الصفحة الاولىصحيفة البعث

العلم الوطني يرتفع في “اليرموك” وتحرير مختطفين من اشتبرق.. واتفاق لإخراج الإرهابيين من ريفي حمص وحماة

 

على وقع الانتصارات الكبيرة التي يحققها أبطال جيشنا على كل جبهات القتال، وسط الانهيار الدراماتيكي للتنظيمات الإرهابية، رضخت تلك التنظيمات تباعاً لعقد اتفاقات تسوية مع الدولة السورية بعد أن انهار المشروع الصهيووهابي أمام ضربات قواتنا المسلحة الباسلة.
وغداة خروج إرهابيي مخيم اليرموك ورفع عناصر الجيش العلم الوطني فوق مبنى المحكمة فيه. تواردت معلومات أولية عن التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج المجموعات الإرهابية من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.
وينص الاتفاق على تسليم الإرهابيين السلاح الثقيل والمتوسط والعتاد والذخائر خلال مدة أقصاها يومين من تاريخ توقيع الاتفاق، وإخراج جميع الإرهابيين الرافضين للتسوية مع عوائلهم إلى جرابلس وإدلب خلال ثلاثة أيام وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية، كما ينص الاتفاق على دخول الجيش العربي السوري إلى المنطقة وعودة جميع مؤسسات ودوائر الدولة إليها، وفتح الطريق الدولي حمص حماة خلال مدة ثلاثة أيام اعتباراً من توقيع الاتفاق ويتم تأمين الطريق من قبل الجيش العربي السوري. كما تتعهد المجموعات الإرهابية المسلحة بتسليم كافة خرائط الأنفاق والألغام والدلالة على أماكن توضع المستودعات (ذخيرة – مواد متفجرة).
وفيما وصل صباح أمس 42 مختطفاً من قرية اشتبرق و5 حالات إنسانية من بلدتي كفريا والفوعة إلى ممر العيس جنوب مدينة حلب بالتوازي مع إخراج نحو 200 من الإرهابيين وعائلاتهم من مخيم اليرموك باتجاه ريف إدلب، حققت وحدات من الجيش خلال عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة الحجر الأسود جنوب مدينة دمشق تقدماً على محور الاشتباك الجنوبي الغربي بعد تدمير نقاط محصنة على خطوط الصد المتعددة التي أقامها الإرهابيون.
وإمعاناً في إيغاله في سفك الدم السوري اعتدى طيران “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن على قرية الفاضل قرب مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي ما تسبب باستشهاد وجرح عشرات المدنيين.
وفي التفاصيل، واصلت وحدات من الجيش عملياتها ضد إرهابيي داعش في منطقة الحجر الأسود وحققت تقدماً جديداً في الجهة الجنوبية الغربية حيث طهرت مزارع غرب الحجر الأسود وسيطرت على منطقة الأعلاف وعدد من كتل الأبنية بالجهة الجنوبية الغربية منها في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة في المحور الشمالي وسط سيطرة نارية على حديقة الباسل وتقهقر الإرهابيين باتجاه عمق المنطقة. فيما خاضت وحدات الاقتحام اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية التي استخدمت مختلف أنواع الأسلحة منها القناصات والهاون والرشاشات الثقيلة وغيرها للتأثير عبثاً في تقدم القوات.
وبين مراسل “سانا” أن الرمايات الكثيفة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة وغارات سلاح الجو طالت نقاط تحصن الإرهابيين وأوكارهم والخنادق التي يتسللون وينقلون الإمدادات اللوجستية عبرها وأسفرت عن تدمير نقاط محصنة وقطع العديد من محاور تحرك وإمداد الإرهابيين والقضاء على أعداد منهم وإصابة آخرين.

رفع العلم الوطني في مخيم اليرموك
إلى ذلك رفع رجال الجيش العربي السوري العلم الوطني فوق مبنى المحكمة في مخيم اليرموك وأدوا التحية العسكرية وسط هتاف العسكريين الذين مجدوا تضحيات الشهداء وعاهدوا الله والوطن وقائد الوطن على المضي قدماً في مهامهم الوطنية في الدفاع عن الوطن حتى تطهيره من الإرهاب.
وجاء رفع العلم الوطني فوق المحكمة في المخيم بعد ساعات على إتمام عملية إخراج 200 من الإرهابيين وعائلاتهم تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه أول أمس والقاضي بإخراج إرهابيي مخيم اليرموك إلى إدلب وتحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة ومختطفي قرية اشتبرق.

تحرير 42 مختطفاً
في الأثناء أفاد مراسل سانا من ممر العيس في ريف حلب الجنوبي بوصول حافلة تقل 42 مختطفاً جلهم من النساء والأطفال كانت التنظيمات الإرهابية اختطفتهم من قرية اشتبرق في منطقة جسر الشغور بإدلب وذلك برفقة سيارات من الهلال الأحمر العربي السوري حيث تم نقلهم إلى مشافي حلب للاطمئنان على صحتهم ومن ثم تسليمهم إلى ذويهم.
وارتكب تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المنضوية تحت زعامته في الـ 26 من نيسان عام 2015 مجزرة في قرية اشتبرق حيث قتل الإرهابيون ما يقارب مئتي مدني واختطفوا العشرات بينهم عائلات بكامل أفرادها في حين نزح المئات من أهالي القرية باتجاه المناطق الآمنة عبر الجرارات الزراعية وسيراً على الأقدام.
وعبر عدد من المختطفين المحررين عن سعادتهم الغامرة لتخلصهم من براثن الإرهابيين ووجهوا التحية لأبطال الجيش العربي السوري ولكل من ساهم في إنهاء معاناتهم، ولفتوا إلى أن أيام الاختطاف التي امتدت أكثر من سنتين كانت قاسية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى مضيفين أنهم قاسوا خلال هذه الفترة من جرائم الإرهابيين التي تصعب الكلمات عن الإلمام بفصولها وتفاصيل أيام الاختطاف.
وعبروا عن فرحتهم الكبيرة بلقاء الأهل مشيرين إلى أن هذه الفرحة ناقصة لأن العديد من أهالي قرية اشتبرق لا يزالون مختطفين من قبل الإرهابيين وتمنوا أن يتحرروا قريباً ويعودوا سالمين لأهلهم وأحبتهم.
ولفت المراسل إلى وصول 5 حالات إنسانية حرجة و18 من مرافقيهم عبر سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر العربي السوري من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين بريف إدلب إلى ممر العيس، مبيناً أن الحالات الإنسانية جميعها تعاني من إصابات خطيرة نتيجة الاعتداءات الإرهابية بالقذائف على البلدتين.
وكانت دخلت فجر أول أمس 22 حافلة إلى بلدتي كفريا والفوعة لنقل الدفعة الأولى من المحاصرين والمقدر عددهم ب 1500 مدني لكنها لا تزال داخل البلدتين حيث يتم التحضير لتجهيزها تمهيداً لإجلائهم باتجاه ممر العيس ومن ثم باتجاه مركز جبرين للإقامة المؤقتة على الأطراف الشرقية لمدينة حلب والذي جهزته الجهات المعنية بجميع المستلزمات الأساسية.
وأشارت مصادر أهلية من البلدتين إلى تخوف الأهالي من غدر التنظيمات الإرهابية واستهداف الحافلات التي تقل المحاصرين أثناء إجلائهم، معتبرة أن ذلك أمر طبيعي نظراً للفكر التكفيري لهذه التنظيمات التي استهدفت في نيسان من العام الماضي بسيارة مفخخة قافلة الحافلات التي كانت تقل الآلاف من أهالي كفريا والفوعة في منطقة الراشدين جنوب حلب ما تسبب باستشهاد وجرح المئات منهم.
وأشار عدد من ذوي الحالات الإنسانية الذين تم إخراجهم من الفوعة وكفريا إلى أن الحصار الخانق الذي فرضته المجموعات الإرهابية على أهالي البلدتين خلق معاناة إنسانية تمثلت بفقدان أو ندرة كل مستلزمات الحياة من مواد غذائية وأدوية ومشتقات نفطية ومياه ومستلزمات التعليم وغيرها، لافتين إلى أنهم اضطروا للبحث عن بدائل تضمن لهم سبل العيش مضيفين إن ذلك ترافق مع القذائف الصاروخية التي كانت الجماعات الإرهابية تطلقها بشكل دائم على المدنيين في البلدتين المحاصرتين.
وبين مراسل سانا أن تحرير المختطفين وإجلاء الحالات الإنسانية من اشتبرق وكفريا والفوعة تزامن مع خروج 5 حافلات باتجاه ريف إدلب تقل نحو 200 من الإرهابيين وعائلاتهم تم إخراجهم من مخيم اليرموك جنوب دمشق.
ورضخت التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها خلال الأشهر الماضية لسلسلة من الاتفاقات وفقا لشروط الحكومة السورية وتحت ضربات الجيش العربي السوري المركزة والمكثفة والتي أوقعت خسائر فادحة بهياكل هذه التنظيمات ومتزعميها في مواقع انتشارها في أرياف مدينة دمشق وعلى وقع الانتصارات التي سطرها الجيش خلال عملياته الهادفة للقضاء على الوجود الإرهابي بريف دمشق.

مجزرة جديدة لـ “تحالف واشنطن”
في غضون ذلك ذكرت مصادر أهلية من منطقة الشدادي أن طائرات تحالف واشنطن قصفت فجر أمس منازل المواطنين في قرية الفاضل ما تسبب باستشهاد 25 مدنياً بينهم رجلان طاعنان في السن والبقية من النساء والأطفال إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى. ولفتت المصادر إلى أن العدوان الجديد للتحالف تسبب بوقوع دمار في عدد من المنازل والممتلكات الخاصة بالأهالي.
ومنذ أن أنشأته واشنطن من خارج مجلس الأمن في آب عام 2014 اعتدى “التحالف الدولي” عبر طائراته عشرات المرات على الأحياء السكنية في الحسكة ودير الزور والرقة وأريافها ما تسبب باستشهاد وجرح مئات المدنيين ووقوع أضرار مادية بمنازلهم وممتلكاتهم إضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة في البنى التحتية والمرافق الحيوية.
وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين أكثر من مرة بالحل الفوري لـ “التحالف الدولي” غير المشروع الذي تأسس خارج إطار الأمم المتحدة ودون موافقة الجمهورية العربية السورية.