على أمل “الاختلاف”؟!
يؤتمن العام الجديد على الكثير من الأماني التي لم تحظَ بفرصتها للدخول إلى ساحة الواقع، وبقيت معلقة على حبل الوعود المثقل بأعباء الناس وهمومهم التي رغم تنكيلها بحياتهم إلا أنها لم تمنعهم من التفاؤل بالقادم من الأيام التي يستودعها الناس حياتهم وأحوالهم المعيشية ومستقبلهم المحكوم بالأمل والصمود… ومن باب التذكير فقط بأحوال الناس الذين يعيشون الآن أقسى الظروف، وقبل أن تتقطع خيوط ارتباطهم بعام مضى لابد من التأكيد على إعادة التوازن للمعادلة المعيشية، وفي مقدمتها الحوارية الاقتصادية المتعلقة بالأسواق وفتيل أسعارها الذي اشتعل بطريقة جنونية، وهنا نذكر بأهمية معالجة الملفات الضرورية في قطاع الزراعة والصناعة لتأمين الاحتياجات الأساسية من المنتج المحلي.
ومع اقتراب نهاية العام التي لم تختلف عن سابقاتها من الأعوام الماضية من حيث اشتراكها بالعديد من المظاهر سواء الاحتفالية أو التجارية.. نعيد حديثنا عنها الآن مع الكثير من العتب واللوم على الجهات الرقابية وتحديداً حماية المستهلك ومديريات السياحة التي دخلت العام الجديد من بوابة الغياب وعدم الحضور والوجود، والدليل على ذلك عدم وجود ضوابط سعرية لفواتير المطاعم التي كانت – وتحت غطاء كثيف من المبررات – بعيدة كل البعد عن الأسعار المحددة من قبل الجهات المعنية، وطبعاً نحن لاندافع عن أصحاب الجيوب المنتفخة إلى حد التخمة، بل عن أولئك الذين قرروا المغامرة بعد أن اشتركوا مع بعضهم واقتصدوا في مصروفهم على مدار أشهر ليصنعوا الأمل وليستقبلوا العام الجديد بجلسة فرح مع الأهل والأصدقاء، فتقاسموا أرقام الفاتورة التي لم تكن متناسبة مع ما قدم لهم لا من حيث الأسعار ولا من حيث الجودة.
وفي السياق ذاته وما يمكن قوله هنا أن انتشار المطاعم بمختلف تصنيفاتها، واشتراكها جميعاً بالتعدي على الأرصفة يشكل ظاهرة مقلقة في جميع المناطق وخاصة في أبو رمانة والمالكي والشعلان واتوستراد المزة، وطبعاً القضية هنا لاتخص الاعتراض على الترخيص لهذه المطاعم التي تقدم الكثير من الخدمات وتؤمن فرص العمل للآلاف من الشباب، بل بالضوابط والنواظم المتعلقة بوجودها في المناطق السكنية، ومدى احترام أصحابها للآخرين، والتزامهم بالتراخيص الممنوحة لهم سواء من الوحدة الإدارية أو الجهات السياحية التي بدورها تغمض أعينها على التجاوزات المرتكبة بشكل فاضح.
وبالعودة لوقائع نهاية العام الاحتفالية لابد من التأكيد على أنه رغم تكرار المنغصات وتشابه المشاهد الحياتية مع الأعوام السابقة إلا أن ذلك لايمنع بقاء حضور بارقة الأمل في الحياة اليومية التي طالما أنهكت بالوعود وضاعت معالمها في زحمة القرارات التي لم تفرق مابين الأحلام والحقوق، مع أن هناك فرقاً شاسعاً بينهما؛ فهل سيكون هناك اختلاف حقيقي في التعاطي مع حياة الناس من قبل الوزارات المختلفة أم نعيد ونكرر كما في كل عام (المكتوب واضح من عنوانه)… وكل عام وأنتم بخير.
بشير فرزان