الصفحة الاولىصحيفة البعث

الشورى: لن نسمح باستغلال حادثة الطائرة الأوكرانية لاستهداف الحرس الثوري

 

عزّى الحرس الثوري وقوة القدس جميع عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة، وأكدا وقوفهما إلى جانب العائلات، مشددين على أنهم لن يسمحوا لأعداء الشعب الإيراني، أمريكا والكيان الصهيوني، بالانتقام من الشعب الإيراني بحجة الطائرة، وتوعّدا بالتصدي لمؤامرات الأعداء وحماية أمن إيران والإيرانيين، فيما أكد نواب مجلس الشورى أن طهران لن تسمح للأعداء باستغلال واستثمار قضية سقوط الطائرة الأوكرانية ضدها، معربين عن دعمهم الحازم للحرس الثوري وبرامجه في حماية الشعب والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأوضح المجلس، في بيان أصدره أمس ووقّع عليه 186 نائباً إيرانياً، أن الهجوم الصاروخي الأخير للحرس الثوري ضد القوات الأمريكية أذهل العالم بكسر هيبة واقتدار أمريكا، وكان الثمرة الأولى لدم أكبر قادة الحرس الثوري الفريق قاسم سليماني الذي كرّس حياته مع رفاقه عقوداً من الزمن للحفاظ على استقلال الشعب الإيراني وبلاده، كما كان هذا الهجوم الأول من نوعه بعد الحرب العالمية الثانية، وأضاف البيان: وبعد أن تذوّق الشعب الإيراني حلاوة هذا الانتصار الكبير حلّ الخبر المحزن بسقوط طائرة الركاب الأوكرانية، التي راح ضحيتها عدد من مواطني إيران ودول أخرى، لافتاً إلى تعاطف النواب الإيرانيين مع الأسر المفجوعة جراء هذه الحادثة الأليمة.
هذا وبعد أيام من الغموض حول أسباب سقوط طائرة الركاب الأوكرانية غرب العاصمة طهران، حسمت إيران الجدل، وأعلنت أن خطأ بشرياً من قواتها المسلّحة أدّى إلى إطلاق صاروخ باتجاه الطائرة المدنية وإصابتها.
من جانبه، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أنه من غير الممكن إخفاء مسببات حادثة الطائرة الأوكرانية من الناحية الفنية، مشيراً إلى أن “الجمهورية الإسلامية وفّرت كل الظروف اللازمة للدول المعنية في قضية الطائرة للمشاركة في التحقيقات من دون أي قيود”، مضيفاً: إن القوات المسلحة الإيرانية تعتبر نفسها صاحبة هذا المصاب الوطني، فيما قال قائد الحرس الثوري في إيران، اللواء حسين سلامي: إن “الجميع كانوا على أهبة الاستعداد لضرب أهداف أمريكية، ومن أطلق الصاروخ باتجاه الطائرة تصوّر أنها صاروخ “كروز”، وأضاف: “إننا سنقيم مراسم تشييع تليق بشهداء الطائرة، وسنقدّم اعتذاراً لعوائلهم وجهاً لوجه”.
بالتوازي، استدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني في إيران روبرت ماكيير احتجاجاً على مشاركته في تجمع غير قانوني أمام جامعة أمير كبير وسط طهران، أول أمس، في وقت جرت فيه احتجاجات شعبية أمام السفارة البريطانية تنديداً بسياسات لندن العدائية ضد إيران.
وأفادت الدائرة العامة للإعلام في وزارة الخارجية بأن مساعد وزير الخارجية والمدير العام لدائرة أوروبا في الوزارة قام باستدعاء السفير البريطاني في طهران لقيامه بسلوك غير متعارف عليه وحضوره تجمعاً غير قانوني، حيث ذكر الجانب الإيراني السفير ماكيير بأن حضور السفراء المعتمدين للدول في التجمعات غير القانونية لا يتلاءم على الإطلاق مع مسؤولياتهم كممثلين سياسيين عن بلادهم، ويتعارض مع نص معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961، مؤكداً أنه يتوجب على الحكومة البريطانية تقديم التوضيحات اللازمة بهذا الشأن.
بدوره كشف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أنه تمّ اعتقال السفير البريطاني لفترة قصيرة أثناء مشاركته في التجمع، موضحاً أن الشرطة أبلغته بإلقاء القبض على شخص يدّعي بأنه السفير البريطاني في إيران، وعندما تمّ التواصل معه هاتفياً والتأكد من صفته تمّ الإفراج عنه بعد ذلك بقليل.
إلى ذلك تجمّع متظاهرون إيرانيون أمام السفارة البريطانية في طهران احتجاجاً على سياسات لندن العدائية ضد إيران، مطالبين بطرد السفير البريطاني من البلاد لدعمه مثيري الشغب في البلاد، ورددوا هتافات تندد بسياسات بريطانيا العدائية تجاه طهران.
في الأثناء، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن طهران لم تطلب من أحد اتخاذ خطوة ضد أمريكا رداً على جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، مشيراً إلى أنها تعلن عن أي خطوة تتخذها، وقال: إن الأمريكيين قاموا بعمل لم يتصوّروا أنه يحمل هذا المدى من القلق، مضيفاً: إنهم أعربوا لنا عن قلقهم عبر وسائط مختلفة، وبيّن أنه إذا أرادت أمريكا إزالة هواجسها، فعليها سحب قواتها وتوجيه رسالة إلى بلدان المنطقة بهذا الشأن، لافتاً إلى أن إيران تعلن بشفافية ووضوح عن خطواتها كالعملية الصاروخية ضد قاعدة عين الأسد واستهداف الطائرة الأمريكية المسيّرة وإيقاف السفينة الأجنبية.
إلى ذلك، كشفت قناة “فوكس نيوز” الأمريكية أن عناصر في القوات الخاصة الأمريكية كانوا يتتبعون موكب الفريق قاسم سليماني لدى خروجه من مطار بغداد الدولي قبيل اغتياله، وأضافت: إن هؤلاء العناصر كانوا على بُعد أقل من كيلومتر واحد من الموكب عند استهدافه، ثُم وصلوا إلى موقع الهجوم والتقطوا صوراً.
القناة عرضت صوراً حصرية أظهرت بعض المتعلقات التي كانت بحوزة الشهيد سليماني، وقالت: إن القوات الخاصة صادرت بقايا الهاتف المحمول الخاص به.