قيادة الحزب ومجلس الشعب: تحرير المناضل المقت انتصار لإرادة المقاومة
دمشق- البعث:
هنّأت القيادة المركزية للحزب المقاوم صدقي المقت بالحرية، وبتصميمه على متابعة الكفاح حتى التحرير، مشيرة في بيان إلى أن تحرير المناضل المقت ورفيقه من سجون العدو الصهيوني له عدد من الدلالات، ويؤكّد عدة حقائق: إن ما حصل هو عملية تحرير بكل ما في المصطلح من معنى، فهي حصلت رغم أنف العدو الصهيوني الذي كان يريد بقاء المقت في سجنه، وما يؤكّد ذلك أن عملية التحرير جاءت نتيجة إرادة قوية وتصميم وضغوط كبيرة امتدت فترة من الوقت حتى توّجت بالنجاح، وأن هذه العملية تمت بالشروط السورية وليس بشروط العدو، وقد أكد المقاوم صدقي المقت هاتين الحقيقتين في أولى كلماته أمام أبواب المعتقل، حيث قال: “لقد عرض عليّ العدو الخروج بشروطه، أي عدم الذهاب إلى مجدل شمس، وإنما إلى دمشق، وذلك لنفيي ومنعي من استمرار المقاومة، عندها تصوّرت أن القائد بشار الأسد يضرب الآن بقبضته على الطاولة بكل تصميم، ويقول: لا يخرج المقت إلا بشروطنا، شعرت بأن جدران السجن اهتزت، فاستجمعت قوتي، وقلت: لا أخرج إلا بشروطي العربية السورية، وهي العودة إلى مجدل شمس لمتابعة النضال حتى التحرير القريب”.
وأضافت قيادة الحزب في بيان: تؤكّد العملية أن القائد المفدّى بشار الأسد يهتم بالمقاومين حيثما كانوا، وخاصة في سجون العدو، ولا يشغله عنهم قيادته اليومية لعملية التصدي لأكبر الحروب على سورية وأبشعها. ويأتي هذا من إيمانه بأن المقاومة لا تتجزأ، وأنها تتشكّل من تضحيات الأفراد التي تتكامل في إطار تضحيات الشعب بكامله، وتابع البيان: إن هذه العملية جاءت نتيجة للانتصارات التي يحققها جيشنا الباسل، وهي انتصارات عززت مكانة سورية وإرادتها عند حلفائها وأصدقائها، وأرهبت أعداءها الذين يضطرون مرغمين لسماعها، وقد وجّه المقت فور خروجه تحية إكبار إلى شعبنا العربي السوري العظيم وجيشنا البطل، الذي لولا صموده وتصديه في حرب غير مسبوقة لكان من الصعب إتمام عملية التحرير، مشيراً إلى أن القدرة على تحرير المقاومين إشارة إلى أن تحرير الأرض قريب، وهو ما عبّر عنه الأسير المحرر عندما أكد أنه عائد ليكمل طريق المقاومة مع رفاقه حتى تحرير الجولان كاملاً..
وأردف البيان قائلاً: إن سورية، إذ تواجه المحتلين الأمريكيين والأتراك والناتـو بـكامله مع عملائه وأذنابه وإرهابييه، تؤكّد أن همها الأول هو مواجهة العدو الصهيوني المحتل وتمسّكها بالقضية الفلسطينية، ولقد حمّل المقت من سجنه تحيات التقدير لسورية وللسيد الرئيس من الأسرى الفلسطينيين الذين عبّروا له عن اعتزازهم بانتصارات الجيش العربي السوري التي هي انتصار لفلسطين والعروبة، وأشار إلى أنه بعد استشهاد الفريق قاسم سليماني ورفاقه، وما حصل من عقاب مرّغ رأس الولايات المتحدة وهيبتها في التراب، يأتي تحرير المقت ليعزّز وحدة المقاومة ووحدة تصديها للعدو الواحد، وليؤكّد أن هيجان قوى الهيمنة والعدوان ضد سورية وحلفائها، إنما هو دليل على أن المقاومة أضحت ظاهرة متطوّرة تخيف هذه القوى، ولقد وجّه المقت تحيات الإجلال إلى روح الشهيد سليماني ورفاقه وعزاءه إلى الشعب الإيراني المقاوم.. وأكد بيان قيادة الحزب أن تحرير المقاوم صدقي المقت وإصراره على متابعة المقاومة هي ظاهرة تشير إلى اعتزاز المقاومين وفخرهم، وأن المقاومة أرخص كلفة وأعظم نتيجة من الذل والخوف والهوان، كما أن ما حصل بعد استشهاد سليماني من تصاعد وهج المقاومة وتصميمها يؤكّد الحقيقة ذاتها..
وخاطب حزب البعث أشقاءنا في الجولان المحتل ليؤكّد لهم أن “شمس التحرير لا بد أن تسطع، وأن شعبكم العظيم وجيشكم البطل وقائدكم الشجاع الحكيم يتصدون للعدو نفسه، الذي ظن أن سورية يمكن أن تستسلم إذا حشد كل قواه في مواجهتها، فخاب ظنه وتلاشت أحلامه، وأن كفاحكم اليومي مكوّن مهم في التصدي التاريخي الكبير الذي يؤديه الشعب العربي السوري ضد أعدائه وأعداء العروبة”.
مجلس الشعب: تحرير المناضل المقت انتصار جديد
كما نوّه مجلس الشعب بصمود المناضل المقت الذي بقي شامخاً على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الأسر في معتقلات الكيان الصهيوني كشموخ سورية، ما جعل قضبان زنازين الاحتلال تصدأ أمام إرادته الصلبة في مواجهة الممارسات القمعية والوحشية للكيان الغاشم، مؤكداً أن المناضل المقت استطاع إجبار العدو على إطلاق سراحه دون شروط ليثبت أن أبناء سورية المنتصرة لا يرضخون، ولا يرضون بغير الانتماء العربي السوري بديلاً.
ورأى المجلس في بيان أن تحرير المقت انتصار يتزامن مع انتصارات الجيش والشعب بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، الذي كان لاهتمامه ورعايته ودعمه للمناضلين والمقاومين والمغيّبين في سجون الاحتلال الدور البارز في تعزيز صمودهم وإرادتهم، مؤكداً أن سنوات الأسر الطويلة لم تزد البطل المقت ورفيقه الأسير المحرر أمل أبو صالح إلا صموداً وتضحية وكبرياء.
وتوجّه المجلس بالتهنئة والمباركة لأهلنا في الجولان العربي السوري المحتل وللمناضل المقت ورفيقه أبو صالح وعائلاتهم وللشعب السوري الأبي والجيش الباسل، صانع الانتصارات على امتداد ساحات الوطن، معاهداً إياهم على الاستمرار بحمل قضية الأسرى في المحافل البرلمانية الدولية حتى عودتهم للحرية وتحقيق الأهداف التي ناضلوا من أجلها في مواجهة كل محتل وطامع بأرضنا الطاهرة وصولاً لتحرير آخر شبر منها.
وفي بيروت، أكد الرئيس اللبناني السابق العماد إميل لحود أن تحرير الأسير المقت وعودته إلى الجولان السوري المحتل سجّل علامة مضيئة، وقال في بيان: “إن المقت استمد حريته من كرامته التي تمسّك بها وصلابته التي لم يتخل عنها”، معرباً عن الأمل في أن يسهم في تحرير ما تبقى من الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
كما أعرب لحود عن تهنئته للدولة السورية بتحرير الأسير المقت الذي عاد إلى أرضه في الجولان المحتل بطلاً منتصراً على سجانيه.
وتمّ صباح يوم الجمعة الماضي تحرير الأسير المقت دون شروط بعد 32 عاماً قضاها في سجون الاحتلال، ليعود إلى مسقط رأسه في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، كما تمّ تحرير الأسير أمل أبو صالح، وعاد إلى الجولان بعد سنوات في سجون الاحتلال.