صغار تشرين وحطين يرسمون لوحة مميزة
اللاذقية– خالد جطل
اختتمت قبل أيام بطولة اللاذقية لكرة القدم بفئة الصغار التي توّج بلقبها فريق تشرين بفوزه على جاره حطين، اللافت في المباراة ليس فوز طرف على آخر، بل هو ما قدمه صغار الفريقين من لوحات إنسانية بتنا نفتقدها بملاعبنا بمختلف الفئات، والصور الرائعة التي تناقلتها صفحات التواصل الاجتماعي الرياضية وغيرها كانت عن تأثر لاعبي حطين الصغار بالخسارة والبكاء وذرفهم الدموع، دموع الوفاء والانتماء للنادي الذي يشقون فيه مشوارهم الكروي لنراهم في قادمات الأيام نجوماً في ملاعبنا ومنتخباتنا، والأجمل من هذه اللوحة كان تصرف صغار تشرين الذين أوقفوا أفراحهم ورقصاتهم ابتهاجاً بالفوز، وتوجهوا إلى أقرانهم وإخوتهم لاعبي حطين، واحتضنوهم وقاموا بمواساتهم في صورة إنسانية لا يمكن للكلمات وصفها، وقد وقف كل من في الملعب عاجزاً عن التعبير للموقف واللوحة التي رسمها أطفال بعمر الورود، مؤكدين للجميع كباراً وصغاراً أن الرياضة أخلاق، وإحدى أواصر المحبة التي تجمع لا تفرق، هذه اللفتة ستبقى في ذاكرة صغار حطين وتشرين الذين كبروا في تلك اللحظة وعانقوا السماء بروح معنوية فشل الكبار في تقديمها.
معانقة الصغار لبعضهم بعد مباراة قوية قدموها تحت الأمطار الغزيرة رسالة لكل من سوّلت له نفسه بالسعي لتعكير الأجواء بين عشاق الناديين الجارين قبل لقاء الديربي الذي جمع رجال حطين وتشرين الشهر الماضي، واستغله البعض لينشر حقده ويزرع الشقاق بينهما.
ما قدمه الصغار يجب ألا ينتهي بقراءة هذه الكلمات، بل يجب على القيادة الرياضية في اللاذقية وإدارتي الناديين تكريمهم ولو معنوياً لتحفيزهم وتشجيعهم، ولتأكيد أن ما قاموا به هو فعل أخلاقي أسمى من الفوز والخسارة.