بعد موجة الحرائق.. عواصف رملية تضرب أستراليا
لا تزال أستراليا تعاني من كوارث طبيعية حادة، إذ شهدت مناطق منها، وخاصة مدينة ملبورن عاصمة ولاية فكتوريا، بجنوب أستراليا- وعلى خلفية تواصل الحرائق المدمّرة واسعة النطاق- عاصفة رملية قوية، أعقبها تساقط البرد بحجم هائل، وأمطار غزيرة كبيرة، الأمر الذي تسبب باضطرابات في مباريات بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب.
وتأتي موجة العواصف هذه بعدما شهدت أستراليا، قبل أيام، حرائق غابات كبيرة، ويقدّر الباحثون أنه قد يكون نفق مليار حيوان جراء الحرائق.
وتداول نشطاء ووسائل إعلام محلية لقطات مثيرة تظهر العاصفة، وهي بمثابة جدار رملي بارتفاع مبنى مؤلّف من عشرة طوابق، ورافقتها رياح وصلت سرعتها إلى 107 كيلومترات في ساعة، فيما طلبت أجهزة الطوارئ من السكان وضع السيارات في مكان آمن وعدم ركنها تحت الأشجار أو تحت خطوط التيار الكهربائي، بينما شهدت مدينة كانبيرا تساقطاً عنيفاً لحبات برد تسببت باقتلاع أغصان الأشجار.
وحثّ مكتب الأرصاد الجوية السكان في جنوب شرق ولاية نيو ساوث ويلز على الاستعداد لوصول العاصفة، وأشار إلى أن “عواصف رعدية قد تتسبب بأضرار وبرياح مدمّرة وبتساقط أحياناً حبات بردٍ هائلة وبهطول أمطار غزيرة قد تؤدي إلى فيضانات مفاجئة في الساعات القادمة”.
وفي ولاية فكتوريا، حيث لا تزال النيران مشتعلة، حذّرت السلطات من المخاطر التي ترافق الأمطار الغزيرة، خصوصاً لجهة احتمال حصول انهيارات أرضية، وقالت: إنه على الرغم من هذه الأمطار لا يزال موسم حرائق الغابات بعيداً عن الانتهاء.
وطالت العاصفة الأحد مناطق وسط ولاية نيوساوث ويلز، فـ “تحوّل النهار إلى ليل”، حسب صحيفة “غارديان”.
وبعد أقل من 24 ساعة من العاصفة، شهدت نيوساوث ويلز ومناطق أخرى جنوب أستراليا، بما فيها ولاية فيكتوريا ومركزها ميلبورن والعاصمة كانبيرا، تساقط البرد بحجم كرة الغولف.
وأدت هذه الظاهرة النادرة، التي رافقتها أيضاً رياح قوية، إلى اقتلاع أشجار وكسر زجاج سيارات في المناطق المنكوبة، وتلقت خدمة الطوارئ في فيكتوريا نحو 1500 طلب مساعدة من المواطنين، وكانت معظمها متعلّقة بتضرر منازلهم.
وتضرّرت بعض الولايات الأسترالية بشدة خلال الأشهر الماضية جراء حرائق الغابات، التي أودت حتى الآن بحياة 30 شخصاً، ودمّرت أكثر من 2500 منزل، وأدت إلى احتراق ملايين الأفدنة من الأراضي، علاوة على تدمير نحو 10 ملايين هكتار من الغابات، ونفوق أكثر من مليار حيوان.
ويحذّر الخبراء من أن موسم الحرائق في البلاد قد يستمر خلال الأشهر القادمة.