أخبارصحيفة البعث

إقالة درعي.. الحرب تستعر بين جناحي الصهيونية 

تقرير إخباري:

تتشعّب الأزمة السياسية التي تضرب كيان الاحتلال الإسرائيلي وتتعقد الأمور أكثر فأكثر فيه، وبينما تتزايد حدّة الاستقطاب السياسي بين المتطرّفين الصهاينة من الطرفين، تتجه الأمور إلى أزمة اجتماعية تعصف بالشارع الإسرائيلي، وتقسمه عمودياً بين داعم للائتلاف المتطرّف الحاكم ومعارض بشدّة له، وهو ما يؤكد أنّ الأمور وصلت إلى المرحلة التي تسبق الحرب الأهلية التي حذّر من وقوعها العديد من مسؤولي الكيان وسياسييه.

فمن جهة الائتلاف المتطرّف الحاكم يواجه زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو رئيس حكومة اليمين، المظاهرات الأسبوعية الرافضة لائتلافه المتطرف الراغب بفرض حكومة شريعة بالقوة، ومن جهةٍ أخرى أجبره قرار المحكمة العليا في الكيان على إقالة حليفه زعيم حزب شاس المتطرف آرييه درعي وزير الداخلية والصحة على خلفية قضايا جنائية طالته في السابق.

وبإقالة درعي التي أعلنها نتنياهو، خسر الأخير وزيره المحبّب، على حدّ وصف وسائل الإعلام الإسرائيلي، وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على أنّ هناك جناحين متحاربين على مستوى القيادة في “إسرائيل”، وأن الحرب بين هذين الجناحين قد بدأت فصولها الأولى، باستهداف درعي، وبالتالي فإن قادة الائتلاف المتطرف لن يكونوا في منأى عن تداعيات هذه الإقالة، وخصوصاً أنهم ملاحقون قضائياً في ملفات دعم الإرهاب والتطرّف والفساد وغيرها.

وكادت إقالة درعي تسبّب شرخاً في الائتلاف المتطرف، ولكن نتنياهو سارع إلى التمسك بزعيم حزب شاس والعمل على الإبقاء عليه في الحكومة، وقال مقرّبون منه: “إن درعي سيستمر كمراقب في مجلس الوزراء وأمين سرّ، وإن المناقشات المحمومة حول الموضوع ما زالت جارية من أجل إيجاد حلّ”، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنّ درعي ربما سيكون أكبر شخصية في الحكومة بعد نتنياهو، لافتة إلى أنه عضو في مجلس الوزراء السياسي والأمني، وفي الحديث عن مستقبله السياسي، نشأت احتمالية أنه بعد إقالته، والحديث هنا للإعلام الإسرائيلي، سيسعى نتنياهو إلى إيجاد إمكانية للسماح له بالعمل كمنصب “مراقب” في الحكومة، وهو ما يوضح تصريحات درعي، التي قصد من خلالها استفزاز أحزاب المعارضة حول أنه “إذا طُرد من الحكومة من الباب فإنه سيعمل على العودة من الشباك”.

إذاً، تستعر الحرب بين الجناحين الصهيونيين الحاكمين في إسرائيل وتزداد حدّتها، وكل طرفٍ يسعى إلى ضرب وتقليم أظافر الطرف الآخر، من خلال استهداف قادة الأحزاب الإسرائيلية على كلتا الضفتين، وما الدعوات اليمينية لاعتقال زعيم المعارضة يائير لابيد، والدعوات المقابلة لقتل نتنياهو وتشبيهه بهتلر، وما جرى من إقصاء لدرعي، سوى رأس جبل الجليد، فيما يدور من حربٍ ستطحن رحاها بقايا كيانٍ متطرفٍ متهالك يعتاش على دماء الفلسطينيين والعرب، التي ستكون سبباً في زواله.

إبراهيم ياسين مرهج