الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش الليبي يسقط طائرة تركية مسيّرة جنوب طرابلس

 

ساد هدوء حذر العاصمة الليبية طرابلس، في أول أيام الهدنة التي اتفق عليها طرفا الأزمة: قائد الجيش خليفة حفتر ورئيس ما يسمى حكومة الوفاق فايز السراج، وذلك بعد ثمانية أشهر من المعارك الضارية بين الجانبين، فيما أعلن الجيش الليبي إسقاط طائرة تركية مسيّرة جنوب العاصمة طرابلس.
وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة في بيان: “تمّ إسقاط طائرة مسيّرة تركية تحمل قذائف هاون من قبل الكتيبة 128 مشاة”، معتبراً أن “تحليق المسيّرة التركية يمثّل خرقاً لوقف إطلاق النار الذي أعلن طرفا النزاع في ليبيا الليلة قبل الماضية الالتزام به”.
وكان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أعلن وقف الأعمال القتالية في المنطقة الغربية من البلاد، والتي تشمل العاصمة طرابلس اعتباراً من يوم أمس، فيما أعلنت حكومة الوفاق موافقتها على وقف إطلاق النار.
وسبق أن أسقط الجيش الليبي العديد من الطائرات التركية المسيّرة خلال الأسابيع الماضية، فيما أظهرت صور تناقلتها وسائل إعلام محلية آليات عسكرية تركية مدمّرة، ومن بينها مدرعات ذات تصنيع تركي- إسرائيلي مشترك، كان رئيس النظام التركي أردوغان قد أرسلها إلى التنظيمات الإرهابية لدعم حكومة الوفاق، إلا أنها أصبحت مثار سخرية لدى الجيش الليبي الذي أطلق عليها تهكماً اسم “المدرعة لميس”.
واتهم الجيش الوطني الليبي ميليشيات الوفاق بخرق وقف إطلاق النار في أكثر من محور، مؤكداً التزام قواته بالهدنة.
وقال اللواء المبروك الغزوي القائد بقوات الجيش الوطني الليبي: إن “الميليشيات قامت بخرق الهدنة في أكثر من محور، بكل أنواع الأسلحة، بما فيها المدفعية، ونحن مازلنا ملتزمين بالبلاغ الصادر لنا من القيادة العامة كغرفة المنطقة الغربية، وننتظر أي تعليمات جديدة منها”.
وجاءت الدعوة لوقف إطلاق النار بعد تصعيد القتال حول طرابلس في الفترة الأخيرة، وتقدّم قوات الجيش الوطني الليبي داخل مدينة سرت، ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تقع على الساحل الليبي، ويأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة وقوى أوروبية لعقد قمة في برلين.
سياسياً، طالب عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي من البرلمان المصري اتخاذ موقف شجاع إزاء الأزمة، وقال خلال كلمة أمام البرلمان المصري: قد نضطر إلى دعوة القوات المسلحة المصرية للتدخل إذا حصل تدخل أجنبي في بلادنا، مؤكداً أن التدخل التركي لن توقفه بيانات التنديد.
بدوره، علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري أكد أن الأمن القومي الليبي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي المصري، ما يستلزم الوقوف بالدعم والمساندة للشعب الليبي.
أوروبياً، لفت رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أهمية التنسيق الأوروبي بشأن ليبيا، ودعا إلى تعزيز الاستقرار والسلام فيها، وتسريع الجهود لعقد مؤتمر دولي تعتزم برلين استضافته، في محاولة للبحث عن حل سياسي للأزمة الليبية.
وكانت القاهرة استضافت الأربعاء الماضي، اجتماعاً لوزراء خارجية مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص لبحث المستجدات في ليبيا.
وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي الناتو عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق، بينما يتنازع على السلطات حالياً طرفان أساسيان، هما حكومة الوفاق والحكومة الموازية العاملة في شرق ليبيا التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق والجيش الليبي بقيادة حفتر.