أوبريت “موزاييك سورية من السما” رسالة انتصار سورية
المعركة الافتراضية بين الجيش العربي السوري والإرهابيين التي نُفذت على مسرح الأوبرا بمهاجمة دبابة أبطال جيشنا دبابة إرهابيي داعش، وأحرقتها لترفرف مروحية السلام ويرفع العلم العربي السوري، تختزل مسيرة الحرب الإرهابية على سورية بدقيقة واحدة وبتقنيات لم تستخدم سابقاً في سورية وربما في المنطقة برمتها. كما ذكر وزير الإعلام عماد سارة في كلمته التي ألقاها ضمن فعالية “موزاييك سورية في السما” في دار الأوبرا، والتي توجت انتصار سورية بالتأكيد على تلاحم جميع الطوائف والانتماءات والأقليات المشكّلة لموزاييك المجتمع السوري.
وقُسّم الحفل إلى قسمين الأول يتعلق بالنسيج الوطني السوري، والثاني يتعلق بالدراما الإذاعية، حيث كرم مجموعة من الإعلاميين وفناني الإذاعة بمبادرة إيجابية وخيارات عادلة بالإضافة إلى عرض مسرحي أدائي ضخم –تأليف وإخراج د. تامر العربيد- دمج بين الفنون مكوناً لوحة بانورامية بصرية للسينما والصور والرقص التعبيري والفلكلوري والتمثيل المباشر والحوارات الثنائية والموسيقا بالعزف المباشر والموسيقا التسجيلية والغناء والشعر المحكي، ليتقاسم دور البطولة الفنان فادي صبيح الذي ردد مفرداته المتكررة بأعماله “خيو، عمنا” وأخذ دور السارد على المسرح لدور المصوّر الصحفي الذي يجول جغرافية سورية بكل مناطقها بفنية مباشرة تربط بين السرد الذي اتخذ طابع الزجل وبين متتالية الصور على الشاشة التي صوّرت حضارات سورية القديمة وتوقفت عند أبجدية أوغاريت، ومن ثم تدور الكاميرا في مختلف المحافظات لتتناغم مع العروض الراقصة.
طائرالفينيق والتراث
ويدخل صوت فنان الشعب رفيق سبيعي في المتتالية ليؤكد بأن سورية كانت وستبقى عبْر التاريخ المنتصرة، وبدأ العرض مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله بمرافقة الكورال الذي ضم جوقة شام وجوقة غاردينيا، وبدا حضور الناي بالتوليفة الموسيقية لوصلة جامعة للتراث السوري من كل المناطق وتعبّر عن ألوان موسيقية مختلفة، وترافقت مع الرقص التعبيري لفرقة أنيما للرقص التعبيري، وعلى وقع الموسيقا التسجيلية قدمت فرقة آشتي الكردية للتراث رقصة لأغنية عاطفية تمت ترجمتها على الشاشة لترتسم كلماتها على جمالية انسيابية مجرى الفرات، وبإيقاع حيوي متسارع توازى خط الراقصين مع خط الراقصات الملوحات بالمنديل، ثم شكلا ثنائيات تميزت في مواضع بالرقص بالمكان، إلى نغمات البزق والرقص المردلي والجزراوي.
ومنها إلى القامشلي والأغنيات السريانية التي تميزت بموسيقاها الجميلة وبعض مفرداتها المتآلفة مع العربية مثل “حبيبتو” فرقصت فرقة برماية للتراث السرياني الآشوري على وقع أغنية “انتظرتك من الشرفة”، ثم جالت الكاميرا قرى الجولان ومن مقولة الشراكس “من لم يتعلم فنّون الرقص لا يتقن فنون القتال”، فاستحوذت فرقة الجمعية الشركسية على إعجاب جمهور الأوبرا ابتداء من الصوليصت التي رقصت على رؤوس أصابعها، إلى ثنائيات المبارزة بالزي الشركسي والقلنسوة، إلى اللوحة المفاجئة بإتقان الفتيات فنون القتال والمبارزة بالسيف وصولاً إلى الفقرة الأخيرة وخلع القلنسوة الفرو البيضاء عن شعورهن الطويلة، تعزيزاً إلى قوة ومكانة المرأة.
وإلى قلعة حلب ينادي صبيح آرتين فيصدح صوت السارد الأرمني بكلمات ترجمت على صور جغرافية الشهباء، وسبقت فرقة التراث الأرمنية ميغري التي رقصت على وقع الأغنية بإسقاط مباشر على واقع الأرمن السوريين، الذين يؤمنون بأن سورية التي احتضنتهم من الإبادة الأرمنية تمثل وطنهم الثاني بالعلم العربي السوري المرفرف.
دراما إذاعية
وتحية إلى الإذاعة أفردت لوحة خاصة بتمثيل مشهد من تمثيلية إذاعية على المسرح بأداء مباشر تظهر خصوصية وتقنيات الدراما الإذاعية، وتلامس الواقع وتحكي عن العمليات العسكرية النهائية لتحرير إدلب من خلال حوارية الوداع بين أحد أبطال الجيش العربي السوري ووالده وزوجته –الفنانة ريم عبد العزيز بصوتها تودعه.
واختُتم العرض بلوحة متكاملة ضمت كل الفرق مع أبطال الجيش العربي السوري بغناء “راياتك بالعالي ياسورية، وصدى صوت رفيق سبيعي” سمر السواعد للوطن حراس، حكايات مجد وعزّ، تحكي وتبني يا وطن والزمن شاهد” لتعلو صورة السيد الرئيس بشار الأسد في مواقع القتال، اللوحة التي تحمل رسالة انتصار سورية بتضافر الجيش العربي السوري والمجتمع.
أبطال الجيش
وقد استهل السيد وزير الإعلام عماد سارة الفعالية بكلمته التي بيّن فيها تضحيات أبطال الجيش العربي السوري قائلاً “يا لخجل مفردات اللغة العربية أمام تضحياتهم، ثباتهم، كبريائهم، انتمائهم لهذا الوطن، كما أثنى على الدراما الإذاعية ووصف الإذاعة السورية بالصديق المقرب إلى المواطن السوري، وأشاد بدورها برفع الوعي السياسي والثقافي والاجتماعي والوطني، وركز على رفع سوية الوعي الوطني لمختلف وسائل الإعلام لتحصين مجتمعنا من استراتيجية الاختراق، وتابع بأن هذه الاستراتيجية اصطدمت بالنسيج الوطني السوري، وكانوا يعتقدون أنه من السهل اختراقه لأنه منوع وملون، إلا أنهم اكتشفوا أنه معشق ومتماسك بالعلم العربي السوري.
المكرمون
وضمن الحفل تم تكرّيم مجموعة من الإعلاميين القدامى والمخضرمين العاملين بمختلف مجالات العمل الصحفي للإعلام المرئي والمسموع والمقروء والتصوير الصحفي والتحليل السياسي، كما كُرّم إعلاميون شغلوا مناصب إعلامية، منهم إلياس مراد وفايز الصايغ ود.صابر فلحوط، وغيرهم، وبعض الفنانين الذين أثروا الدراما الإذاعية منهم: توفيق اسكندر عزيز وأحمد مللي وفيلدا سمور ووفاء موصلي والفنانة الكبيرة إنطوانيت نجيب، وصولاً إلى التكريم الجماهيري الكبير للفنان دريد لحام والإعلامي جورج قرداحي الذي أهدى تكريمه إلى شهداء وجرحى الجيش العربي السوري، وعبّر في كلمته عن سعادته بالتكريم مؤكداً أن سورية في قلب كل عربي مخلص، ومن أجل المشرق العربي المعقد كُتب على سورية أن تكون سيف الحق وتقف في وجه الشر والظلم والإرهاب والكفر، ومن أجلنا جميعاً كُتب على سورية أن تنتصر في الماضي والحاضر والمستقبل.
وبين المايسترو عدنان فتح الله للبعث أن الأستاذ محمد عثمان قام بإعداد وتوزيع الوصلة الجزراوية المؤلفة من ثلاث أغنيات من تراث الجزيرة بتأليف المقدمة والقناطر الواصلة بين الأغاني فبدت من نسيج الأغنية، وتحمل هويتها رغم أنها مؤلفة حديثاً، إضافة إلى طريقة معالجته عزف الوتريات هذا الوزن الصعب الذي لم نعتد عليه، ودرب الكورال على اللفظ الصحيح لمفردات مناطق الجزيرة السورية.
ونوّه إلى أن البانوراما السورية عمل قديم من أرشيف الفرقة الوطنية للموسيقا العربية، أعدّه نزيه أسعد ووزعه كمال سكيكر لمجموعة أغنيات من التراث، وأضافت فرقة أنيما بتصميم محمد شباط رقصات ملفتة رافقت البانوراما والوصلة الجزراوية.
بلد الموزاييك
وانطلق مخرج العرض ومؤلفه د.تامر العربيد من مقولته “سورية بلد الموزاييك المتنوع”، والأهم أنه لا لون يلغي الآخر وقيمة سورية بتنوع نسيجها وألوان الطيف فيها، وأوبريت “موزاييك سورية من السما” بمشاركة مئتين وخمسين مشاركاً بالعرض تقول: إن سورية قدرها قدر طائر الفينيق بألوانه كلما اشتدت عليه الشدائد يقوم أقوى وينتصر.
وتحدثت مدربة فرقة ميغري الأرمنية آزاد سفريان بأن اسم الأغنية” ييراكوين” تتغنى بأرمينيا ومدنها وقراها وبأبطالها وتتضمن الصلاة المعتادة لدى الأرمن، وسورية هي موطن الأرمن السوريين فاخترنا هذه الأغنية.
ملده شويكاني