تحقيقاتصحيفة البعث

بسبب الإهمال والتقصير.. غرب الدريكيش بلا صرف صحي؟!

تعاني غالبية القطاع الغربي لمدينة الدريكيش تلوثاً يؤرق القاطنين منذ سنوات وعلى مدار الساعة، عدة كتل أبنية تعتمد على حفرة فنية يتم تنظيفها (عملية شفط) على حساب الأهالي الذين يطالبون بمشروع صرف صحي نظامي، علماً أنه لا يجب أن تعطى رخصة بناء دون وجود مشروع الصرف الصحي في المنطقة، وحتى الحي أو الشارع، على أن يتم إلزام المتعهدين بإنجاز المشروع، فلماذا لا يتم ذلك؟!.

أضرار وأعباء إضافية
“البعث” جالت بين الأهالي وفي المكان لتسمع المعاناة من أصحابها الذين تساءلوا: هل يعقل وجود الصرف الصحي في بعض قرى الدريكيش كبجنة الجرد، وبقعو، وفي مدينة الدريكيش يغيب المشروع، مشيرين إلى الأضرار السلبية والكارثية التي تحدثها “الجور الفنية” على المدى البعيد.
وتحدث الأهالي عن معاناتهم الطويلة منذ سنوات، حيث أكد أهالي حارة معمل الحرير على اعتماد الأبنية على جور فنية بسيطة جداً، مشيرين إلى الروائح النتنة التي تنتشر في المكان بشكل كبير، ولم يغفلوا البرغش والذباب الذي ينتشر، لاسيما في الصيف، وحدوث حالات اللشمانيا، وفي الشتاء الوضع ليس أفضل لأن الجور تفيض، وتنتشر الروائح داخل البيوت، مؤكدين أن كل جورة تخدم أكثر من ثلاثة أبنية، الأمر الذي يحتم “شفطها” باستمرار على حساب الأهالي الذين يدفعون ألفي ليرة في كل مرة، ما يرتب عليهم أعباء إضافية.

أبر مسكّنة
ويتابع الأهالي: مرة واحدة منذ أربع سنوات تم “شفط” الجورة من قبل البلدية، ولدى طرح الموضوع من قبل الأهالي على مجلس المدينة، كان الرد بأن موضوع الصرف صعب في المنطقة لأنها منخفضة، رغم تأكيد الأهالي على وجود مشروع صرف صحي في منطقة أخرى منخفضة كحارة معمل الحرير، معتبرين كلام المعنيين ذرائع وحججاً وأبراً مسكّنة.. سئم الأهالي من الوعود الوهمية، وتجلت أكبر مخاوفهم بعودة معمل الحرير للعمل، والذي ستنبعث منه روائح “قاتلة” حسب تعبيرهم، وتزيد طينتهم بلة!.

عدم اكتراث
نوّه الأهالي إلى الغابة التي نشأت إثر الجور الفنية، شجر عال يحتاج لقطع دون اكتراث من البلدية، تنمو الأعشاب والشوك بشكل كبير وسريع ومخيف، فالديس والشوك بالمكان مثل الغابة!.
وتبيّن أم غدير أن من يسكن بالقرية لا يعاني من هذا التلوث: جرذان، وحشرات، وأفاع، وبرغش، مضيفة: عند نشر الغسيل نجد حشرات تلتصق به: “لا أستطيع أن أشغل شفاط المطبخ فالروائح النتنة تدخل، ولا نستطيع تشغيل المراوح صيفاً، كما أننا محرومون من الجلوس أمام المنزل صيفاً، وكل ذلك بسبب الروائح “المقززة” المنتشرة، فإلى متى، تقول أم غدير”؟.

الدقارة تعاني
وفي قرية الدقارة تكمن معاناة أكثر من ثمانين شقة سكنية، أربع وحدات سكنية ضخمة ونظامية، بالإضافة إلى إعدادية المقلع، من عدم وجود صرف صحي، وامتلاء الجور الفنية منذ سنوات، وبالتالي طوفانها على الأراضي الزراعية، ويشير الأهالي إلى أنه منذ أربع سنوات تم إرسال كتاب لاستملاك عقار لا يمكن مرور الصرف إلا من خلاله كون منسوب هذا القطاع السكني أخفض من الطريق العام، وحتى تاريخه لا جواب، حسب أهالي القرية!.

قبل انتشار الكوارث
وأشار أحد المواطنين القاطنين مقابل الفرن الآلي إلى حالات السرطان المنتشرة بين النساء تحديداً، حيث أصيبت ست نساء بمرض السرطان، وإحداهن توفيت إثر التلوث الحاصل في المنطقة، كما تنتشر الحبة الحلبية، لاسيما في فصل الصيف، وأكد الأهالي على إصابة طفل بسرطان الرئة نتيجة مكب النفايات على طريق جنينة رسلان، وبناء عليه رحلت نفايات المكب إلى وادي الهدة بقرية يحمور في ريف طرطوس، متسائلين: هل ننتظر الكوارث لتحل لنبدأ بالعمل؟!.

أولويات العمل
وأوضح الأهالي أهمية المشاريع المنجزة في المدينة كالمنطقة الصناعية، وطريق طرطوس دريكيش، لكنهم يرون بأن الأولوية لمشاريع الصرف الصحي التي تبعد الأذى البيئي والضرر الصحي عن السكان، مشيرين إلى كثرة ينابيع المياه الملوثة جراء الجور الفنية التي تنتشر في القطاع الغربي للمدينة، ومسار الصرف الصحي شرق المدينة ينتهي إلى بحيرة موبئة في قرية بيت خميس!.
شكاوى الأهالي ومعاناتهم المستمرة والمزمنة كانت محور حديثنا مع م. سامي سويدان رئيس مجلس مدينة الدريكيش، حيث قال: إن حارة معمل الحرير والمنطقة الصناعية قيد الدراسة، كما تم استملاك مسار خط الدقارة– المزرعة منذ حوالي الشهر، وحالياً يتم الرفع الطبوغرافي لمسار الخط.

دارين حسن