أخبارصحيفة البعث

الصين: الولاية القضائية لواشنطن خارج حدودها تضر بالنظام الدولي

بكين – سانا:

أكدت الصين أن الولاية القضائية للولايات المتحدة خارج حدودها تضرّ بشدة بالنظام السياسي والاقتصادي الدولي وسيادة القانون، مشيرة إلى أن واشنطن تمارس منذ زمن بعيد هذه الولاية القضائية ذات الذراع الطويلة على البلدان الأخرى.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: إن الولاية القضائية طويلة الذراع في جوهرها هي ممارسة قضائية تعسفية، تمارسها الحكومة الأمريكية، مستغلة قوة الهيمنة الأمريكية لفرض ولاية قضائية خارج الحدود الإقليمية على كيانات وأفراد من دول أخرى على أساس قانونها المحلي.

وأضافت الوزارة: إن العقوبات الأمريكية أدت إلى توتر العلاقات بين الدول، وقوضت النظام الدولي، وحتى الآن طالت الذراع الطويلة للولاية القضائية الأمريكية كلاً من الصين وروسيا وإيران وسورية وكوريا الديمقراطية الشعبية وكوبا وغيرها من الدول.

وأوضحت الوزارة أنه وفقاً للقانون الدولي، فإن ممارسة الولاية القضائية لبلد ما على شخص أو كيان خارج الحدود الإقليمية يتطلب عموما أن يكون للشخص أو الكيان أو سلوكه صلة حقيقية وكافية بذلك البلد، ومع ذلك تمارس الولايات المتحدة الولاية القضائية طويلة الذراع على أساس قاعدة (أدنى حد من الاتصال)، وتخفض باستمرار عتبة التطبيق.

وأشارت وزارة الخارجية الصينية إلى أنه عندما كان فيروس كورونا متفشياً في جميع أنحاء العالم، لم تتوان الحكومة الأمريكية في فرض عقوبات أحادية الجانب على إيران وسورية ودول أخرى، ما جعل من الصعب على هذه البلدان الحصول على إمدادات طبية تشتد الحاجة إليها لمكافحة الفيروس.

ولفتت إلى أن الولاية القضائية طويلة الذراع تخلق توترات وصراعات بين الدول الكبرى وتكثفها، وتشكل تهديداً لنظام الأمن الدولي الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية.

وختمت الوزارة بالقول: يجب على الولايات المتحدة التخلي عن عقوباتها الأحادية غير القانونية وتدابير الولاية القضائية طويلة الذراع، وأن تتحمل حقاً مسؤولياتها الدولية كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي.

من جهته، قدّم نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنغ احتجاجاً رسمياً للسفارة الأمريكية لدى بكين، بشأن استخدام الولايات المتحدة القوة لمهاجمة المنطاد الصيني غير المأهول.

ووفقاً لبيان صدر عن وزارة الخارجية اليوم ونقلته وكالة “شينخوا” فإن شيه جدّد التأكيد على أن دخول المنطاد الصيني إلى المجال الجوي الأمريكي حدث بسبب ظرف قهري لم يكن متوقعاً تماماً بل كان عَرَضياً، وإن خصوصيات وعموميات ما حدث واضحة تماماً، ولا تدع مجالاً للتشويه أو التلطيخ.

وقال شيه: “إن الجانب الأمريكي مع ذلك تجاهل كل هذا، وبالغ في رد فعله بالإصرار على الاستخدام التعسفي للقوة تجاه المنطاد المدني الذي كان في طريقه لمغادرة المجال الجوي الأمريكي، مشيراً إلى أن هذا التصرف انتهك على نحو خطير روح القانون الدولي والممارسات الدولية.

وأضاف: “إن ما فعلته الولايات المتحدة أثر بشدة وقوّض الجهود والتقدم اللذين حققهما الجانبان في استقرار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة منذ أن التقى زعيما البلدين في بالي بإندونيسيا”، معرباً عن بالغ معارضة الصين واحتجاجها على هذا الأمر.

وحثّ شيه الجانب الأمريكي على عدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها الإضرار بمصالح الصين، وعدم رفع مستوى التوترات بين البلدين أو توسيعها.

وتابع: “إن الحكومة الصينية تتابع عن كثب تطورات الوضع، وستعمل بحزم على حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركة الصينية المعنية، وحماية مصالح الصين وكرامتها، وتحتفظ بحق الرد في هذا الشأن إذا تطلب الأمر”.