مجلسا الشورى وصيانة الدستور يصنّفان البنتاغون منظمة إرهابية
وافق مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، أمس، على مشروع قانون بصفة “عاجلة جداً”، لاتخاذ إجراء للرد بالمثل ضد أميركا، وذلك إثر اغتيال قائد قوة القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني، فيما صادق مجلس صيانة الدستور على مشروع القرار المستعجل لاتخاذ إجراء للرد بالمثل ضد أميركا. وبذلك تمّ تعديل قانون الإجراء المضاد، الذي تمّ إقراره من قبل البرلمان الإيراني في تاريخ 23 نيسان من العام الماضي، والمصنفة بمقتضاه القيادة المركزية الأميركية في المنطقة “سنتكوم” كمنظمة إرهابية، وذلك رداً على إدراج أميركا الحرس الثوري على لائحة “الإرهاب” حينئذ.
ووافق نواب المجلس بالإجماع على تعديل نص قانون الإجراء المضاد عبر إدراج كافة أعضاء وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون والشركات والمؤسسات التابعة لها والقادة والمتورطين بجريمة اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني على قائمة الإرهاب.
كما ألزم القانون الحكومة الإيرانية بتعزيز البنية الدفاعية لقوات القدس التابعة للحرس الثوري، وأعلن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أنه سيتم خلال الشهرين المقبلين تخصيص 200 مليون يورو لدعم قوة القدس.
في الأثناء، شارك ملايين الإيرانيين في تشييع جثمان الفريق سليماني في مسقط رأسه في كرمان جنوب شرق إيران، وشهد مطار كرمان استقبالاً حافلاً لجثماني سليماني ورفيق دربه العميد حسين بورجعفري.
وتم تشييع جثامين سليماني والمهندس ورفاقهما بمشاركة جماهيرية واسعة في مدن الكاظمية وكربلاء والنجف في العراق يوم السبت الماضي، ثم نقلت إلى إيران يوم الأحد، حيث تم تشييعها أولاً في مدينة أهواز مركز محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، ومن ثم في مدينتي مشهد وقم، قبل أن تصل إلى طهران، حيث أم قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي صلاة الجنازة على جثامين الشهداء، كما شارك الملايين من أبناء طهران في مراسم التشييع.
ومن طهران تم نقل جثمان سليماني وبورجعفري إلى كرمان، وكذلك نقل جثمان المهندس إلى أبادان ليشيع إلى حدود شلمجة الدولية ومنها إلى مدينة البصرة العراقية.
سياسياً، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنه كان على الأميركيين ألا يرتكبوا جريمة اغتيال الفريق سليماني ورفاقه، ولكن بعد أن تلطخت أيديهم بدمائهم، فإنهم مسؤولون عن جميع التداعيات الناجمة عن هذه الجريمة، وقال: إن المجلس الأعلى للأمن القومي وضع متابعة قضية الاغتيال على جدول أعماله.. ورغم أن اتخاذ القرار سيكون على أساس اعتبارات أمنية ودولية، لكن هنالك بالإجمال 19 قاعدة من ضمنها 11 قاعدة رئيسية أميركية في المنطقة نقوم برصد أدنى تحركات لها، مشيراً إلى أنه حين اتخاذ القرارات الاستراتيجية لا يمكن تحديد موقف دولة ما على أساس الانفعال، بل هنالك المئات من العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في ذلك، ولفت إلى أن لدى إيران 13 سيناريو للرد على الجريمة الأميركية
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن خروج القوات الأمريكية من المنطقة هو المصير الحتمي لاستهتار واشنطن التي تدعم الحرب، وتدّعي أنها تريد السلام والاستقرار، وقال، خلال مجمع الحوار في طهران: إن جريمة الاغتيال مقامرة أمريكية كبيرة ولم تكن انتهاكاً للسيادة العراقية فحسب، بل استهداف لأحد أركان الأمن في المنطقة، وأوضح أن سياسات واشنطن الخاطئة أدت إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن خطأ الحسابات لا ينحصر بها، بل يمتد إلى بعض حلفائها في المنطقة والعالم.
وشدّد ظريف على أن أمن المنطقة يتحقق بالحوار والتعاون بين دولها، لافتاً إلى أن مبادرة هرمز للسلام التي طرحها الرئيس حسن روحاني تعتمد على حاجة المنطقة لبناء أسس جديدة تعتمد على التفاهم بعيداً عن الاعتداءات لتحقيق السلام.
إلى ذلك قال ظريف في مقابلة مع شبكة سي. ان. ان الإخبارية الأمريكية: إن الولايات المتحدة انتهكت بجريمة اغتيال سليماني السيادة العراقية، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يحترم القانون الدولي، لافتاً إلى أن الأمريكيين غير مرحّب بهم في المنطقة.
دولياً، وصف مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الجريمة الأمريكية بأنها عمل غير أخلاقي، وقال: إن استهداف سليماني بضربة جوية أمريكية نفّذتها طائرة مسيّرة يتنافى مع القانون الدولي، مشدداً على أنه حان الوقت كي تتحد الدول الإسلامية لحماية نفسها من التهديدات الخارجية، فيما أدان مجلس السلم العالمي بشدة انتهاك الولايات المتحدة سيادة العراق واغتيالها القادة الشهداء، ووصف في بيان هذا العدوان بأنه تصعيد جديد للأوضاع في المنطقة من طرف الولايات المتحدة، وذلك بعد التصعيد الذي بدأته بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
ودعا البيان إلى الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سورية والعراق والدول الأخرى التي توجد فيها في المنطقة، وإغلاق كل القواعد العسكرية الأمريكية، مشدداً على إلغاء كل العقوبات الأمريكية المفروضة على شعوب هذه الدول.
إلى ذلك دعا نائب رئيس مجلس النواب التشيكي رئيس حزب الحرية والديمقراطية المباشرة توميو أوكامورا إلى سحب القوات التشيكية الموجودة في العراق في إطار حلف الناتو، محذّراً من أن تشيكيا يمكن أن يجري توريطها في حرب تتناقض مع مصالحها، ووصف عملية اغتيال سليماني بأنها “غباء يصل إلى حد الجريمة”، مشيراً إلى أن سليماني ساهم وبشكل بارز في إلحاق الهزيمة بتنظيم “داعش” الإرهابي.
وفي سياق متصل أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع أوراق برلمانية الالكتروني التشيكي أن 84 بالمئة من متصفحي الموقع يعتقدون بأن ما قامت به الإدارة الأمريكية من اغتيال للفريق سليماني كان عملاً مشيناً.
وفي سلوفاكيا جدد رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها إدانته الجريمة الأمريكية باغتيال سليماني، مؤكداً أن هذه الجريمة تعني عملياً أن الولايات المتحدة بدأت حرباً هجومية، وتقوم بتدمير السلام في العالم، وشدد على أن الأمريكيين يتصرفون الآن كمجرمين وعليهم ألا يشعروا بعد الآن بالأمان في المنطقة لأن ما قاموا به كان عملاً غبياً بكل المقاييس.
بدوره أدان الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا الجريمة الأمريكية، مؤكداً أن هذا الاعتداء يشكّل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي.
وفي تصريحات خلال زيارتها السفارة الإيرانية في العاصمة كاراكاس لتقديم التعازي باستشهاد سليماني، أعربت رئيسة الحزب تانيا دياز عن تضامن حزبها مع الشعب والحكومة الإيرانية، مشددة على أن هذا العدوان يشكّل تهديداً للاستقرار والسلام الدوليين، واعتبرت أن الولايات المتحدة تعلن الحرب من خلال العقوبات التي تفرضها على البلدان التي لا تخدم سياستها ومصالحها، مشيرة إلى أن واشنطن تستهدف الدول لنهب مواردها وثرواتها.