أخبارصحيفة البعث

المقاومة الفلسطينية تهدي الطريق لكل المقاومين

تقرير إخباري   

رد الكيان الصهيوني على هجوم المقاومة الفلسطينية بالطريقة الوحيدة التي يعرفها: التصعيد الأعمى للوحشية والعنف الذي يميزه، حيث قرر بالإضافة إلى استمرار تفجيراته الواسعة، قطع كافة إمدادات المياه والغاز والكهرباء على كامل قطاع غزة، وبالتالي حرمان سكان يبلغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة من الظروف الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

لا يهم المدارس والمستشفيات ومباني الأونروا التي تكون بمثابة ملاجئ واهية للعديد من العائلات المتكدسة معاً دون سقف فوق رؤوسها، والبنى التحتية الأساسية لجميع أشكال الحياة الاجتماعية، سيكون الجميع حينها قادر على الحصول على فكرة عن التدابير النموذجية التي تليق بدولة يتم عرض الفصل العنصري فيها بكل رعبه ضد جميع السكان الذين تم أخذهم كرهائن، وهو ما يعكس الغضب الناتج عن إذلاله وهزيمته على الأرض، حيث أشاد بتكنولوجيته الأمنية القاتلة المشهورة والمباعة في تجارة مزدهرة في جميع أنحاء العالم، بعد اختبارها بشكل فاضح في الموقع على السكان الفلسطينيين.

وهنا من الضرورة بمكان التذكير بأنه في نظر القانون الدولي، فإن هذا يشكل جريمة حرب ضد الإنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا النظام الاستعماري، المثقل بالدعم غير المشروط الذي يتلقاه من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهما مثالان نموذجيان للماضي الاستعماري الأكثر دموية، قد زاد عدوانه الوحشي وانهال بقصف قطاع غزة على نطاق واسع. طوفان مدمر من النار.

وفي ضوء مواجهة ضخامة الوضع، بدأ المراقبون يدقون ناقوس الخطر من احتمال أن يؤدي الوضع الراهن إلى صراع أوسع نطاقاً يشمل الشرق الأوسط بأكمله أولاً،  الأمر الذي ستكون له عواقب  كبيرة، خاصةً أن الولايات المتحدة أعلنت إرسال حاملة طائراتها “جي فورد” لإلى مياه البحر الأبيض المتوسط، وذلك لدعم جيش الاحتلال الصهيوني في غاراته على غزة.

إذا كانت فلسطين المحتلة معرضة لخطر حقيقي من نكبة جديدة من النظام الاستعماري الإسرائيلي، الذي يدفع أكثره تطرفاً إلى هناك بانتظام، فإن العديد من الحكومات غير الغربية لا تنخدع بالسرد التاريخي وخطاباته المقنعة للكيان الصهيوني عن “أصوله الوهمية”، وتستنكر ممارساته الإجرامية، في حين أن تصريحات بعض القادة السياسيين الأوروبيين، لا يمكن إلا أن تشير إلى أن شعوب هذه البلدان مبنية على الأيديولوجية الاستعمارية، وإن التصريحات الفاحشة لبعض القادة السياسيين والإعلاميين هي في الحقيقة تجسيد للعنصرية التي يمارسونها.

هيفاء علي