تماثيل وأشجار عيد الميلاد من أغصان الزيتون
في موسم عيد الميلاد، يتأمل الزوار بانبهار التماثيل المصفوفة في نوافذ العرض بمتاجر مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وقد نُحتت بعناية فائقة لتجسد مشاهد للسيد المسيح في المهد. لكن قليلين جدا من هؤلاء الزوار هم الذين يخطر ببالهم أن بعضا من الأخشاب المستخدمة يأتي من أشجار زيتون يمتد عمرها لأبعد من أحداث القصة القديمة التي تجسدها التماثيل.. ميلاد السيد المسيح. ومن بين الهدايا التي يقبل عليها الزوار بشدة مجسمات للمزود الخشبي المصقول وهي الهدية التذكارية التي يشتريها أكبر عدد من الزوار في المدينة الفلسطينية بالضفة الغربية التي يُعتقد أنها مسقط رأس السيد المسيح.
وقال ماهر قنواتي، الرئيس التنفيذي لشركة (الأقواس الثلاثة)، وهي شركة تديرها عائلته ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، إن أحد البنوك الأمريكية دفع له في العام الماضي 120 ألف دولار مقابل مجسم كبير يتم عرضه في بهو البنك.
وأضاف: إن أشجار الزيتون يمكن أن يتجاوز عمرها 2000 عام، لكن الصناع قد يتعرضون لغرامات باهظة في حال سقوط شجرة سليمة، وأن التماثيل تنحت من فروع الأشجار التي يتم قطعها خلال موسم التقليم في تشرين ثاني وكانون أول. وعادة ما تأتي الجذوع الكبيرة المستخدمة في صنع مشاهد المهد من الأشجار التي يتم نقلها من مكانها لتشييد مبان جديدة أو في أعمال الطرق، ولا تتمكن من البقاء في أماكنها الجديدة، و”ننتظر موسمين للتأكد من موتها، ومن اختفاء أي أثر للون الأخضر فيها، قبل أن نقوم بتقطيعها. ولأشجار الزيتون مكانة خاصة عند الفلسطينيين الذين يسعون جاهدين، قدر استطاعتهم، إلى تحويل كل الأشجار التي تتعرض للقطع إلى أعمال ذات قيمة أثرية باقية.