اقتصادصحيفة البعث

ألم يحن الوقت..؟!

الحكماء وحدهم يعرفون ماذا يريدون وكيف يديرون وبما يحقّقون، وبأي الوسائل والطرق يصلون إلى ما يريدون.
وتصبح الحكمة مطلباً ملحاً، خاصة حين يتعرّض الفرد، أو يتعرض المجتمع أو تتعرض الدول، لتحديات مصيرية غير مسبوقة التجربة والخبرة والحلول..
عن د ذلك المختلف تماماً، تمتحن المجتمعات والدول والشعوب، الامتحان الحقيقي، وفي مثل هذه الامتحانات، تظهر قدرة ومقدرة من ذكرنا على مواجهة المحن، فإما تنجح أو تفشل، ولا ثالث في الاحتمالات. هذا هو حال السوريين وسورية اليوم، وهم يطوون ثامن سنوات الحرب الإرهابية التي استهدفت كل تفاصيل حياتهم وإمكانياتهم ومقدراتهم على كافة الصعد والمستويات، وكذلك كل قطاعاتهم الاقتصادية وغير الاقتصادية.
ثماني سنوات من المواجهة والصبر الاستراتيجي السياسي والعسكري والاقتصادي والمجتمعي المعيشي، بحاجة اليوم، للمغاير عن كل ما سلف من مواجهة تقليدية، ونقول “مغاير”، ولاسيما بعد أن أخذت مفاعيل وآثار الجيل الرابع من الحروب الاستعمارية، تفعل فعلها. فعل لا يحتاج مجرد ردود فعل، بل للمختلف من سبل وطرق وآليات الردّ المتناسب مع غير المسبوق، وآخره قانون (قيصر) الذي وقّعه ترامب في التاسع عشر من شهر كانون الأول 2019، وتبيّن بالملموس أنه يستهدف تركيع الشعب السوري بوسائل الخنق الاقتصادي والمعيشي.
مرحلة جديدة من الحرب على سورية والسوريين، تتطلّب مفكرين اقتصاديين إستراتيجيين قادرين على استباق خطوات ومخططات الإدارة الأمريكية والغربية، بسياسات اقتصادية قادرة على تعظيم الإمكانات السورية القائمة والكامنة، والعمل على تفعيلها التفعيل الأفضل والأمثل، عبر ترجمة وتجسيد شعار “التوجه شرقاً” على أرض الواقع.
ولعلّ أولى الخطوات العمل على الاستفادة من النظام المصرفي الصيني الخاص، الذي استطاع التخلّص من الخضوع لرقابة نظام التداول العالمي المالي والمصرفي الأمريكي بنسبة أكثر من 30%.
ولعلّ من خلال تتبع أداء الحكومة المالي، نستطيع القول: إن الحكومة السورية إلى الآن لم تستطع التكيف مع النظام المالي الجديد، ومن الملاحظ أن الخبراء الاستشاريين، لدى الحكومة السورية، يعتمدون أساليب تعتمد على بعض الخروقات في النظام المالي الغربي.
وعليه ما نودّ إيصاله، هو أن على الحكومة تطوير أساليبها واكتشاف وتعلم ومعرفة كيف يمكن تحويل الأموال والسندات والتدفقات المالية، عبر النظام المالي الصيني، وخاصة في ظل التركيز على تدمير النقد الوطني..!، والسؤال: ألم يحن الوقت…؟!.
قسيم دحدل
qassim1965@.gmail.com