التعاون مع الصين هو الخيار الأفضل أمام اليابان
ترجمة: عائدة أسعد
عن موقع غلوبال تايمز 20/1/2020
دخلت العلاقات الصينية اليابانية حقبة جديدة، وهناك إيحاءات إيجابية لتعزيز العلاقات بين البلدين. ورغم ذلك ما زال بعض اليابانيين يشعرون بالقلق إزاء تعميق تعاون الصين مع الدول الآسيوية مثل ميانمار ويقولون إن اليابان يجب أن تكون متيقظة بشأن الصين، مع أن هذا لا يتماشى مع تحسين العلاقات بين الصين واليابان.
وفقاً لتقرير أساهي شيمبون، قال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية: “في الوقت الذي تزيد فيه لاوس وكمبوديا اعتمادهما الاقتصادي على الصين ستبقى ميانمار الجسر الوحيد لليابان في جنوب شرق آسيا”.
تعكس هذه التصريحات تفكيراً خالياً من العقلانية يتعارض مع موقف بعض المسؤولين اليابانيين الراسخ المتمثّل بتحييد نهوض الصين، كما تُظهر سوء فهم واضحاً لسياسة الصين للتنمية.
إن الصين تركز على التنمية مع تعزيز العلاقات مع الدول المحيطة، ولا تهدف إلى استبدال أحد بل لتطوير العلاقات مع الدول الأخرى بناءً على مبادئ التنمية المشتركة والمنفعة المتبادلة.
مع نمو الصين بقوة ستوسّع التعاون مع بعض الدول وتعمّق العلاقات الثنائية وهذا الأمر طبيعي، حيث تدرك الصين أن التنمية والتعاون يجب أن يكونا شاملين، لذلك تعمل على تعميق التعاون مع ميانمار لأنه مثمر للبلدين، وليس لأن الصين تريد التخلص من نفوذ أي دولة أخرى من الدول الواقعة جنوب شرق آسيا.
من هذا المنظور ينبغي أن تعامل اليابان نهوض الصين بعقلانية، لكن سياسة اليابان الخارجية الحالية تجاه الصين تتوخى اليقظة الإستراتيجية نحو الأخيرة باعتبارها محور تركيزها الرئيسي. صحيح أن طوكيو لم تتبع إستراتيجية واشنطن في المحيط الهادي بشكل أعمى إلا أنها تأثرت بها. لكن ينبغي أن تدرك اليابان أن التعاون مع الصين هو خيار أفضل يستفيد منه البلدان، وأنه يمكن تنفيذه على الساحة الدولية.
ذكرت صحيفة بانكوك بوست في أيار 2019 أن مبادرة المدن الشرقية لتايلاند (EEC) -المجموعة الاقتصادية الأوروبية- هي مشروع تنموي يشمل التعاون مع الصين واليابان، حيث قال نائب رئيس الوزراء التايلاندي سومكيد جاتوسريبيتاك إن الدعم المتضافر من الصين واليابان في تلك المجموعة له مغزى لبناء مناخ الاستثمار في تايلاند وتعزيز ثقة المستثمرين بالتنمية الشاملة للمجتمع الاقتصادي الأوروبي.
كما توضح هذه الحالة أن العمل المشترك بين الصين واليابان -والذي ترحب به الدول الإقليمية- يمكن أن يستفيد منه ليس فقط هذان البلدان في تنمية آسيا، إنما في الاستقرار العالمي أيضاً.
خلال الجولة الخامسة عشرة للحوار الاستراتيجي الصيني الياباني الذي بدأ في 14 كانون الثاني 2020 قال نائب وزير الخارجية لي يوتشنغ: “في ظل العصر الجديد والتغيّرات الكبرى في العالم خلقت العلاقات الصينية اليابانية فرصاً مهمّة للتنمية”.
من هنا لا يمكن بناء الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين البلدين في غضون يوم أو يومين، بل تتطلّب أن يجتمع البلدان مع بعضهما البعض في منتصف الطريق، والأمر الأكثر أهمية هو أن يتعاون الجانبان، ويجب أن يكون الجانب الياباني أكثر يقظة بشأن العوائق المحتملة من قبل جبهات الجناح اليميني في البلاد.
لقد أثبتت EEC أن الصين واليابان قادرتان على تعزيز التنمية الإقليمية بشكل مشترك، وعلى تدويل نموذج المنفعة المتبادلة الذي يفيد أيضاً الأطراف الثالثة وتعزيز التنمية في جميع أنحاء آسيا.
وتكرّرت التبادلات رفيعة المستوى بين الصين واليابان في السنوات الأخيرة، وكما قال الرئيس شي جين بينغ في اجتماعه في كانون الأول الفائت مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: “يجب على البلدين الحفاظ على العزم الاستراتيجي وتبني رؤية تطلعية تأخذ في الاعتبار الوضع العام”.