندية الحلبية، والأمر يتبع هنا لعملية صياغة المواهب في قواعد الأندية التي أصبحت قاصرة، بمنهجها وكوادرها ورؤيتها، وحتى العقلية الإدارية التي تدار بها، وبالتالي مخرجاتها التي لم تعد بتلك الجودة، وحتى شخصية اللاعب والمواهب منهم يلاحظ بأن تكوينها في نماذج حية، غير ناضج ويشوبها الغرور والنرجسية بسبب الشحن السلبي والتوجيه الخاطئ، لتنطفئ تلك المواهب قبل أن تضيء في المنتخب الأول!.

وإزاء ما سبق وفي ظلّ حالة النزاع الخفي بين الأندية والأكاديميات الكروية الذي سيكون له تأثيرات ذات حدين، يجدر بالأندية الحلبية دق نواقيس الخطر والتنبه للحال الذي وصلت إليه من تخبط وتراجع مخيف، لتعيد تنظيم أفكارها وترتيب أوراقها وصياغة عملها بطريقة تعيد لها مكانتها التي ضاعت.