حملة تشجير بعنوان “غرسة وفا” على طريق مطار دمشق الدولي الشوفي يلتقي الوفود المشاركة في مؤتمر اتحاد المعلمين العرب
دمشق- بسام عمار:
التقى الرفيق ياسر الشوفي رئيس مكتبي التنظيم والتربية والطلائع المركزيين، أمس، الأمين العام ورئيس اتحاد المعلمين العرب والأمناء العامين المساعدين ورؤساء النقابات والمنظمات النقابية العربية المشاركين في المؤتمر العام العشرين للاتحاد، فيما نظّمت وزارة التربية حملة تشجير بعنوان “غرسة وفا” في حديقة اتحاد المعلمين العرب على طريق مطار دمشق الدولي بمشاركة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وأعضاء المؤتمر.
ورحّب الرفيق الشوفي بالوفود المشاركة في دمشق قلب العروبة النابض، والتي كانت وستبقى أبوابها مفتوحة لكل الشرفاء والأحرار من العرب، وأعرب عن تقدير قيادة الحزب لانعقاد المؤتمر فيها، والذي عبّر عن أصالة أعضاء المؤتمر ومدى محبتهم وغيرتهم وحرصهم على التواجد مع زملائهم في نقابة المعلمين في سورية، وعلى عمق التعاون والمكانة التي تحظى بها سورية لدى الاتحاد وأعضائه، وأشار إلى الدور القومي للاتحاد، والذي كان دائماً مع المواقف والقضايا العربية المحقة في وجه المخططات والمشاريع الاستعمارية، الهادفة للنيل من أمتنا العربية وحضارتها وقيمها التراثية، منوّهاً بأن الاتحاد كان على الدوام داعماً لسورية في مواقفها الوطنية وفي وجه المخططات الرامية للنيل منها، وموقفه من الحرب التي تشن عليها موضع تقدير من الشعب السوري ونقاباته ومنظماته، وأضاف: إننا فخورون أن يكون تأسيس الاتحاد وميثاقه قد تمّ على الأرض السورية، ونحن عضو مهم وفاعل فيه، وسورية ستظل تقدّم الدعم والعون له لتحقيق أهدافه وبرامج عمله، والتي نحن اليوم بأمس الحاجة لتطبيقها في ظل التهديد الحقيقي لعروبتنا ولقيمنا التربوية، مشدداً على ضرورة أن يلعب الاتحاد دوراً أكبر في تعزيز العلاقات التربوية بين أعضائه من خلال زيادة اللقاءات والمنتديات والمؤتمرات التي تعالج الصعوبات التي تعاني منها عملية التربية والتعليم في الوطن العربي، وأن يعمل على تطويرها، وزيادة كفاءة وخبرة المعلمين والعاملين في حقول التربية والتعليم، والتمسّك باللغة العربية، ومواجهة الحملات الهادفة إلى تشويهها، والقضاء على الأمية التي هي سبب كل المشكلات وتخلف الشعوب، وخلق برامج تثقيفية وتوعوية تساهم في تكوين وعي قومي عربي مقاوم لكل ما يحاك من مخططات ومؤامرات تستهدف الأمة العربية، مؤكداً أن الشعب العربي السوري وقيادة حزب البعث يؤكدان اليوم، كما أكدا دائماً، على ضرورة تعزيز التضامن العربي لمواجهة هذه المخططات، والاتحادات والمنظمات والهيئات العربية هي أحد أهم هذه الوسائل.
وشدّد الرفيق الشوفي على ضرورة بذل المزيد من الجهد، والقيام بحملات التوعية والتنوير الموجهة إلى العاملين في الحقل التربوي والتعليمي العربي لمواجهة الفكر التكفيري الظلامي، مبيناً أن القيادة في سورية تقدّم كل الدعم لقطاعي التربية والتعليم، وهي حريصة كل الحرص على نجاحهما واستمرارهما في أداء رسالتهما، رغم التخريب والدمار الذي أصاب البنى التحتية لهذين القطاعين من قبل المجموعات الإرهابية التي أرادت أن تطفئ نور العلم والحضارة، فتمّ تدمير المئات من المدارس وبعض الكليات، واستشهد المئات من الأطفال والطلاب والمعلمين، إلا أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم، بسبب إصرار معلمينا وكوادرنا التعليمية على مواصلة عملهم، فبقيت مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا تفتح أبوابها، وبقيت العملية التعليمية تسير بشكل طبيعي، مشيداً بالدور الوطني الذي تقوم به نقابة المعلمين.
وكان مؤتمر الاتحاد تابع فعالياته، حيث تمّت مناقشة تقرير الأمانة العامة، والمتضمن التقرير الأدبي العام، والوضع التنظيمي العام وشؤون المعلمين، وواقع المجلس المركزي والهيئة التشاورية، والجانبين الثقافي والإعلامي، والعلاقات العربية والدولية، وواقع المعهد العربي للدراسات، ومشروع تعديل القانون الأساسي للاتحاد.
كما قام أعضاء المؤتمر بحملة تشجير على طريق المطار تحت شعار “غرسة وفا”، عبّروا من خلالها عن رغبتهم بالمشاركة بمرحلة إعادة الإعمار، وتأكيدهم على أن سورية قد انتصرت في الحرب التي تواجهها منذ تسعة أعوام.
وخلال أعمال المؤتمر التقت “البعث” بعدد من رؤساء الوفود المشاركة، حيث أعرب نقيب المعلمين في العراق عباس السوداني عن الشكر للقيادة السورية على استضافة المؤتمر ودعم الاتحاد، مشيراً إلى الاستهداف الإرهابي المشترك لسورية والعراق، رغم اختلاف أسماء التنظيمات الإرهابية، وأضاف: إن الاتحاد مع سورية في حربها ضد الإرهاب، والمعلم يحارب الإرهاب بالكلمة، بالتوازي مع حرب البندقية، منوّهاً بأن العلاقة بين سورية والعراق علاقة أخوة وتعاون ومصالح مشتركة.
وأشار فرج المرتضي، من ليبيا، إلى أن الاتحاد يريد من عقد المؤتمر في سورية دعمها في مواجهة الإرهاب، مبيناً أن أعضاء الاتحاد سيتشاورون في وضع الأفكار والاستراتيجيات، وتوحيد الرؤى لتحقيق ما يصبو إليه المعلمون العرب، ومواجهة الفكر التكفيري، وكشف مخططاته ومموليه وداعميه، مشدداً على ضرورة دعم المقاومة كونها العامل الحاسم في مواجهة الإرهاب والمخططات الصهيونية، لافتاً إلى أن المؤتمر سيحلل الواقع التعليمي في الوطن العربي والمناهج، ويحاول وضع الخطط لتطوير العملية التعليمية ورفع جودتها وتأهيل الكوادر.
وأكد المستوري القموري، الأمين العام المساعد للمعلمين في تونس، أن انعقاد المؤتمر بدمشق رسالة متعدّدة الأهداف نؤكد من خلالها أن سورية هي بوصلة عمل المعلمين العرب، وأنهم معها في مواجهة الحرب الإرهابية التي تواجهها، مبيناً أن جذور شجرة الزيتون التي تمّ غرسها ثابتة في الأرض، كذلك سورية ثابتة في مواقفها.
وأشار الصادق الرغيوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم في المغرب، إلى وقوف معلمي بلاده إلى جانب سورية وجيشها وقيادتها في مواجهة الإرهاب، حيث إنها تدافع اليوم عن الكرامة العربية، داعياً إلى ضرورة تطوير أداء اتحاد المعلمين العرب ليحقق الأهداف التي أنشئ من أجلها في تطوير المناهج العربية لتلبية متطلبات التنمية، ومواكبة كل جديد في العلوم والمعارف.
وأكد نقيب المعلمين وحيد الزعل أن المنظمات والاتحادات العربية هي أحد أشكال التعاون والتضامن العربي، والاتحاد من أهمها، منوّهاً بأن الاتحاد هو الوعاء الذي يجمع المعلمين العرب، واليوم نريد من خلال المؤتمر تدعيم الاتحاد بحيث يحقق الأهداف المرجوة منه، وتحقيق ما يصبو إليه المعلمون.