الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الحكايات الشعبية الجولانية

 

 

للحكايات الشعبية الجولانية أهداف متنوعة وأغراض مختلفة منها الإثارة والتسلية والتعليم والتهذيب فضلاً عن ثراء واستخلاص الحكم والعبر من التجارب الحياتية للآخرين؛ وإضفاء المرح والطرافة على الجلسات والدواوين في الأماسي العشيات وليالي الشتاء الطويلة. وهناك حكايات مخصصة للأطفال يطغى عليها جموح الخيال والعوالم الغريبة العجيبة الساحرة ترويها الأمهات والجَدّات للأطفال قبل أن يخلدوا للنوم؛ وأخرى للكبار.
تدعى حكايات الأطفال الخَراريف وهي جمع خُرافة. ينسب بعضهم الخُرافة لمرض الخَرَفِ الذي يصيب بعض كبار السن. وهناك من ينسبها لرجل اسمه خُرافة من بني عذرة؛ اختفى وغاب عن أهله عدة شهور. وعندما عاد ادّعى أن جماعة من الجن قد خطفوه؛ لأنه تسبب بأذية ابنة مليكهم عندما دلق ماء مغلياً ليلاً على الأرض التي كانت تتخفى بها. وعاش خرافة بمملكة للجان؛ ورأى الأعاجيب من أشكالهم وألوانهم وقاماتهم وعاداتهم وأشكالهم وتقاليدهم وأفراحهم وتزاوجهم ونظامهم الاجتماعي حتى أفرجوا عنه ؛ وعاد لدياره؛ وبدأ يحدّث قومه بحكايات غريبة عن الجن. وصار الناس عندما يستهجنون حديثاً يتندرون قائلين: مثل حديث خرافة. ومع الزمن صار اسم خرافة عنواناً لكل حديث عن الجن والمعجزات والغيلان والسحر والقوى الخارقة. لذلك تزخر الحكايات الشعبية للأطفال بالغرائب والمخلوقات العجيبة المنقرضة والمتخيلة والأفعال التي تحتاج خيالاً جانحاً يرقى لها. أما حكايات الكبار فيتملّى فيها المتلقي الحكمة بأجلّ صورها؛ ويكتشف مفاعيل الفكر الناضج والعقل الراجح في حل المعضلات التي تواجه الإنسان. والمرأة شاخصة متميزة فاعلة ومؤثرة في الحكايات الشعبية الجولانية التي تمجّد مكارم الأخلاق كالكرم والإقدام والشجاعة والمروءة وتعيب الأفعال الدنيئة المشينة؛ وتُصور علاقات الناس وأعمالهم، و تزخر أيضاً بالحكم والأمثال والشعر والأغاني.
محمد غالب حسين