مادورو يكشف تفاصيل محاولة الانقلاب في فنزويلا
أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن انفتاحه على إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة تؤدي إلى نوع جديد من العلاقات بين البلدين، مشيراً، خلال مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إلى أنه إذا كان هناك احترام بين الحكومات، بغض النظر عن مدى حجم الولايات المتحدة، وإذا كان هناك حوار وتبادل حقيقي للمعلومات، فتأكدوا من أنه يمكننا إنشاء علاقة من نوع جديد، مضيفاً: إذا رفع ترامب العقوبات فإن شركات النفط الأمريكية يمكن أن تستفيد بشكل كبير من النفط الفنزويلي، وإن علاقة الاحترام والحوار تؤدي إلى وضع مربح للجانبين، بينما تؤدي علاقة المواجهة إلى وضع خاسر، هذه هي الصيغة.
وألقى مادورو بمسؤولية فشل ترامب في سياسته تجاه بلاده على وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وبعض المستشارين الذي يحرضونه ضد كراكاس، معرباً عن استعداده للتحدّث مع زعيم المعارضة اليمينية، المدعوم من واشنطن خوان غوايدو، مؤكداً رفضه المطالب غير الشرعية باستقالته.
وكان مادورو شدّد، الشهر الماضي، على أن الحوار الوطني سيشكّل ضماناً لإجراء انتخابات تشريعية ناجحة وديمقراطية في بلاده، التي تتعرّض لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها، عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية، بهدف إحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد، الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة، والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى. وكشف مادورو أنه علم بمؤامرة الانقلاب قبل عشرة أيام من وقوعها، ومع ذلك لم يباشر باتخاذ أي إجراءات، لكي يتمكّن من تحديد الخونة وفهم مدى وحجم التمرد المحتمل، وأشار إلى أن رئيس المحكمة العليا ميشيل مورينو، ووزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، سلّما له كل تفاصيل المؤامرة، وأن المعارضة اعتقدت أن الأخيرين كانا إلى جانبها.
ففي 20 نيسان تمّ إبلاغه بأن الجنرال كريستوفر فيغيرا، الذي كان حينها رئيس جهاز المخابرات الوطنية الفنزويلي، انتقل إلى جانب الانقلابيين، لكن الرئيس الفنزويلي قرّر نصب فخ لرئيس المخابرات المذكور، الذي اضطر في النهاية إلى الفرار إلى كولومبيا، ثم إلى الولايات المتحدة.
وقال مادورو: “لم أقم بقمع هذه المحاولة، حتى أشاهد إلى أي مدى ستصل مخالب هذه المؤامرة. كنت سأكبحهم في غضون 24 ساعة”.
وتشهد فنزويلا منذ أشهر عدة أزمة سياسية جراء دعم واشنطن غير المشروع للمعارضة اليمينية، بزعامة خوان غوايدو، الذي أعلن تنصيب نفسه رئيساً انتقالياً، في مخالفة للدستور والقوانين الفنزويلية.
وكانت الصين أكدت قبل أيام دعمها الحازم لفنزويلا في حماية سيادتها الوطنية وكرامتها وحماية حقوقها ومصالحها المشروعة، وقال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال محادثات عقدها مع نظيره الفنزويلي خورخي أرياسا في بكين: “إن الحقائق أثبتت أن مبدأ مونرو أصبح قديماً، والعقوبات والضغط غير مفيدين، وليس هناك أي مخرج لفرض حلول خارجية”، موضحاً أن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي وفقاً للمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية لمواصلة دعم السلام والمحادثات والقيام بدور بنّاء في دفع قضية فنزويلا إلى تسوية سياسية شاملة في أسرع وقت ممكن.