صحيفة البعثمحليات

عودة وحدة تعبئة الغاز إلى الإنتاج بعد غمرها أمطار غزيرة.. أضرار وانهيارات وسيول تجرف الأراضي الزراعية

 

 

اللاذقية – مروان حويجة
شهدت محافظة اللاذقية خلال الأيام الماضية هطولات شديدة الغزيرة هي الأغزر خلال الشتاء الحالي حيث سجّلت الهطولات معدلات تجاوزت المقابل لها من العام الماضي وأدى اشتداد الغزارات واستمرارها إلى تشكّل السيول التي غمرت مساحات واسعة ودخلت بعض المنازل كما سببت انهيارات وألحقت الأضرار، حيث استنفرت محافظة اللاذقية كل طواقم وفرق عملها وورشاتها لمعالجة الأضرار والآثار الناجمة عن الأحوال الجوية والهطولات الغزيرة.
فقد غمرت السيول الناجمة عن مياه الأمطار الغزيرة وحدة تعبئة الغاز في سنجوان بمدينة بمياه الأمطار الغزيرة ما أدى إلى توقف الإنتاج فيها في ساعات الصباح واستمرت حتى الساعة الثانية من ظهر أمس بعد التمكن من نزح المياه من الوحدة ونجاح الفنيين فيها من إعادتها للعمل بوقت استثنائي.
وأوضح مدير فرع الغاز سنان بدّور أن وحدة التعبئة والغرف الإدارية تعرضت للغمر نتيجة الأمطار الغزيرة المستمرة وتشكل سيول في الموقع تسببت في جرف نحو 2000 اسطوانة غاز لمسافة تصل إلى 3 كيلو متر من مبنى الوحدة.
ولفت إلى تعاون عمال الشركة مع وحدة حفظ النظام وفوج الإطفاء والدفاع المدني على تأمين الموقع وإعادة الأسطوانات المنجرفة مع فتح الطرقات والسواقي الممتلئة بالمياه التي أدت إلى إغلاق الطريق الرئيسي أمام الوحدة.
ونوّه مدير فرع الشركة بدور وحدة حفظ النظام التي تواجد رجالها بتوجيهات من محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم الذي حضر صباحا إلى معمل الغاز للوقوف على الواقع ومتابعة اتخاذ التدابير الضرورية و المتابعة المباشرة من قبل قائد شرطة المحافظة اللواء نبيل الغجري حيث بذل رجال حفظ النظام جهودا في تطويق الموقع ومنع بعض حالات السرقة لاسطونات الغاز المنجرفة إلى الطريق.
و كما أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها اللاذقية إلى حصول حالات غمر لأراض زراعية واسعة تسربت معها المياه لمنازل عدد من المواطنين فيها وخاصة على محور طريق الشاطئ الأزرق و مروج دمسرخو وقرية رأس شمرا وأدت الأمطار إلى اختناقات في تصريف المياه بعدد من شوارع اللاذقية ومنها أمام المرفأ ومديرية الجمارك ودوار الأزهري وطريق الشاطئ، الأمر الذي تمت معالجته عبر طواقم الطوارئ من شركة الصرف الصحي والدفاع المدني وفوج الإطفاء والخدمات والصيانة في مجلس المدينة بمؤازرة من مديرية الخدمات الفنية بالمحافظة.
واستنفرت جميع الجهات العامة المعنية طواقمها على مدار 24 ساعة لمعالجة الاختناقات في المدينة وتقديم المساعدة للأهالي، إلا أن الغزارات المطرية الشديدة أدت لاحقاً إلى فيضان المياه من الأراضي الزراعية والسواقي وخروجها إلى الشوارع العامة وخاصة على طريق الشاطئ أمام المدينة الرياضية واوتستراد دمسرخو وصولاً إلى رأس شمرا نتيجة امتلاء السواقي وعدم قدرتها على تصريف الوارد المائي الكبير، فيما كان للتعديات من قبل بعض المواطنين على العبارات وقنوات التصريف ومجاري الأنهار دور أساسي في حدوث حالات اختناقات وفيضانات في بعض المناطق.
محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم تابع أعمال جميع الجهات منذ ليل أول أمس عند دوار الأزهري وأمام اتحاد العمال وتفقد الإجراءات المتخذة للمعالجة صباح أمس في رأس شمرا وطريق الشاطئ الأزرق موجها بإجراء معالجات فورية وإزالة جميع التعديات على السواقي مهما كانت.
وتسببت الأمطار الغزيرة بانهيار منزل ومدجنة بانزياح كتلة ترابية على مساحة 7 دونمات تقريباً في بلدة فديو بريف اللاذقية ويتكون المنزل الذي سببت الأمطار الغزيرة بانهدامه من ثلاث طبقات ومدجنة فارغة قريبة منه دون حدوث إصابات.
وذكر قاطن المنزل صلاح حمدان وهو مستأجر المنزل مع اثنين من أبنائه وعائلتيهما ويعمل في الأرض المحيطة به منذ ست سنوات أنه شعر عند منتصف ليل” الثلاثاء ” بأصوات توحي بتصدع مبنى المدجنة القريبة من منزله ومع خروجه من المنزل شعر بحدوث تفسخات وأصوات أيضاً في أرضية بناء المنزل نفسه ما دفعه إلى إخلائه على الفور.
وقال حمدان : ” تمكنّا من الخروج بأمان” قبل أن تهبط الأرض المحيطة بالمنزل بكاملها وتتسبب بحدوث هذا الانهيار في المنزل ودون أن نتمكن من إخراج ” أثاثنا ومقتنياتنا”.
رئيس بلدية فديو المهندس سليم صقر أشار إلى حدوث عدة انهيارات ترابية في الأراضي الواقعة بين بلدية فديو وبلديتي الشلفاطية ومزار القطرية نتيجة الأمطار الغزيرة، مبيناً أن حوالي 7 دونمات تضم منزلا ومدجنة خفست بأكملها بأعماق تتراوح بين 3 أمتار و 10 أمتار ما أدى إلى تضرر البناء السكني مع المدجنة.
المحافظ السالم تفقد وقائد الشرطة اللواء الأضرار الناجمة عن انهيار التربة والأضرار التي لحقت بالمنزل والمدجنة وكلّف الوحدة الإدارية بالتعاون مع الوحدة الشرطية بالناحية لإجراء ضبط معلومات بالحادثة و بيان الأضرار والعائدية لمالكيها وفق القوانين الناظمة.